حديث: استجابة النبي ﷺ عند الدعاء أثناء الصلاة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما ورد في فضل سورة الفاتحة

عن أبي سعيد بن المعلّى قال: كنت أصلي، فدعاني النبي ﷺ فلم أجبه، قلت: يا رسول اللَّه إني كنت أصلي، قال: ألم يقل اللَّه ﴿اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا
يُحْيِيكُمْ﴾ [سورة الأنفال: ٢٤] ثم قال: «ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد؟» فأخذ بيدي، فلما أردنا أن نخرج قلت: يا رسول اللَّه، إنك قلت: لأعلمنّك أعظم سورة من القرآن، قال: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ «هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته».

صحيح: رواه البخاريّ في فضائل القرآن (٥٠٠٦) عن علي بن عبد اللَّه، حدّثنا يحيى بن سعيد، حدّثنا شعبة قال: حدثني خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلّى فذكره.

عن أبي سعيد بن المعلّى قال: كنت أصلي، فدعاني النبي ﷺ فلم أجبه، قلت: يا رسول اللَّه إني كنت أصلي، قال: ألم يقل اللَّه ﴿اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا
يُحْيِيكُمْ﴾ [سورة الأنفال: ٢٤] ثم قال: «ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد؟» فأخذ بيدي، فلما أردنا أن نخرج قلت: يا رسول اللَّه، إنك قلت: لأعلمنّك أعظم سورة من القرآن، قال: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ «هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أهلاً بك أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، وفيه دروس عظيمة وفوائد جليلة. سأشرحه لك جزءاً جزءاً بحول الله وقوته.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● فلم أجبه: أي لم أستجب لدعوته في الحال لأني كنت في الصلاة.
● لما يُحْيِيكُمْ: أي لما يحيي قلوبكم ويجعلكم أحياء بالهدى والإيمان.
● السبع المثاني: هي سورة الفاتحة، وسُميت بذلك لأنها تُثنى أي تُكرر في كل ركعة من الصلاة.
● القرآن العظيم: هو القرآن الكريم، وهنا إشارة إلى عظم مكانة سورة الفاتحة.

ثانياً. شرح الحديث:


يحكي الصحابي الجليل أبو سعيد بن المعلّى -رضي الله عنه- أنه كان يصلي في المسجد، فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يجب النبي сразу لأنه كان منشغلاً بالصلاة. بعد أن فرغ من صلاته، ذهب إلى النبي واعتذر له بأنه كان يصلي. هنا توجّه إليه النبي صلى الله عليه وسلم بتعليم رفيع، مستشهداً بقول الله تعالى: ﴿اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾، مبيناً له أن استجابة دعوة النبي هي من استجابة الله، وهي سبب لحياة القلب ونور الإيمان.
ثم عرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلمه أعظم سورة في القرآن قبل أن يغادر المسجد، فأخذ بيده تكريماً له وتأكيداً على أهمية هذا العلم. وعندما همّ بالخروج، ذكّره أبو سعيد بالوعد، فأخبره النبي أن أعظم سورة هي سورة الفاتحة، وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أُعطيه النبي صلى الله عليه وسلم.

ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:


1- وجوب استجابة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم: وهذا يشمل سنته وأمره، لأن في الاستجابة له الحياة الحقيقية للقلوب.
2- عظم مكانة سورة الفاتحة: فهي أعظم سورة في القرآن كما أخبر النبي، وهي ركن أساسي في الصلاة.
3- التلطف في التعليم: حيث أخذ النبي بيد الصحابي تكريماً له وتأكيداً على أهمية ما سيعلمه إياه.
4- الحرص على تعلم القرآن: خاصة السور العظيمة مثل الفاتحة، والتي يجب على المسلم أن يفقه معانيها ويعظم شأنها.
5- بيان فضل سورة الفاتحة: حيث أنها تسمى بأسماء عديدة مثل: "السبع المثاني" و"القرآن العظيم" و"أم القرآن".

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- سورة الفاتحة هي أول سورة في المصحف، وهي سورة مكية.
- لا تصح الصلاة بدونها، كما جاء في الحديث: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب».
- فيها أعظم أنواع الثناء على الله، وفيها الدعاء والاستعانة بالله وحده.
- تُقرأ في كل ركعة من الصلاة، مما يدل على تكرارها وعظم شأنها.
أسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن، وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في فضائل القرآن (٥٠٠٦) عن علي بن عبد اللَّه، حدّثنا يحيى بن سعيد، حدّثنا شعبة قال: حدثني خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلّى فذكره.
وأما ما رواه مالك في الصلاة (٤٠) عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، أن أبا سعيد مولى عامر بن كريز أخبره أن رسول اللَّه ﷺ نادى أبي بن كعب وهو يصلي، فلما فرغ من صلاته لحقه، فوضع رسول اللَّه ﷺ يده على يده، وهو يريد أن يخرج من باب المسجد فقال: «إني لأرجو أن لا تخرج من المسجد حتى تعلم سورة، ما أنزل اللَّه في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها» قال أبي: فجعلت أبطئ في المشي رجاء ذلك، ثم قلت: يا رسول اللَّه! السورة التي وعدتني، قال: «كيف تقرأ إذا افتتحت الصلاة؟» قال: فقرأت: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ حتى أتيت على آخرها، فقال رسول اللَّه ﷺ: «هي هذه السورة، وهي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أعطيت» فهذا منقطع، فإن أبا سعيد مولى عامر بن كريز تابعي من موالي خزاعة، وليس هو أبو سعيد بن المعلى الراوي في الحديث الذي قبله فإنه صحابي أنصاري.
وأما قصة أبي بن كعب فقد جاء من وجه آخر صحيح وهو الآتي، نبّه على ذلك الحافظ ابن كثير في تفسير سورة الفاتحة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 2 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: استجابة النبي ﷺ عند الدعاء أثناء الصلاة

  • 📜 حديث: استجابة النبي ﷺ عند الدعاء أثناء الصلاة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: استجابة النبي ﷺ عند الدعاء أثناء الصلاة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: استجابة النبي ﷺ عند الدعاء أثناء الصلاة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: استجابة النبي ﷺ عند الدعاء أثناء الصلاة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب