سمع رسول الله ﷺ رجلا يدعو في صلاته، لم يمجد الله

حديث: سمع رسول الله ﷺ رجلا يدعو في صلاته، لم يمجد الله

عن فَضالة بن عُبيد صاحب رسول الله ﷺ يقول: سمع رسولُ الله ﷺ رجلًا يدعو في صلاته، لم يُمجّد اللهَ، ولم يُصلِّ على النبي ﷺ فقال رسول الله ﷺ: «عَجِل هذا» ثم دعاه فقال له، أو لغيره: «إذا صلَّى أحدكم فليبدأ بتمجيد ربه والثناء عليه، ثم يُصَلّي على النبي ﷺ، ثم يدعو بعد بما شاء».

صحيح: رواه أبو داود (١٤٨١)، والترمذي (٣٤٧٧) كلاهما من طريق عبد الله بن يزيد المُقرئ، ثنا حيوة بن شريح، أخبرني أبو هانئ حُميد بن هانئ، أن أبا علي عمرو بن مالك الجَنْبيَّ أخبره، أنه سمع فَضالة بن عبيد فذكر مثله.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث فضالة بن عبيد رضي الله عنه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:

1. شرح المفردات:

● عَجِل هذا: أي أسرع واستعجل في دعائه دون مراعاة الأدب مع الله.
● تمجيد ربه: أي تنزيه الله تعالى وتقديسه عن كل نقص.
● الثناء عليه: ذكر صفات الكمال لله تعالى وحمده.
● يُصَلّي على النبي: أي يقول: اللهم صل على محمد، أو ما في معناها من الصلوات الإبراهيمية.

2. شرح الحديث:

يحدثنا الصحابي الجليل فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ سمع رجلاً يدعو في صلاته مباشرة بطلب حاجته، دون أن يقدم بين يدي دعائه بحمد الله والثناء عليه، والصلاة على نبيه محمد ﷺ.
فأنكر النبي ﷺ هذا الفعل ووصف الرجل بالعجلة، لأنه ترك الأدب مع الله في الدعاء. ثم علم النبي ﷺ أمته الأدب الصحيح في الدعاء، فأمر بأن يبدأ الداعي بحمد الله والثناء عليه بما هو أهله، ثم يصلي على النبي ﷺ، ثم بعد ذلك يدعو بما يحتاج من أمور الدنيا والآخرة.

3. الدروس المستفادة منه:

● أهمية الأدب مع الله في الدعاء: فالدعاء مخ العبادة، ولا ينبغي للمؤمن أن يقدم بين يدي دعائه إلا بالثناء على الله والصلاة على رسوله.
● مشروعية الثناء على الله قبل الدعاء: وهذا من أعظم أسباب إجابة الدعاء، لأن الله يجيب من حمده وأثنى عليه قبل أن يسأله.
● مشروعية الصلاة على النبي ﷺ في الدعاء: وهي من أسباب قبول الدعاء، كما أنها تقرب العبد من ربه وتزيد في إيمانه.
● التأني في العبادة وعدم الاستعجال: فالعجلة في العبادة قد تذهب بالخشوع وتفوت على العبد كمال الأجر.
● حرص النبي ﷺ على تعليم أمته: حيث لم يكتف بنقد الخطأ، بل بين الصواب ووجه إليه.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي، وهو حسن.
- العلماء يستدلون بهذا الحديث على استحباب البداءة في الدعاء بالحمد لله والصلاة على النبي ﷺ.
- الصيغة الواردة في الصلاة الإبراهيمية هي أكمل صيغ الصلاة على النبي، ولكن يجزئ أي صيغة مشروعة.
- هذا الأدب ليس مقصورًا على دعاء الصلاة، بل يستحب في كل دعاء.
أسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٤٨١)، والترمذي (٣٤٧٧) كلاهما من طريق عبد الله بن يزيد المُقرئ، ثنا حيوة بن شريح، أخبرني أبو هانئ حُميد بن هانئ، أن أبا علي عمرو بن مالك الجَنْبيَّ أخبره، أنه سمع فَضالة بن عبيد فذكر مثله. واللفظ لأبي داود. وإسناده صحيح.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 95 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سمع رسول الله ﷺ رجلا يدعو في صلاته، لم يمجد الله

📜 حديث: سمع رسول الله ﷺ رجلا يدعو في صلاته، لم يمجد الله

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: سمع رسول الله ﷺ رجلا يدعو في صلاته، لم يمجد الله

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: سمع رسول الله ﷺ رجلا يدعو في صلاته، لم يمجد الله

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: سمع رسول الله ﷺ رجلا يدعو في صلاته، لم يمجد الله

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية