حديث: جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الصلاة على النبي ﷺ عند الهم والشدائد وطلب المغفرة

عن أبي بن كعب قال: كان رسول الله ﷺ إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال: «يا أيها الناس اذكروا الله اذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه».
قال أبي: قلت: يا رسول الله! إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: «ما شئت». قال: قلت: الربع؟ . قال: «ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: النصف؟ قال: «ما شئت، فإن زدت فهو خير لك»، قال: قلت: فالثلثين. قال: «ما شئت، فإن زدت فهو خير لك»، قلت: أجعل لك صلاتي كلها، قال: «إذًا تكفي همك، ويغفر لك ذنبك».

حسن: رواه الترمذي (٢٤٥٧)، وأحمد (٢١٢٤١ - ٢١٢٤٢)، والحاكم (٢/ ٤٢١) كلهم من طريق سفيان هو الثوري، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل بن أبي بن كعب، عن أبيه قال فذكره.

عن أبي بن كعب قال: كان رسول الله ﷺ إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال: «يا أيها الناس اذكروا الله اذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه».
قال أبي: قلت: يا رسول الله! إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: «ما شئت». قال: قلت: الربع؟ . قال: «ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: النصف؟ قال: «ما شئت، فإن زدت فهو خير لك»، قال: قلت: فالثلثين. قال: «ما شئت، فإن زدت فهو خير لك»، قلت: أجعل لك صلاتي كلها، قال: «إذًا تكفي همك، ويغفر لك ذنبك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن الحديث الذي ذكر حديث عظيم، يجمع بين التذكير بيوم القيامة والموت، وبين فضل الصلاة على النبي ﷺ. وسأشرحه لك جزءًا جزءًا بحسب الطلب:

أولاً. شرح المفردات:


● ذهب ثلثا الليل: أي مضى ثلثا الليل، وهذا الوقت هو وقت النزول الإلهي كما في حديث آخر، وهو وقت مبارك للقيام والذكر.
● الراجفة: هي النفخة الأولى في الصور، التي تصعق بها الخلائق.
● الرادفة: هي النفخة الثانية التي تقوم بها الخلائق من قبورهم للبعث.
● جاء الموت بما فيه: أي أن الموت يحمل في طياته أهوالاً وعظائم، وهو تذكير بحقيقته التي لا مفر منها.
● أكثر الصلاة عليك: أي أن أبي بن كعب كان يكثر من الصلاة على النبي ﷺ في دعائه.
● تكفي همك: أي يُكفى همك ويُفرج عنك.
● يغفر لك ذنبك: أي يُغفر ذنبك بفضل الله وكرمه.

ثانيًا. شرح الحديث:


هذا الحديث ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: قول النبي ﷺ: "يا أيها الناس اذكروا الله اذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه".
هذا جزء من وعظ النبي ﷺ لأمته، حيث كان يقوم في الليل ليذكر الناس بالله تعالى ويحثهم على ذكره، ويخوفهم من أهوال يوم القيامة والموت. وهذا يدل على حرصه ﷺ على هداية أمته وتحذيرهم من الغفلة عن الآخرة.
القسم الثاني: حوار أبي بن كعب مع النبي ﷺ حول الصلاة عليه.
سأل أبي بن كعب النبي ﷺ عن مقدار الصلاة عليه في دعائه، فأجابه النبي ﷺ بالتسامح والترغيب في الزيادة، حتى قال أبي: "أجعل لك صلاتي كلها"، فقال النبي ﷺ: "إذًا تكفي همك، ويغفر لك ذنبك". وهذا يدل على عظم فضل الصلاة على النبي ﷺ، وأن الإكثار منها سبب لتكفير الذنود وتفريج الهموم.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- الحث على ذكر الله تعالى: خاصة في أوقات الفضل مثل الثلث الأخير من الليل.
2- التذكير بالآخرة والموت: لينتبه المسلم من الغفلة ويستعد بالعمل الصالح.
3- فضل الصلاة على النبي ﷺ: وأنها من أعظم القربات وأسباب المغفرة وتفريج الكرب.
4- السؤال عن الخير والاستزادة منه: كما فعل أبي بن كعب عندما سأل عن مقدار الصلاة على النبي ﷺ.
5- كرم النبي ﷺ وحسن تعليمه: حيث كان يجيب بما يشجع على الخير ولا يضع حدودًا صارمة.

رابعًا. معلومات إضافية:


- الحديث رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
- الصلاة على النبي ﷺ من الأمور التي يحبها الله ورسوله، وهي من أسباب شفاعته ﷺ لأمته.
- ينبغي للمسلم أن يكثر من الصلاة على النبي ﷺ في كل وقت، خاصة في الدعاء وبعد الأذان وفي يوم الجمعة.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذاكرين الشاكرين، وأن يوفقنا للصلاة على نبيه محمد ﷺ، وأن يكفر عنا ذنوبنا وهمومنا. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٢٤٥٧)، وأحمد (٢١٢٤١ - ٢١٢٤٢)، والحاكم (٢/ ٤٢١) كلهم من طريق سفيان هو الثوري، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل بن أبي بن كعب، عن أبيه قال فذكره. واللفظ للترمذي.
وإسناده حسن من أجل عبد الله بن محمد بن عقيل فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث ما لم يتبين خطؤه.
وحسنه أيضا الترمذي. وقال الحاكم: صحيح الإسناد.
وكان الصحابة يصلون على النبي ﷺ في المواطن الأخرى، وكل ذلك خير منها:
١ - في الخطب: فقد روى عبد الله بن أحمد (٨٣٧) عن منصور بن أبي مزاحم، حدثنا خالد الزيات، حدثني عون بن أبي جحيفة، قال: كان أبي من شرط علي، وكان تحت المنبر، فحدثني أبي: أنه صعد المنبر - يعني عليا - فحمد الله تعالى وأثنى عليه، وصلى على النبي ﷺ، وقال: «خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، والثاني عمر، وقال: يجعل الله تعالى الخير حيث أحب».
وإسناده حسن من أجل خالد الزيات فإنه لا بأس به.
وروي الصلاة على النبي ﷺ في الخطبة عن ابن مسعود وعمرو بن العاص وأبي موسى الأشعري وغيرهم.
قال ابن القيم في جلاء الأفهام (ص ٥٢٦): »... إن الصلاة على النبي ﷺ في الخطب كان أمرا مشهورا معروفا عند الصحابة ﵃ أجمعين» أهـ.
٢ - عند زيارة قبره ﷺ: فقد روى مالك عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر أنه كان يقف على قبر النبي ﷺ، فيصلي على النبي ﷺ، ويدعو لأبي بكر وعمر.
هكذا رواه غير واحد عن مالك كما قال ابن عبد البر في الاستذكار (٦/ ٢٦٢ - ٢٦٣). وإسناده صحيح.
ورواه يحيى الليثي في الموطأ (٣٩٩) عن مالك، عن عبد الله بن دينار قال: رأيت عبد الله بن عمر يقف على قبر النبي ﷺ، فيصلي على النبي ﷺ وعلى أبي بكر وعمر. وأنكر العلماء على يحيى روايته بهذا اللفظ كما ذكر ابن عبد البر في الاستذكار.
وروي الأثر عن ابن عمر من طرق أخرى منها ما رواه البيهقي في الشعب (٣٨٥٤) من طريق محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا محمد بن بشر، حدثنا عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر أنه كان
إذا قدم من سفر بدأ بقبر النبي ﷺ فصلى عليه وسلم، ودعا له، ولا يمس القبر، ثم يسلم على أبي بكر، ثم قال: السلام عليك يا أبة.
٣ - وعلى الصفا والمروة: روى ابن أبي شيبة في المصنف (٣٠٢٥٣ - ٣٠٢٥٤) من طرق عن الشعبي، عن وهب بن الأجدع قال: سمعت عمر يقول: إذا قمتم على الصفا فكبروا سبع تكبيرات، بين كل تكبيرتين حمد الله وثناء عليه، وصلاة الله على النبي ﷺ ودعاء لنفسك، وعلى المروة مثل ذلك. وإسناده صحيح.
وروى إسماعيل بن إسحاق القاضي في الصلاة على النبي ﷺ - كما في جلاء الأفهام (ص ٥٣٧) - عن هدبة بن خالد، ثنا همام بن يحيى، ثنا نافع، أن ابن عمر كان يكبر على الصفا ثلاثا يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ثم يصلي على النبي ﷺ، ثم يدعو ويطيل القيام والدعاء، ثم يفعل على المروة مثل ذلك. وإسناده صحيح.
٤ - عند الخروج إلى السوق أو إلى دعوة ونحوها: فقد روى ابن أبي شيبة في المصنف (٣٠٤٢٩) عن وكيع، عن مسعر، عن عامر بن شقيق، عن أبي وائل، قال: ما شهد عبد الله مجمعا، ولا مأدبة فيقوم حتى يحمد الله ويصلي على النبي ﷺ، وإن كان مما يتبع أغفل مكان في السوق فيجلس فيه فيحمد الله ويصلي على النبي ﷺ. وإسناده صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 102 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه

  • 📜 حديث: جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب