إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود

حديث: إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود

عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله ﷺ: «يقول الله عز وجل: يا آدم فيقول: لبيك وسعديك، والخير في يديك، قال يقول: أخرج بعث النار قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين قال: فذاك حين يشيب الصغير، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى النالس سكارى، وما هم بسكارى، ولكن عذاب الله شديد» قال: فاشتد ذلك عليهم قالوا: يا رسول الله! أينا ذلك الرجل؟ فقال: «أبشروا فإن من يأجوج ومأجوج ألفا، ومنكم رجل» قال: ثم قال: «والذي نفسي بيده، إني لأطمع أن تكونوا ربع أهل الجنة» فحمدنا الله وكبرنا. ثم قال: «والذي نفسي بيده، إني لأطمع
أن تكونوا ثلث أهل الجنة» فحمدنا الله وكبرنا. ثم قال: «والذي نفسي بيده، إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة، إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو كالرقمة في ذراع الحمار».

متفق عليه: رواه البخاري في الرقاق (٦٥٣٠)، ومسلم في الإيمان (٢٢٢: ٣٧٩) كلاهما من طريق جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المرسلين.
أما بعد، فإني أقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي العظيم، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة، كالإمام النووي في "شرح صحيح مسلم"، وابن حجر العسقلاني في "فتح الباري"، وغيرهم من أئمة العلم.

نص الحديث:

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «يقول الله ﷻ: يا آدم. فيقول: لبيك وسعديك، والخير في يديك. قال: يقول: أخرج بعث النار. قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين. قال: فذاك حين يشيب الصغير، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى، ولكن عذاب الله شديد». قال: فاشتد ذلك عليهم. قالوا: يا رسول الله! أينا ذلك الرجل؟ فقال: «أبشروا فإن من يأجوج ومأجوج ألفًا، ومنكم رجل». قال: ثم قال: «والذي نفسي بيده، إني لأطمع أن تكونوا ربع أهل الجنة». فحمدنا الله وكبرنا. ثم قال: «والذي نفسي بيده، إني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة». فحمدنا الله وكبرنا. ثم قال: «والذي نفسي بيده، إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة، إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو كالرقمة في ذراع الحمار».

1. شرح المفردات:

● لبيك وسعديك: إجابة للنداء بمعنى: أنا مقيم على طاعتك وخدمتك، و"سعديك" تعني المساعدة على طاعتك.
● بعث النار: أي القوم الذين يقبعون في النار ويبعثون إليها.
● يشيب الصغير: أي يصيب الصغيرَ الشيبُ من شدة الهول والفزع.
● تضع كل ذات حمل حملها: تسقط الحامل جنينها من شدة الخوف والرعب.
● سكارى: في حالة ذهول وتردد كالسكران، لكنهم ليسوا بسكارى من الخمر، بل من هول المشهد.
● يأجوج ومأجوج: أمتان عظيمتان من بني آدم، من ذرية يافث بن نوح، وهم من علامات الساعة.
● الرقمة: البقعة البيضاء في جلد الحيوان.
● شطر أهل الجنة: نصف أهل الجنة.

2. شرح الحديث:

يخبر النبي ﷺ في هذا الحديث عن مشهد من مشاهد القيامة، حيث ينادي الله تعالى آدم عليه السلام، فيجيبه آدم بإجابة الخاضع المستسلم لربه. فيأمره الله بإخراج "بعث النار"، وهم الذين سيدخلون النار من ذريته. وعندما يسأل آدم عن عددهم، يخبره الله أن من كل ألف، تسعمائة وتسعة وتسعين سيدخلون النار، وواحد فقط سيدخل الجنة.
هذا الخبر سبب خوفا لدى الصحابة، فيسألون النبي ﷺ: من منا سيكون ذلك الواحد؟ فيطمئنهم النبي ﷺ بأن هذا الحساب ليس خاصًا بهم وحدهم، بل يشمل جميع الأمم. ويبين أن من بين تلك التسعمائة والتسعة والتسعين، أغلبهم من أمتي "يأجوج ومأجوج"، الذين هم من بني آدم وعددهم هائل جدًا، بينما من أمة الإسلام سيدخل النار عدد قليل نسبيًا مقارنة بباقي الأمم.
ثم يزيدهم النبي ﷺ طمأنينة ورجاء، فيقول إنه يطمع أن يكونوا ربع أهل الجنة، ثم ثلث أهل الجنة، ثم نصف أهل الجنة. وهذا من رحمة الله تعالى بهذه الأمة وفضلها على سائر الأمم. ويضرب لهم المثل بأنهم ضمن الأمم السابقة قلة، كالشعرة البيضاء في جلد ثور أسود، أو كبقعة بيضاء في ذراع حمار، مما يدل على قلتهم численно مقارنة بالأمم السابقة، ولكن فضلهم عند الله عظيم.

3. الدروس المستفادة:

● عظمة يوم القيامة وهوله: الحديث يصور جانبًا من أهوال ذلك اليوم، مما يوجب على المسلم الاستعداد بالعمل الصالح.
● رحمة الله تعالى: رغم أن أن العدد كبير في النار، إلا أن الله تعالى يطمئن المؤمنين ويرجو لهم الخير.
● فضل أمة محمد ﷺ:رغم أنهم قلة مقارنة بالأمم السابقة، إلا أن نصيبهم من الجنة كبير جدًا بفضل الله ورحمته.
● الرجاء في رحمة الله: even في أشد المواقف، يجب على المسلم أن يرجو رحمة الله ويطمع في فضله.
● الحث على الشكر: فعل الصحابة حيث حمدوا الله وكبروا عند سماع البشارة.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- المقصود بـ "يأجوج ومأجوج" هم أمتان موجودتان إلى الآن وراء السد الذي بناه ذو القرنين، وسيخرجون في آخر الزمان كعلامة من علامات الساعة.
- الحديث لا يعني أن عدد أهل النار محسوم بهذه النسبة exactly، بل هو تمثيل لكثرة الهالكين مقارنة بالناجين، وفيه تطمين لأمة الإسلام.
- يستفاد من الحديث أهمية الدعوة إلى الله تعالى، لإنقاذ الناس من النار وهدايتهم إلى طريق الجنة.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الجنة، وأن يوفقنا لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الرقاق (٦٥٣٠)، ومسلم في الإيمان (٢٢٢: ٣٧٩) كلاهما من طريق جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 541 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود

📜 حديث: إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية