حديث: ما قعد قوم مقعدا لا يذكرون الله ولا يصلون على النبي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الصلاة على النبي ﷺ عند اجتماع القوم قبل تفرقهم

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «ما قعد قوم مقعدا لا يذكرون فيه الله عز وجل، ويصلون على النبي إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة وإن دخلوا الجنة للثواب».

صحيح: رواه أحمد (٩٩٦٥)، وصحّحه ابن حبان (٥٩١، ٥٩٢) كلاهما من حديث عبد الرحمن بن مهدي، عن شعبة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «ما قعد قوم مقعدا لا يذكرون فيه الله ﷿، ويصلون على النبي إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة وإن دخلوا الجنة للثواب».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
الحديث الشريف: عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا قَعَدَ قَوْمٌ مَقْعَدًا لَا يَذْكُرُونَ فِيهِ اللَّهَ، وَيُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِنْ دَخَلُوا الْجَنَّةَ لِثَوَابٍ».


1. شرح المفردات:


● مَقْعَدًا: أي مجلسًا يجلسون فيه للحديث والتجاذب أطراف الحديث.
● لَا يَذْكُرُونَ فِيهِ اللَّهَ: أي يغفلون عن ذكر الله تعالى من تسبيح، أو تهليل، أو تحميد، أو قراءة قرآن، أو طلب علم، أو أمر بمعروف ونهي عن منكر.
● وَيُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هي الدعاء له بالتعظيم والثناء، كقول: "اللهم صل على محمد".
● حَسْرَةً: ندامة شديدة وأسف عظيم على ما فاتهم من الأجر والثواب.
● لِثَوَابٍ: أي لدخولهم الجنة بسبب أعمالهم الصالحة الأخرى، وليس بسبب هذا المجلس.


2. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث العظيم عن أمر عظيم يغفل عنه كثير من الناس. فهو يبين أن أي مجلس يجلس فيه الناس – سواء كان للراحة، أو للزيارة، أو للسمر – يجب أن يُحيطوه بذكر الله تعالى والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم.
فإذا خلا المجلس من ذكر الله، ومن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وكان كله حديثًا في أمور الدنيا أو لغوًا لا خير فيه، فإن هذا المجلس سيكون مصدر ندم وحسرة شديدة لأهله يوم القيامة، حتى لو كانوا من أهل الجنة.
والعجيب في الحديث أنه يبين أن هذه الحسرة ستلحقهم حتى وهم في الجنة! وذلك لأنهم سيعلمون مقدار الأجر والثواب العظيم الذي فاتهم بسبب هذا المجلس الغافل، بينما كان بإمكانهم أن يرفعوا درجاتهم في الجنة بأمر بسيط هو ذكر الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.


3. الدروس المستفادة منه:


1- وجوب إحياء المجالس بذكر الله: يحثنا الحديث على أن نجعل مجالسنا عامرة بذكر الله، وتلاوة القرآن، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والعلم النافع، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
2- خطر الغفلة عن الله: الحديث تحذير شديد من مجالس الغفلة واللغو التي لا طائل منها، والتي تشغل العبد عن طاعة ربه وتذكرته.
3- عظم فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: جعل النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة عليه من مكفرات الذنوب ومعليات الدرجات، وعلامة على حبه واتباعه.
4- استغلال الأوقات: المسلم الحكيم هو من يستثمر كل وقته، حتى أوقات راحته وسمره، في ما يعود عليه بالنفع في دينه وآخرته.
5- الحسرة على فوات الأجر: أشد الندم يوم القيامة ليس فقط على فعل المعاصي، بل أيضًا على تفويت الفرص لفعل الخيرات التي كان بإمكانه فعلها بسهولة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● درجة الحديث: حديث صحيح. رواه الإمام أحمد في مسنده، والطبراني، وهو حسن والأرناؤوط لغيره.
● ما ينجي من هذه الحسرة؟ جاء في حديث آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهِ، وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ، إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً، فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ، وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ». فإذا كان المجلس تِرَة (أي نقصان وحسرة)، فإن التوبة والاستغفار تمحقه، ويغفره الله تعالى بعفوه وكرمه.
● من الذكر المشروع في المجالس: قراءة القرآن، الحديث في أمور الخير، الدعوة إلى الله، تعلم العلم، التسبيح والتحميد والتهليل، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
● ختم المجلس: من السنة أن يختم المسلم مجلسه بكفارة المجلس، وهي قول: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ». فهي تكفر ما قد يكون حصل في المجلس من لغو أو خطأ.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذاكرين الله كثيرًا، والذاكرات، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٩٩٦٥)، وصحّحه ابن حبان (٥٩١، ٥٩٢) كلاهما من حديث عبد الرحمن بن مهدي، عن شعبة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة فذكره. وإسناده صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 99 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما قعد قوم مقعدا لا يذكرون الله ولا يصلون على النبي

  • 📜 حديث: ما قعد قوم مقعدا لا يذكرون الله ولا يصلون على النبي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما قعد قوم مقعدا لا يذكرون الله ولا يصلون على النبي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما قعد قوم مقعدا لا يذكرون الله ولا يصلون على النبي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما قعد قوم مقعدا لا يذكرون الله ولا يصلون على النبي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب