حديث: أحبك الذي أحببتني له

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما يقول لأخيه إذا قال: إني أحبك في الله

عن أنس بن مالك، أن رجلا كان عند النبي ﷺ، فمر به رجل فقال: يا رسول الله، إني لأحب هذا، فقال له النبي ﷺ: «أعلمته؟» قال: لا، قال: «أعلمه» قال: فلحقه، فقال: إني أحبك في الله، فقال: أحبك الذي أحببتني له.

صحيح: رواه أبو داود (٥١٢٥)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (١٨٢)، وأحمد (١٢٥١٤، ١٢٤٣٥)، وصحّحه ابن حبان (٥٧١)، والحاكم (٤/ ١٧١) كلهم من طرق، عن ثابت البناني، عن أنس فذكره.

عن أنس بن مالك، أن رجلا كان عند النبي ﷺ، فمر به رجل فقال: يا رسول الله، إني لأحب هذا، فقال له النبي ﷺ: «أعلمته؟» قال: لا، قال: «أعلمه» قال: فلحقه، فقال: إني أحبك في الله، فقال: أحبك الذي أحببتني له.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي ﷺ، يرويه أنس بن مالك رضي الله عنه، وهو في "سنن أبي داود" و"سنن ابن ماجه" وغيرهما، وصححه الألباني.

أولاً. شرح المفردات:


● مر به رجل: أي مر بذلك المجلس الذي فيه النبي ﷺ والرجل الجالس عنده.
● فلحقه: أي أسرع ومشى خلفه حتى أدركه.
● في الله: أي لأجل الله وابتغاء مرضاته، لا لأجل مصلحة دنيوية أو قرابة.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلاً كان جالساً مع النبي ﷺ، فمرّ بهم رجل آخر. فقال الرجل الجالس للنبي ﷺ: "يا رسول الله، إني لأحب هذا" (أي الرجل المار)، محبة خالصة في الله لاستقامته أو صلاحه.
فلم يقل له النبي ﷺ "بارك الله فيك" أو "حفظك الله" فحسب، بل سأله سؤالاً موجزاً عميقاً: «أَعْلَمْتَهُ؟» أي: هل أخبرته بهذه المحبة؟ فأجاب الرجل: "لا"، أي لم أخبره بعد.
فأمره النبي ﷺ مباشرة: «أَعْلِمْهُ»، أي اذهب وأخبره بمحبتك إياه.
فانطلق الرجل ولحق بالرجل المار، وقال له: "إني أحبك في الله"، أي محبتي لك ليست لمال أو جاه، ولكن لله تعالى، لأنك عبد صالح لله.
فرد عليه الرجل المار رداً جميلاً يدل على تقواه وفقهه: "أحبك الذي أحببتني له"، أي أحبك أنت أيضاً في الله، الذي من أجله أحببتني.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- فضل المحبة في الله: الحديث أصل عظيم في فضل الحب في الله، الذي هو من أوثق عرى الإيمان. وقد جاء في الحديث الآخر: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله...» وذكر منهم: «ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه» (متفق عليه).
2- إظهار المحبة وإعلام الأخ بها: ليس من السنة كتمان المشاعر الطيبة تجاه الأخوة الصالحين، بل إظهارها مما يزيد المودة ويوثق الروابط بين المؤمنين. قال ﷺ: «إذا أحب أحدكم أخاه فليُعْلِمه أنه يحبه» (صحيح أبي داود).
3- الحكمة النبوية في التوجيه: لم ينكر النبي ﷺ على الرجل محبته، بل وجهه إلى الخطوة العملية التي تعظم الأجر وتزيد المودة، وهي الإعلام. وهذا من كمال تربيته ﷺ لأصحابه.
4- رد الجميل بأحسن منه: رد الرجل المار كان رداً نموذجياً، حيث قابل المحبة بمثلها بل وأثنى على سببها (في الله)، مما يدل على كمال إيمانه وأدبه.
5- بناء المجتمع المسلم: مثل هذه التوجيهات النبوية تبني مجتمعاً متماسكاً قائماً على المودة الصادقة والتعاون على البر والتقوى، بعيداً عن المصالح الدنيوية الزائلة.

رابعاً. فوائد إضافية:


- المحبة في الله من أسباب نيل محبة الله تعالى، كما في الحديث القدسي: «وجبت محبتي للمتحابين فيّ، والمتجالسين فيّ، والمتزاورين فيّ، والمتباذلين فيّ» (رواه مالك في الموطأ).
- إعلام الأخ بالمحبة يذهب بالغل والحقد من الصدر، ويقوي أواصر الأخوة.
- في القصة بيان للأثر العملي للتوجيه النبوي، حيث امتثل الرجل للأمر على الفور دون تردد.
نسأل الله أن يجعلنا من المتحابين في جلاله، والمتعلقي بسببه، وأن يرزقنا sincerity في القول والعمل.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٥١٢٥)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (١٨٢)، وأحمد (١٢٥١٤، ١٢٤٣٥)، وصحّحه ابن حبان (٥٧١)، والحاكم (٤/ ١٧١) كلهم من طرق، عن ثابت البناني، عن أنس فذكره. وإسناده صحيح.
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد».
ولكن اختلف على ثابت البناني فرواه حماد بن سلمة، عن ثابت، عن حبيب بن أبي سبيعة، عن الحارث، عن رجل حدثه هذا الحديث.
رواه النسائي في عمل اليوم والليلة (١٨٤) وقال: هذا الصواب عندنا، وكذلك رواه أيضا الدارقطني في العلل، والبيهقي في شعب الإيمان (٨٥٩٣).
وقيل غير ذلك، فإن كان الرجل المبهم من الصحابة فلا يضر إبهامه كما أن الرواة عن ثابت عن أنس جماعة فلا يبعد أن يكون حديثهم أيضا محفوظا، وحديث أنس هذا جاء في الصحيحين مختصرا: «المرء مع من أحب».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 539 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أحبك الذي أحببتني له

  • 📜 حديث: أحبك الذي أحببتني له

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أحبك الذي أحببتني له

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أحبك الذي أحببتني له

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أحبك الذي أحببتني له

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب