الملائكة تصلي على من يصلي على النبي

حديث: الملائكة تصلي على من يصلي على النبي

عن عامر بن ربيعة عن النبي ﷺ قال: «ما من مسلم يصلي علي إلا صلت عليه الملائكة ما صلى علي، فليقلّ العبدُ من ذلك أو ليُكثرْ».

حسن: رواه ابن ماجه (٩٠٧)، وأحمد (١٥٦٨٠) كلاهما من طريق شعبة، عن عاصم بن عبيد الله قال: سمعت عبد الله بن عامر بن ربيعة يحدث عن أبيه فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بما ندرس ونعلم.
هذا حديث شريف فيه فضل عظيم للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وها هو شرحه وفق الخطوات المطلوبة:

الحديث:

عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصَلِّي عَلَيَّ إِلَّا صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ مَا صَلَّى عَلَيَّ، فَلْيُقَلِّلِ الْعَبْدُ مِنْ ذَلِكَ أَوْ لِيُكْثِرْ».

1. شرح المفردات:

● يُصَلِّي عَلَيَّ: أي يقول: "اللهم صل على محمد" أو أي صيغة من صيغ الصلاة على النبي.
● صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ: أي تدعت له الملائكة واستغفرت له وطلبت له الرحمة والمغفرة من الله.
● مَا صَلَّى عَلَيَّ: أي طيلة المدة التي يصلي فيها العبد على النبي، أو بعدد ما صلى.
● فَلْيُقَلِّلِ: فليقلل العبد من الصلاة عليَّ (وهذا على سبيل التهيئة والاختيار، وليس الأمر بالقلة).
● أَوْ لِيُكْثِرْ: أو ليكثر منها (والأمر هنا للترغيب في الإكثار).

2. شرح الحديث:

يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث العظيم أن كل مسلم يصلي عليه، فإن الملائكة -وهم خلق كرام لا يعصون الله- يصَلون على هذا العبد المسلم ويستغفرون له طيلة مدة صلاته على النبي أو بعدد ما صلى. فكلما زاد العبد في الصلاة على النبي، زادت صلاة الملائكة واستغفارهم له.
ثم يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «فَلْيُقَلِّلِ الْعَبْدُ مِنْ ذَلِكَ أَوْ لِيُكْثِرْ». وهذا أسلوب بلاغي رائع، حيث يبدو وكأنه يخير العبد بين القلة والكثرة، ولكن المقصود الحقيقي هو الحث والترغيب العظيم في الإكثار من الصلاة عليه، لأن الخيار الظاهري يدفع العبد ليفكر: "إذا كانت القلة تحصل على هذا الأجر، فكيف بالكثرة؟!" فيندفع إلى الإكثار. فهو أسلوب تحفيزي يشبه قوله تعالى: {فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ} [النساء: 3]، حيث يخير ولكن المقصود الترغيب في الحلال.

3. الدروس المستفادة منه:

1- عظمة أجر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: فهي سبب لنيل صلاة الملائكة واستغفارهم للعبد، وصلاة الملائكة دعاؤهم واستغفارهم له عند الله.
2- كرم الله تعالى على عباده: حيث جعل لعمل صغير (كلمة تقال باللسان) أجراً عظيماً وهو استغفار الملائكة.
3- الحث على الإكثار من الصلاة على النبي: فالأمر بالتقليل هو للتهيئة والترغيب في الإكثار، فينبغي للمسلم أن يكثر منها في كل وقت، خاصة في يوم الجمعة وليلتها، وفي الدعاء، وبعد الأذان، وعند ذكره صلى الله عليه وسلم.
4- إكرام الله لأمة محمد صلى الله عليه وسلم: بأن جعل لهم وسيلة سهلة لنيل الأجر العظيم ورضوانه.

4. معلومات إضافية مفيدة:

● مصدر الحديث: رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، وقال الشيخ الألباني: حديث حسن.
● معنى "صلاة الملائكة": هي دعاؤهم واستغفارهم للعبد، كما أن صلاة الله على العبد هي ثناؤه عليه ورحمته له.
● من فضائل الصلاة على النبي الأخرى: أنها سبب لقضاء الحوائج، ورفع الدرجات، ومغفرة الذنوب، وتكون سبباً في شفاعته صلى الله عليه وسلم للعبد يوم القيامة.
● أقل ما يجزئ في الصلاة على النبي: أن يقول: "اللهم صل على محمد"، وأكملها الصلاة الإبراهيمية التي نتعلمها في التشهد: «اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد».
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المكثرين من الصلاة على نبيه الكريم، وأن ينفعنا بسنته، ويجمعنا به في جنات النعيم.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٩٠٧)، وأحمد (١٥٦٨٠) كلاهما من طريق شعبة، عن عاصم بن عبيد الله قال: سمعت عبد الله بن عامر بن ربيعة يحدث عن أبيه فذكره.
وعاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب هو العدوي المدني ضعيف إلا أنه توبع فقد رواه عبد الرزاق (٣١١٥) عن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه قال: قال رسول الله ﷺ: «من صلى علي صلاةً، صلى الله عليه فأكثروا أو أقلّوا».
وعبد الله بن عمر هو العمري ضعيف، وبمجموع الطريقين يكون الحديث حسنا.
قال ابن القيم في جلاء الأفهام (ص ١٤٢): «فرواية هذا الحديث من هذين الوجهين المختلفين يدل على أن له أصلا، وهذا لا ينزل عن وسط درجات الحسن والله أعلم» اهـ.
وفي معناه ما روي عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله ﷺ قال: «أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاةً».
رواه الترمذي (٤٨٤) عن محمد بن بشار، حدثنا محمد بن خالد بن عثمة، حدثنا موسى بن يعقوب الزمعي، حدثني عبد الله بن كيسان أن عبد الله بن شداد أخبره، عن عبد الله بن مسعود فذكره.
وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب».
قال الأعظمي: في إسناده موسى بن يعقوب الزمعي مختلف فيه إلا أنه حسن الحديث ما لم يتبين خطؤه، وقد اختلف عليه في إسناد هذا الحديث على عدة أوجه، وقال الدارقطني في العلل (٥/ ١١٣): «والاضطراب فيه من موسى بن يعقوب، ولا يحتج به».
وعبد الله بن كيسان هو القرشي الزهري فيه جهالة.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 90 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الملائكة تصلي على من يصلي على النبي

📜 حديث: الملائكة تصلي على من يصلي على النبي

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الملائكة تصلي على من يصلي على النبي

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الملائكة تصلي على من يصلي على النبي

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الملائكة تصلي على من يصلي على النبي

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية