الحمد لله الذي أطعم وسقى وسوغه وجعل له مخرجا

حديث: الحمد لله الذي أطعم وسقى وسوغه وجعل له مخرجا

عن أبي أيوب الأنصاري قال: كان رسول الله ﷺ إذا أكل أو شرب قال: «الحمد لله الذي أطعم وسقى، وسوغه، وجعل له مخرجا».

صحيح: رواه أبو داود (٣٨٥١)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٢٨٥)، وابن السني (٤٧١)، وصحّحه ابن حبان (٥٢٢٠) كلهم من طريق ابن وهب قال: أخبرني سعيد بن أبي أيوب، عن أبي عقيل القرشي (هو: زهرة بن معبد)، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن أبي أيوب الأنصاري فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن أبي أيوب الأنصاري قال: كان رسول الله ﷺ إذا أكل أو شرب قال: «الحمد لله الذي أطعم وسقى، وسوغه، وجعل له مخرجا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف رواه أبو داود والترمذي وغيرهما، وفيه أدب من آداب الطعام والشراب التي كان يتحلى بها نبينا محمد ﷺ.

أولاً. شرح المفردات:

● أطعم: أي أعطانا الطعام وجعله قوتاً لأجسادنا.
● سقى: أي أعطانا الشراب وروى به عطشنا.
● سوغه: أي سهل بلعه وهضمه، وجعله مستساغ الطعم.
● مخرجاً: أي طريقاً يخرج منه بعد هضمه، فلا يبقى في الجوف فيضر.

ثانياً. شرح الحديث:

كان النبي ﷺ يعلمنا أن نحم الله تعالى بعد الانتهاء من الطعام والشراب، ونشكره على هذه النعم العظيمة. فقوله: "الحمد لله" هو ثناء على الله تعالى بصفات الكمال، واعتراف بأنه المنعم وحده.
وقوله: "الذي أطعم وسقى" أي هو الذي خلق لنا الطعام والشراب، ورزقنا إياه، وقدره لنا.
وقوله: "وسوغه" أي جعله سائغاً لا نكره طعمه، وسهل علينا مضغه وبلعه وهضمه، فكم من طعام أو شراب قد يكون موجوداً ولكن لا يستسيغه الإنسان أو لا يقدر على تناوله.
وقوله: "وجعل له مخرجاً" أي سهل خروجه من الجسم بعد أن يستفيد منه، فلم يجعله عائقاً أو سبباً للأذى، بل جعل له مسلكاً يخرج منه.

ثالثاً. الدروس المستفادة:

1- وجوب شكر الله على النعم: فالله هو الرزاق ذو القوة المتين، ومن شكره أن نحمدله بعد الأكل والشرب.
2- التواضع لله تعالى: فالعبد ضعيف، حتى الطعام والشراب لا يقدر على دخوله وخروجه إلا بتيسير الله.
3- التأدب مع الله في كل صغيرة وكبيرة: فالنبي ﷺ علمنا أن نذكر الله حتى عند الانتهاء من حاجتنا الطبيعية.
4- التفكر في نعم الله: ففي الطعام والشراب نعمة التمكين من الأكل، ونعمة الاستساغة، ونعمة الهضم والإخراج.
5- أن هذه الذكرى تحفظ صاحبها من الأمراض: لأن من شكر النعم أن تستعمل في طاعة الله، فلا تسرف فيها ولا تستعملها في معصيته.

رابعاً. معلومات إضافية:

- هذا الحديث يدل على كمال عناية الإسلام بصحة الإنسان وحياته حتى في أدق细节ها.
- يستحب أن يقول المسلم هذا الدعاء بعد فراغه من الطعام والشراب، ليكون شاكراً لله تعالى.
- ينبغي للمسلم أن يتذكر أن الله هو الذي يسهل له كل أموره، حتى الهضم والإخراج، فيزداد تواضعه لله وحبه له.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الشاكرين لنعمه، المتبعين لسنة نبيه ﷺ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٨٥١)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٢٨٥)، وابن السني (٤٧١)، وصحّحه ابن حبان (٥٢٢٠) كلهم من طريق ابن وهب قال: أخبرني سعيد بن أبي أيوب، عن أبي عقيل القرشي (هو: زهرة بن معبد)، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن أبي أيوب الأنصاري فذكره. وإسناده صحيح.
وقد صحّحه النووي في الأذكار وابن حجر في نتائج الأفكار.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 400 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الحمد لله الذي أطعم وسقى وسوغه وجعل له مخرجا

📜 حديث: الحمد لله الذي أطعم وسقى وسوغه وجعل له مخرجا

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الحمد لله الذي أطعم وسقى وسوغه وجعل له مخرجا

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الحمد لله الذي أطعم وسقى وسوغه وجعل له مخرجا

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الحمد لله الذي أطعم وسقى وسوغه وجعل له مخرجا

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية