حديث: المغضوب عليهم هم اليهود والضالون هم النصارى
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب تفسير سورة الفاتحة
صحيح: رواه أحمد (٢٠٣٥١) وابن جرير في تفسيره (١/ ١٨٧) كلاهما من حديث بديل العقيلي، قال: أخبرنا عبد اللَّه بن شقيق فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يزيدنا وإياك فهماً لسنة نبيه ﷺ. هذا حديث عظيم من الأحاديث التي تبين موقف الإسلام من الديانتين اليهودية والنصرانية، وسأشرحه لك على النحو التالي:
### أولاً. تخريج الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في مستدركه، وقال عنه الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. وهو حديث صحيح بشهادة الأئمة.
### ثانياً. شرح المفردات
● وادي القرى: منطقة معروفة بين المدينة والشام، كانت تسكنها قبائل يهودية.
● بلقين: هي إحدى القبائل العربية التي كانت تسكن في تلك المنطقة.
● المغضوب عليهم: هم الذين عرفوا الحق فتركوه وعاندوه.
● الضالون: هم الذين عبدوا الله على جهل وضلال، فلم يصيبوا طريق الحق أصلاً.
### ثالثاً. شرح الحديث
كان النبي ﷺ مسافراً مع أصحابه في منطقة "وادي القرى"، وكان راكباً على فرسه، فجاءه رجل من قبيلة "بلقين" وسأله عن طائفتين من الناس كانوا موجودين في المكان، هما اليهود والنصارى.
1- سؤال الرجل: "يا رسول الله، من هؤلاء؟" وأشار إلى اليهود.
● جواب النبي ﷺ: "هؤلاء المغضوب عليهم".
* الشرح: وصف النبي ﷺ اليهود بهذا الوصف لأن صفتهم الغالبة هي المعرفة بالحق ثم مخالفته عن عمد وعناد. فقد جاءهم العلم بالنبي ﷺ في كتبهم وعرفوه كما يعرفون أبناءهم، ولكنهم كذبوه وحسدوه وحاربوه. فهم يعرفون الحق ويتركونه، فلذلك استحقوا غضب الله تعالى. قال الله تعالى فيهم: (مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ) [المائدة: 60].
2- ثم سأل الرجل again: "فمن هؤلاء؟" وأشار إلى النصارى.
● جواب النبي ﷺ: "هؤلاء الضالون".
* الشرح: وصف النبي ﷺ النصارى بالضلال لأن صفتهم الغالبة هي الجهل والعبادة على غير هدى. فهم يتعبدون لكن على أساس بدعي محرف، عبدوا عيسى عليه السلام وأمه من دون الله، وحرفوا الإنجيل، وابتدعوا في دينهم ما لم يأذن به الله. فهم ضالون عن الطريق المستقيم، يظنون أنهم على حق وهم على باطل. قال الله تعالى عنهم: (قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ) [المائدة: 77].
### رابعاً. الدروس والعبر المستفادة
1- بيان موقف المسلم من الديانات الأخرى: يجب على المسلم أن يعتقد بطلان كل دين غير الإسلام، وأن اليهودية والنصرانية ديانات محرفة ليست من الله تعالى في شيء بعد بعثة النبي محمد ﷺ.
2- الفارق بين صفة اليهود والنصارى:رغم أن كلاهما على ضلال، إلا أن لكل طائفة صفة غالبة تميزها. فصفة اليهود العلم والمعصية والعناد، وصفة النصارى الجهل والضلال والابتداع. وهذا الفرق مهم لفهم الآيات والأحاديث التي تذكرهما.
3- الحكمة من معرفة أوصاف الأمم: معرفة هذه الأوصاف تحذر المسلم من الوقوع في صفاتهم الذميمة. فيحذر من علم بلا عمل (صفة اليهود)، ويحذر من عبادة بلا علم (صفة النصارى).
4- الاستدلال بسؤال الصحابة: الصحابة رضي الله عنهم كانوا يسألون عن كل ما يشكل عليهم، وهذا دليل على حرصهم على فهم دينهم، وهو قدوة لنا في السؤال عن العلم وطلب الفقه في الدين.
5- أن هذه الأمة الإسلامية هي الأمة المرحومة، التي أنعم الله عليها بالهدى إلى الصراط المستقيم، غير المغضوب عليهم وغير الضالين، كما نصت عليه سورة الفاتحة.
خامساً:
معلومات إضافية- هذا الحديث يفسر لنا سورة الفاتحة التي نقرأها في كل ركعة، حيث نقول: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ). فالمغضوب عليهم هم اليهود، والضالون هم النصارى.
- يجب على المسلم أن يتجنب صفات هاتين الطائفتين جميعاً، فيجمع بين العلم النافع والعمل الصالح، حتى لا يكون من أهل الغضب أو من أهل الضلال.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المهتدين إلى صراطه المستقيم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وإسناده صحيح. وقد صحّحه المنذري في الترغيب والترهيب (٢١١٧).
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٥/ ٣٣٨): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
وجهالة الصحابي لا تضر، والغالب أنه أبو ذر كما جاء في تفسير ابن مردويه من طريق إبراهيم ابن طهمان عن بديل، ذكره ابن كثير في تفسيره.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 11 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 1 أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم
- 2 استجابة النبي ﷺ عند الدعاء أثناء الصلاة
- 3 يا أبي ألم تجد فيما أوحي إلي استجيبوا لله وللرسول
- 4 من كان يدريه أنها رقية؟ اقسموا واضربوا لي بسهم
- 5 فضل القرآن: الحمد لله رب العالمين
- 6 عليك السلام ورحمة الله وعليك السلام ورحمة الله وعليك السلام...
- 7 أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك، فاتحة الكتاب، وخواتيم...
- 8 من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج
- 9 قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين
- 10 إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا آمين
- 11 المغضوب عليهم هم اليهود والضالون هم النصارى
- 12 اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون
- 13 الملائكة تستمع لقراءة القرآن وتظهر كالظلة
- 14 لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي...
- 15 آيتان في سورة البقرة تقرآن في دار ثلاث ليال لا...
- 16 يضع إحدى رجليه على الأخرى ويتغنّى ويدع سورة البقرة
- 17 البقرة سنام القرآن وذروته
- 18 الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه
- 19 أعطي رسول الله الصلوات الخمس وخواتيم سورة البقرة وغفر المقحمات
- 20 أعطيت خواتيم سورة البقرة من بيت كنز تحت العرش
- 21 آيتان ختم بهما سورة البقرة لا يقرآن في دار ثلاث...
- 22 إذا أويت إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسي فلن يزال عليك...
- 23 أي آية من كتاب الله معك أعظم
- 24 ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ أعظم آية في...
- 25 فضل قراءة آية الكرسي بعد الصلاة المكتوبة
- 26 يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به
- 27 اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه
- 28 تعلّموا سورة البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان
- 29 اقرؤوا البقرة وآل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كغمامتين
- 30 من أخذ السبع الأوَل فهو حَبْرٌ
- 31 أوتي رسول الله سبعا من المثاني الطول
- 32 أعطيت مكان الزبور المئين، وأعطيت مكان الإنجيل المثاني
- 33 فإن تاب ونزع واستغفر الله صقل قلبه
- 34 صيبًا نافعًا: دعاء النبي عند رؤية المطر
- 35 أن تجعل لله ندًا وهو خلقك
- 36 حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا
- 37 إنكم تشركون تقولون: ما شاء الله وشئت
- 38 ما شاء الله وشئت
- 39 معنى أرجو أن أكون أكثر الأنبياء تابعا يوم القيامة
- 40 لا شيء في الجنة يشبه ما في الدنيا
- 41 جشاء ورشح كرشح المسك
- 42 فضل كلمة: سبحان الله وبحمده
- 43 إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي
- 44 من رأى شيئًا من العوامر فليؤذنه ثلاثًا
- 45 يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار
- 46 خطباء يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم
- 47 الكمأة من المن الذي أنزل الله على بني إسرائيل
- 48 ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ
- 49 ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة
- 50 قلب أسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر...
معلومات عن حديث: المغضوب عليهم هم اليهود والضالون هم النصارى
📜 حديث: المغضوب عليهم هم اليهود والضالون هم النصارى
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: المغضوب عليهم هم اليهود والضالون هم النصارى
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: المغضوب عليهم هم اليهود والضالون هم النصارى
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: المغضوب عليهم هم اليهود والضالون هم النصارى
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








