حديث: صيبًا نافعًا: دعاء النبي عند رؤية المطر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (١٩) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٠)﴾

عن عائشة أن رسول اللَّه ﷺ كان إذا رأى المطر قال: «صيّبًا نافعًا».

صحيح: رواه البخاريّ في الاستسقاء (١٠٣٢) عن محمد -هو ابن مقاتل- أبو الحسن المروزي، قال: أخبرنا عبد اللَّه، قال: أخبرنا عبيد اللَّه، عن نافع، عن القاسم بن محمد، عن عائشة فذكرته.

عن عائشة أن رسول اللَّه ﷺ كان إذا رأى المطر قال: «صيّبًا نافعًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف:
الحديث:
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ﷺ كان إذا رأى المطر قال: «صيّبًا نافعًا».
(رواه البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني)


1. شرح المفردات:


● صيبًا: من الصوب، وهو المطر الذي يصوب (أي: ينزل) من السماء. وقيل: هو المطر الغزير المستمر.
● نافعًا: مفيدًا ومفيدًا، يحمل الخير والبركة.
فكلمة "صيبًا" تصف المطر من حيث نزوله من السماء، و"نافعًا" تدعو بأن يكون هذا المطر مفيدًا لا ضارًا.


2. شرح الحديث:


كان النبي ﷺ إذا رأى سحابًا ممطرًا أو بدأ المطر في النزول، يقول: "صيبًا نافعًا"، أي: اللهم اجعل هذا المطر مطرًا غزيرًا خيرًا نافعًا.
وهذا الدعاء يحمل معنيين:
● الاعتراف بنعمة الله: فالمطر من أعظم نعم الله على خلقه، به تحيا الأرض وتنبت النباتات، ويشرب الناس والأنعام.
● الدعاء بأن يكون المطر خيرًا: فالمطر قد يكون نعمة، وقد يكون نقمة إذا كان غزيرًا جدًا فيسبب فيضانات أو ضررًا، فكان النبي ﷺ يدعو بأن يكون نافعًا غير ضار.


3. الدروس المستفادة منه:


1- شكر نعمة الله: التعبير باللسان عند رؤية النعم، والاعتراف بها من الله تعالى.
2- التوجه إلى الله بالدعاء: حتى في الأمور التي نراها جميلة كالمطر، ندعو الله أن يجعلها خالصة للخير والبركة.
3- الابتعاد عن التشاؤم: كان بعض الناس في الجاهلية يتشاءمون من المطر أو البرق والرعد، فجاء الإسلام ليعلمنا التفاؤل والدعاء بالخير.
4- تعليم الأدب مع الله: النبي ﷺ علمنا كيف نردد الأدعية المناسبة لكل مناسبة، مما يقوي صلتنا بالله في كل لحظة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- وردت أدعية أخرى عند نزول المطر، مثل: "اللهم صيبًا نافعًا"، أو "اللهم اجعله صيبًا هنيئًا".
- كما كان النبي ﷺ إذا رأى السحاب يتكوّن في السماء تغير وجهه (خشية أن يكون عذابًا)، فإذا أمطرت فرح وسُرّ.
- يستحب أن يقف الإنسان تحت المطر أول نزوله ليصيبه منه، اقتداءً بالنبي ﷺ، ويقول: "اللهم اجعله صيبًا هنيئًا".

الخاتمة:
فهذا الحديث يعلمنا كيف نجعل حياتنا كلها ذكرًا ودعاءً، حتى عند رؤية الظواهر الطبيعية كالمطر، فنربطها بالخالق سبحانه، وندعوه أن يجعلها خيرًا وبركة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الاستسقاء (١٠٣٢) عن محمد -هو ابن مقاتل- أبو الحسن المروزي، قال: أخبرنا عبد اللَّه، قال: أخبرنا عبيد اللَّه، عن نافع، عن القاسم بن محمد، عن عائشة فذكرته.
قال البخاريّ: وتابعه القاسم بن يحيى، عن عبيد اللَّه.
ورواه الأوزاعي وعقيل، عن نافع (يعني عن القاسم بن محمد، عن عائشة).
في هذه الآية الكريمة ضرب اللَّه مثلا آخر للمنافقين بأنهم مثل المطر الذي ينزل في الظلمات فهم في نفاقهم وسلوكهم مثل الذي في الظلمات.
وقوله: ﴿وَرَعْدٌ﴾: وهو الصيحة التي تزعج القلوب، والمنافق يعيش في خوف مستمر.
وقوله: ﴿وَبَرْقٌ﴾ الضوء شديد اللمع يظهر مع السحاب.
وقوله: ﴿الصَّوَاعِقِ﴾: جمع صاعقة، وهي نار تنزل من السماء وقت الرعد.
وقوله: ﴿يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ﴾: لشدة ضوئه لا يقدر أحد أن ينظر إليه، والخطف: ذهاب البصر.
هذه حال المنافقين فإنهم يواجهون الرعد الذي يخوف القلوب، والبرق الذي يبهر الأعين فيجعلون أصابعهم في آذانهم من الخوف والفزع، ولكن لا ينفع حذرهم شيئًا من قدرة اللَّه الذي محيط بهم.
وروي عن ابن عباس: ﴿كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ﴾ يقول: كلما أصاب المنافقين من عز الإسلام اطمأنوا إليه، وإن أصاب الإسلام نكبة ما قاموا يرجعون إلى الكفر كقوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾ [الحج: ١١]، أخرجه ابن جرير الطبري.
وروي عن أبي العالية في قوله تعالى: ﴿كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا﴾: فمثله
كمثل قوم ساروا في ليلة مظلمة لها مطر ورعد وبرق على جادة، كلما أبرقت أبصروا الجادة فمضوا فيها، فإذا ذهب البرق تحيروا، فكذلك المنافق كلما تكلم بكلمة الاخلاص أضاء له، وكلما شك تحير ووقع في الظلمة». رواه ابن أبي حاتم في تفسيره.
وقوله: أي وإذا تعرض لهم شكوك عادوا إلى نفا قهم، وعاشوا خائبين وخاسرين.
وقوله: أي لو أراد اللَّه منهم سلب إيمانهم لفعل لتركهم الحق، فعاشوا في الأرض مثل الكفار الذين لا يسمعون الحق ولا يبصرونه.
وفيه تحذير للمنافقين الذين يسمعون كلام اللَّه ولا يعتبرون به، بل يجعلون أصابعهم في آذانهم ويعرضون عن أوامره ونواهيه من أجل نفاقهم، واللَّه قادر على كشف ما يبطنون.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 34 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صيبًا نافعًا: دعاء النبي عند رؤية المطر

  • 📜 حديث: صيبًا نافعًا: دعاء النبي عند رؤية المطر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صيبًا نافعًا: دعاء النبي عند رؤية المطر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صيبًا نافعًا: دعاء النبي عند رؤية المطر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صيبًا نافعًا: دعاء النبي عند رؤية المطر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب