حديث: الدعاء هو العبادة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الدعاء هو العبادة

عن النعمان بن بشير، عن النبي ﷺ قال: «الدعاء هو العبادة» ثم قرأ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [سورة غافر: ٦٠].

صحيح: رواه أبو داود (١٤٧٩)، والترمذي (٣٣٧٢)، وابن ماجه (٣٨٢٨)، وأحمد (١٨٣٥٢)، وصحّحه ابن حبان (٨٩٠)، والحاكم (١/ ٤٩٠ - ٤٩١) كلهم من طرق عن ذر بن عبد الله الهمداني، عن يُسيع الحضرمي، عن النعمان بن بشير فذكره.

عن النعمان بن بشير، عن النبي ﷺ قال: «الدعاء هو العبادة» ثم قرأ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [سورة غافر: ٦٠].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بما نسمع ونعلم.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام الترمذي في سننه، وقال عنه: حديث حسن صحيح. وهو حديث قليل الألفاظ، عظيم المعاني، يجمع كنوزاً من الحكم والعبر.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● الدعاء: هو سؤال العبد ربه، والالتجاء إليه، والتضرع بين يديه، طلباً للخير، أو دفعاً للشر.
● العبادة: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
وقوله تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} أي: اطلبوا مني وألحوا في السؤال، فأنا مجيب لكم.
وقوله: {يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي} أي: يتكبرون ويتعالون عن دعائي وطاعتي.
وقوله: {دَاخِرِينَ} أي: صاغرين أذلاء.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن "الدعاء هو العبادة"، ثم يستدل على هذه الحقيقة بقول الله تعالى في سورة غافر.
والمعنى أن الدعاء جوهر العبادة وروحها ولبها. وذلك لأن:
1- الدعاء يتضمن كمال الذل والخضوع لله تعالى: فالمدعو لا يلتجئ إلا إلى من يعلم أنه قادر على قضاء حاجته، غني عن العالمين. فحالة الداعي وهو يرفع يديه ويتضرع هي تجسيد حي للعبودية المحضة.
2- الدعاء يتضمن كمال الحب والتعظيم لله: فالعبد لا يدعو إلا من يحبه ويعظمه ويؤمن بجوده وكرمه.
3- الدعاء يتضمن الاعتراف بقدرة الله وحده، وعجزه وضعفه هو: فالداعي يعترف بلسان حاله أن لا ملجأ من الله إلا إليه، ولا قادر على كشف الضر إلا هو.
ولهذا قرن النبي صلى الله عليه وسلم الآية الكريمة بالحديث، لتؤكد أن الله تعالى قد جعل الدعاء synonymاً للعبادة، فمن استكبر عن دعاء الله وتوجه إليه، فقد استكبر عن عبادته، وعاقبته الدخول إلى جهنم صاغراً ذليلاً. فالدعاء ليس مجرد طلب، بل هو اعتراف بالعبودية، وتفويض الأمر لله، والاستكانة بين يديه.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- علو منزلة الدعاء: فهو ليس عبادة among العبادات فحسب، بل هو روحها وغايتها. فالصلاة والصيام والحج وغيرها كلها تحوي دعاءً وخضوعاً وتذللاً لله.
2- الدعاء سبب لدفع البلاء ونزول الرحمة: فالله تعالى قد أمرنا بالدعاء ووعدنا بالإجابة، وهو لا يخلف الميعاد.
3- التكبر عن الدعاء من صفات أهل النار: فمن استغنى بنفسه عن ربه، وتعالى عن مناجاته وسؤاله، فهو متوعد بالذل والهوان في الآخرة.
4- الحث على الإكثار من الدعاء في كل حال: في السراء والضراء، في الرخاء والشدة، لأنه صلة بين العبد وربه، ومظهر من مظاهر العبودية التي خلقنا الله من أجلها.
5- الاستجابة ليست شرطاً في وجوب الدعاء: فالعبد مأمور بالدعاء وهو عبادة بذاتها، سواء تحققت الاستجابة بالصورة التي يريدها أم لا. فالله يحب أن يسمع صوت عبده يتضرع إليه، وقد يؤخر الاستجابة لحكمة، أو يصرف عنه شراً أعظم، أو يدخر له أجراً أعظم في الآخرة.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- من أدب الدعاء: الإخلاص لله، وحضور القلب، والبدء بحمد الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والاعتراف بالذنب، والتصدق قبل الدعاء، والدعاء في أوقات الإجابة (كالثلث الأخير من الليل، بين الأذان والإقامة، وفي السجود، وغيرها).
- ينبغي للعبد أن لا يستعجل الإجابة، وأن يتيقن أن الله سيستجيب له إما بعاجل الخير أو آجله.
- الدعاء سلاح المؤمن، به ينصر على أعدائه، وبه يدفع الكربات، وبه يقهر الصعاب.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من عباده الداعين المخبتين إليه، المتضرعين بين يديه، وأن يتقبل منا صالح الأعمال، إنه سميع مجيب.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٤٧٩)، والترمذي (٣٣٧٢)، وابن ماجه (٣٨٢٨)، وأحمد (١٨٣٥٢)، وصحّحه ابن حبان (٨٩٠)، والحاكم (١/ ٤٩٠ - ٤٩١) كلهم من طرق عن ذر بن عبد الله الهمداني، عن يُسيع الحضرمي، عن النعمان بن بشير فذكره. وإسناده صحيح.
وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح».
وقال الحاكم: «صحيح الإسناد».
وروى الحاكم (١/ ٤٩١) - وصحّحه - بإسنادين عن ابن عباس قال: أفضل العبادة هو الدعاء وقرأ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾.
وأما ما روي عن أنس بن مالك أن النبي ﷺ قال: «الدعاء مخ العبادة». فهو ضعيف. رواه الترمذي (٣٣٧١)، والطبراني في الأوسط (٣٢٢٠)، والدعاء (٨) كلاهما من طريق ابن لهيعة، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن أبان بن صالح، عن أنس بن مالك فذكره.
وقال الترمذي: «غريب من هذا الوجه، لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة».
وابن لهيعة سيء الحفظ فأخطأ في هذا الحديث فقال: «الدعاء مخ العبادة». والصحيح: «الدعاء هو العبادة» فإنه ليس للدعاء مخ بل الدعاء كله عبادة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 105 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الدعاء هو العبادة

  • 📜 حديث: الدعاء هو العبادة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الدعاء هو العبادة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الدعاء هو العبادة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الدعاء هو العبادة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب