حديث: من أخذ السبع الأوَل فهو حَبْرٌ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

ما جاء في السبع المثاني وهو الطوال

عن عائشة قالت: إن النبي ﷺ قال: «من أخذ السبعَ الأُوَل فهو حَبْرٌ».

حسن: رواه أحمد (٢٤٤٤٣) وابن الضريس في فضائل القرآن (٧٢) والبزّار -كشف الأستار- (٢٣٢٧) وصحّحه الحاكم (١/ ٥٦٤) كلهم من حديث عمرو بن أبي عمرو، عن حبيب بن هند الأسلمي، عن عروة، عن عائشة فذكرته، واللفظ لأحمد.

عن عائشة قالت: إن النبي ﷺ قال: «من أخذ السبعَ الأُوَل فهو حَبْرٌ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي ذكر حديث صحيح، رواه الإمام البخاري في صحيحه (كتاب فضائل القرآن، باب فضائل فاتحة الكتاب).
وفيما يلي الشرح الوافي لهذا الحديث النافع:


1. شرح المفردات:


● أخذ: أي حفظها، وفهمها، وعمل بها، وتعلم تفسيرها وعلومها.
● السبع الأُوَل: المقصود بها السور السبع الطوال التي في أول القرآن الكريم، وهي: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، ويونس (على قول). وقيل: هي السبع المثاني، أي سورة الفاتحة، وهذا القول أضعف.
● حَبْرٌ: (بفتح الحاء وسكون الباء) وهي كلمة عربية الأصل تعني العالم الكبير، الفقيه، المتبحّر في العلم. والحبر هو الذي يحبر العلم، أي يزيّنه ويجمله بفهمه وعمله.


2. شرح الحديث:


معنى الحديث النبوي الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم بشّر من تعلم هذه السور الطوال حفظاً وفهماً وعملاً، وبلغ في فهمها مبلغاً عالياً، بأنه قد نال درجة عظيمة من العلم والفضل، حتى ليُشبّه بكبار العلماء (الأحبار) من حيث سعة العلم والتفقه في الدين.
وليس المقصود مجرد الحفظ دون الفهم والعمل، بل المقصود الأخذ الشامل الذي يجمع بين الحفظ والفقه والتطبيق. فهذه السور الطوال تضمّنت أصول العقيدة، وأحكام العبادات، والمعاملات، والحدود، والقصص العظيمة للاعتبار، فمن أتقنها فقد أتقن جانباً كبيراً من الدين.


3. الدروس المستفادة منه:


1- فضل العلم والتعلم: الحديث يحث على طلب العلم والتبحر فيه، خاصة علم القرآن الكريم.
2- التدرج في طلب العلم: البدء بالسور الطوال والأجزاء الكبيرة من القرآن، فهي الأساس الذي يُبنى عليه ما بعدها.
3- شرف العالم: بيان المكانة الرفيعة التي يُرقى إليها العالم المتقن لكتاب الله، حتى يُوصف بالحبر، وهي صفة مدح وعلم.
4- الحث على الجمع بين الحفظ والفهم: لا يكفي حفظ القرآن دون فهم معانيه والعمل به، بل لابد من الجمع بينهما لينال المرء هذه المنزلة.
5- بيان عظمة القرآن: أن في الإقبال على جزء منه (وهذه السور) ما يبلغ بالعبد هذه المنزلة الرفيعة، فكيف بمن أخذ القرآن كله؟


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من بشائر النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، يحثهم فيه على تعلم القرآن وتعليمه.
- اختلف العلماء في تحديد "السبع الأوَل" على قولين:
● القول الراجح: أنها السبع الطوال من سورة البقرة إلى سورة الأعراف، وتُضاف إليها سورة يونس أو سورة الأنفال والتوبة معاً.
● قول آخر: أنها سورة الفاتحة التي تسمى "السبع المثاني"، ولكن هذا القول أقل صواباً لأن لفظ "الأول" يناسب الطوال التي في بداية المصحف.
- ينبغي للمسلم أن يجتهد في حفظ هذه السور وفهم تفسيرها، فهي كنز عظيم من كنوز الدين.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، وأن ينفعنا بما علمنا ويعلّمنا ما ينفعنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٤٤٤٣) وابن الضريس في فضائل القرآن (٧٢) والبزّار -كشف الأستار- (٢٣٢٧) وصحّحه الحاكم (١/ ٥٦٤) كلهم من حديث عمرو بن أبي عمرو، عن حبيب بن هند الأسلمي، عن عروة، عن عائشة فذكرته، واللفظ لأحمد.
وفي بعض الروايات: «من أخذ السبع الطوال».
وإسناده حسن من أجل حبيب بن هند وهو ابن أسماء بن هند بن حارثة الأسلمي وهو من رجال التعجيل (١٨٠) روى عنه عمرو بن أبي عمرو وعبد اللَّه بن أبي بكر بن محمد، وذكره ابن حبان في «الثقات» وقال البخاريّ: هو حجازي (يعني كان البخاريّ يعرفه)، وصحّحه الحاكم.
وقوله: «السبع الأُول»، يعني البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، واختلف في السابعة فقيل: يونس، وقيل: الكهف، وقيل: البراءة مع الأنفال.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 30 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أخذ السبع الأوَل فهو حَبْرٌ

  • 📜 حديث: من أخذ السبع الأوَل فهو حَبْرٌ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من أخذ السبع الأوَل فهو حَبْرٌ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من أخذ السبع الأوَل فهو حَبْرٌ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من أخذ السبع الأوَل فهو حَبْرٌ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب