حديث: جشاء ورشح كرشح المسك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٢٥)﴾

عن جابر، قال: سمعت النبي ﷺ يقول: «إنّ أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون، ولا يتفلون ولا يبولون، ولا يتغوطون، ولا يمتخطون»، قالوا: فما بال الطعام؟ قال:
«جُشاء ورشح كرشح المِسْك يُلهمون التسبيح والتحميد كما تلهمون النفس».

صحيح: رواه مسلم (٢٨٣٥) من طريق جرير، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال: فذكره.

عن جابر، قال: سمعت النبي ﷺ يقول: «إنّ أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون، ولا يتفلون ولا يبولون، ولا يتغوطون، ولا يمتخطون»، قالوا: فما بال الطعام؟ قال:
«جُشاء ورشح كرشح المِسْك يُلهمون التسبيح والتحميد كما تلهمون النفس».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن الحديث الشريف الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه، يصف نعيم أهل الجنة وأحوالهم فيها، وهو من الأحاديث التي تبين كمال النعيم وخلوه من كل ما يعكر صفوه.

شرح المفردات:


● يتفلون: يبصقون
● يمتخطون: يستنثرون المخاط من الأنف
● جشاء: تجشؤ (خروج الهواء من الفم بعد الأكل)
● رشح: عرق أو رائحة طيبة تخرج من أجسادهم
● كَرْشَحِ المِسك: مثل رائحة المسك في طيبها
● يُلهمون: يُلقى في قلوبهم ويسهل عليهم

شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أهل الجنة يأكلون ويشربون ويتمتعون بأنواع الطعام والشراب، لكن طبيعة أجسادهم تختلف عن طبيعة أجساد الدنيا، فلا يخرج منهم شيء من الفضلات كما في الدنيا، فلا بصق ولا بول ولا غائط ولا مخاط، لأن هذه الأمور من خصائص الحياة الدنيا التي فيها الضعف والحاجة.
فلما سأل الصحابة رضي الله عنهم عن مصير الطعام الذي يأكلونه، بين النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا الطعام يتحول في أجسادهم إلى:
1- جشاء (تجشؤ) ولكن برائحة طيبة
2- رشح (عرق) ولكن برائحة المسك الفواحة
ثم يضيف النبي صلى الله عليه وسلم نعيماً آخر، وهو أنهم يُلهمون التسبيح والتحميد بسهولة ويسر، كما يلهم الإنسان في الدنيا التنفس بدون تكلف أو مشقة.

الدروس المستفادة:


1- كمال نعيم الجنة وخلوه من كل ما يعكر صفوه أو ينغصه، حتى الأمور الطبيعية في الدنيا تصبح في الجنة على أكمل وجه.
2- الطهارة الدائمة لأهل الجنة، فهم في نعيم كامل لا يشوبهم أي أذى أو قذر.
3- الارتباط الدائم بالعبادة حتى في حال الأكل والشرب، فهم يسبحون الله ويحمدونه بسهولة ويسر.
4- إثبات حقيقة الأكل والشرب في الجنة على وجه يليق بها، لا كما في الدنيا.
5- الترغيب في الأعمال الصالحة التي تؤدي إلى نعيم الجنة الذي لا ينقطع.

معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تثبت حقيقة الجسد في الجنة، وأن أهل الجنة يأكلون ويشربون لكن بدون آفات الدنيا.
- وردت أحاديث أخرى تذكر أن طعام أهل الجنة لا ينتج عنه فضلات، بل يتحول إلى رائحة طيبة.
- التسبيح والتحميد في الجنة يكون سهلاً ومستمراً، مما يدل على كمال القرب من الله تعالى.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الجنة، وأن ينعم علينا برؤيته ورضوانه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم (٢٨٣٥) من طريق جرير، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال: فذكره.
والجُشاء هو: تنفس المعدة من الامتلاء.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 41 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: جشاء ورشح كرشح المسك

  • 📜 حديث: جشاء ورشح كرشح المسك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: جشاء ورشح كرشح المسك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: جشاء ورشح كرشح المسك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: جشاء ورشح كرشح المسك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب