حديث: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (٢١) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٢٢)﴾

عن معاذ بن جبل قال: قال النبي ﷺ: «يا معاذ، أتدري ما حق اللَّه على العباد؟» قال: اللَّه ورسوله أعلم، قال: «أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، أتدري ما حقهم عليه؟» قال: اللَّه ورسوله أعلم، قال: «أن لا يعذبهم».

متفق عليه: رواه البخاريّ في التوحيد (٧٣٧٣) ومسلم في الإيمان (٥٠: ٣٠) كلاهما من حديث محمد بن جعفر غندر، حدّثنا شعبة، عن أبي حصين والأشعث بن سليم، سمعا الأسود بن هلال، عن معاذ بن جبل، فذكره.

عن معاذ بن جبل قال: قال النبي ﷺ: «يا معاذ، أتدري ما حق اللَّه على العباد؟» قال: اللَّه ورسوله أعلم، قال: «أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، أتدري ما حقهم عليه؟» قال: اللَّه ورسوله أعلم، قال: «أن لا يعذبهم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن معاذ بن جبل رضي الله عنه.

شرح المفردات:


● حق الله على العباد: ما أوجبه الله تعالى على خلقه من الطاعات والعبادات.
● أن يعبدوه: أن يطيعوه ويخضعوا له بالقلب واللسان والجوارح.
● ولا يشركوا به شيئًا: ألا يجعلوا معه شريكًا في العبادة أو الصفات أو الأفعال.
● حقهم عليه: ما يستحقونه من جزاء وثواب بفضله ورحمته.

شرح الحديث:


يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحوار التربوي بسؤال تلميذه ومعاونه معاذ بن جبل رضي الله عنه: «يا معاذ، أتدري ما حق اللَّه على العباد؟» فيجيب معاذ بأدب العالم: «اللَّه ورسوله أعلم»، فيبين له النبي صلى الله عليه وسلم أن حق الله على العباد هو «أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا»، أي أن يوحدوه ويخلصوا له العبادة بجميع أنواعها من صلاة وصيام وزكاة وحج ودعاء وخوف ورجاء وغيرها، دون أن يشركوا معه أحدًا.
ثم يسأله النبي صلى الله عليه وسلم سؤالاً آخر: «أتدري ما حقهم عليه؟» فيجيب معاذ مرة أخرى بأدب: «اللَّه ورسوله أعلم»، فيخبره النبي صلى الله عليه وسلم أن حق العباد على الله إذا قاموا بحقه هو «أن لا يعذبهم»، أي أن يجازيهم بالرحمة والمغفرة ويدخلهم الجنة.

الدروس المستفادة:


1- أهمية التوحيد: الحديث يوضح أن أساس الدين هو إفراد الله بالعبادة وترك الشرك، وهو أول واجب على العبد.
2- العدل والفضل الإلهي: الله تعالى لا يظلم الناس شيئًا، فإذا قام العبد بحق الله فإن الجزاء يكون بالرحمة والعفو، وهذا من فضله تعالى.
3- أدب المتعلم: ينبغي للمتعلم أن يكون متواضعًا معلمه، كما فعل معاذ رضي الله عنه عندما قال: "الله ورسوله أعلم".
4- التربية بالسؤال: استخدم النبي صلى الله عليه وسلم أسلوب السؤال لتركيز المعلومة في ذهن معاذ وتشويقه لمعرفة الجواب.
5- الترابط بين الحقوق: right العباد على الله مرتبط بحق الله على العباد، فمن قام بالحق الأول استحق الثاني.

معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تدل على سعة رحمة الله تعالى، وأن عذابه ليس ظلمًا بل هو عدل، أما عدم تعذيبهم فهو فضل منه تعالى.
- حق الله على العباد هو التوحيد، وهو مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله، وحق العباد على الله هو الجزاء الحسن، وهو مقتضى شهادة أن محمدًا رسول الله.
- يستفاد من الحديث أن الله تعالى قد تكفل لمن مات على التوحيد بدخول الجنة، كما في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التوحيد (٧٣٧٣) ومسلم في الإيمان (٥٠: ٣٠) كلاهما من حديث محمد بن جعفر غندر، حدّثنا شعبة، عن أبي حصين والأشعث بن سليم، سمعا الأسود بن هلال، عن معاذ بن جبل، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 36 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا

  • 📜 حديث: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب