لا شيء في الجنة يشبه ما في الدنيا

حديث: لا شيء في الجنة يشبه ما في الدنيا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٢٥)﴾

قوله: ﴿مِنْ قَبْلُ﴾ أي في الدنيا كما قال به ابن مسعود وابن عباس وغيرهما من السلف، وقول من قال: إنه في الجنة قول مرجوح.
قوله: ﴿وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا﴾: أي في الاسم، مع اختلاف الطعام كما جاء عن ابن عباس قال: «ليس في الجنة شيء يشبه ما في الدنيا».

صحيح: رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (١٠/ ٦٦) وابن جرير في تفسيره كلاهما من حديث الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أهلاً وسهلاً بك، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه صلى الله عليه وسلم والعمل بها.
هذا النص الذي ذكرته ليس حديثاً نبوياً، بل هو جزء من تفسير لآية كريمة من كتاب الله تعالى. الآية هي قوله تعالى في سورة البقرة: {وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا} [البقرة: 25]. والنص الذي نقلته هو شرح المفسرين لهذه الآية.
دعني أوضح هذا الشرح تفصيلاً وفق منهج أهل السنة والجماعة:

1. شرح المفردات:

* {مِنْ قَبْلُ}: أي في الدنيا، قبل دخول الجنة.
* {وَأُتُوا بِهِ}: أي قُدِّم لهم الطعام والفاكهة وغيرها من النعيم.
* {مُتَشَابِهًا}: أي متشابه الأسماء والصور الظاهرة، لكنه يختلف تماماً في الحقيقة والجوهر والطعم.

2. شرح النص (التفسير):

هذا التفسير يجمع بين قولين للعلماء في معنى قوله تعالى: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا ۙ قَالُوا هَٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ ۖ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا} [البقرة: 25].
* المعنى الأول ({مِنْ قَبْلُ} أي في الدنيا):
هذا هو القول الراجح الذي ذهب إليه جمع من الصحابة الكرام مثل عبد الله بن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم، وكثير من المفسرين. معناه: أن أهل الجنة عندما يُرزقون من ثمارها، يعرفونها بأسمائها التي كانت في الدنيا (كالتفاح، والعنب، والرمان... إلخ)، فيقولون: هذا الشيء قد عرفناه ورُزقناه من قبلُ في الدنيا. ولكن حين يتذوقونه يجدون أنه مُتَشَابِهٌ في الاسم والشكل فقط، أما في الطعم واللذة والجودة والحلاوة فهو لا يقارَب بما في الدنيا، بل هو أعظم وأكمل وأطيب. وهذا من كمال نعيم الله عليهم، فهو نعيم مألوف من حيث الاسم، لكنه غريب وعظيم من حيث الحقيقة.
* المعنى الثاني (في الجنة):
قيل إن معنى {مِنْ قَبْلُ} أي رُزقناه من قبل في الجنة نفسها. وهذا قول مرجوح (ضعيف) لأنه لو كانوا قد ذاقوه من قبل في الجنة، لما تعجبوا منه وقالوا {هَٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ}، فالجنة نعيم دائم ومتكرر، فلا معنى للتعجب. لذلك رجح العلماء القول الأول.

3. الدروس المستفادة منه:

1- عظمة نعيم الجنة: نعيم الجنة يفوق تصور البشر، فهو ليس كمثله شيء في الدنيا، حتى إن أسماءه تتشابه مع ما نعرفه، لكن حقيقته أعظم بكثير. وهذا يدعو المسلم إلى بذل الجهد لنيل هذا النعيم المقيم.
2- حكمة الله تعالى: من حكمة الله أن جعل لأهل الجنة ما يشتهون في صورة مألوفة، ليكون ذلك أبلغ في سرورهم وبهجتهم، فلا ينفرون منه لغرابته، بل يفرحون بمعرفته ثم يندهشون لكماله.
3- تصديق خبر الله ورسوله: يجب على المسلم أن يؤمن بكل ما وصف الله به الجنة ونعيمها، حتى لو كان خارجاً عن إدراكه وحسه في الدنيا. فالإيمان بالغيب من أساسيات العقيدة.
4- الفرق بين الدنيا والآخرة: الدنيا دار التكليف والمشقة، والآخرة دار الجزاء والنعيم. وما في الدنيا هو صورة باهتة ونسخة مشوهة مما أعد الله لعباده الصالحين في الجنة.

4. معلومات إضافية مفيدة:

* استدل العلماء بهذا على أن أسماء كثير من ثمار الجنة هي نفس أسماء ثمار الدنيا، لكن الذات مختلفة.
* جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله تعالى: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ". وهذا الحديث يؤكد أن نعيم الجنة لا يمكن لعقل بشر في الدنيا أن يتخيله أو يحيط به.
* هذا التشابه في الاسم فقط، بينما الحقيقة مختلفة، ينطبق على كل نعيم الجنة: طعامها، وشرابها، وأثاثها، وأزواجها، وغير ذلك.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الجنة، وأن يرزقنا فيها من النعيم ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (١٠/ ٦٦) وابن جرير في تفسيره كلاهما من حديث الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس فذكره. وإسناده صحيح.
وأبو ظبيان هو حصين بن جندب.
وقيل: التشابه في ثمار الدنيا في اللون، وليس في الاسم والطعام. وقيل غير ذلك: وكله صحيح لا يعارض بعضه بعضًا فإن الآية تشمل كل هذه الوجوه.
وقوله: ﴿مُطَهَّرَةٌ﴾: أي من الحيض، أما في بقية الأذى من البول والبراز وغيرها فهنّ مثل الرجال كما جاء في الصحيح

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 40 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا شيء في الجنة يشبه ما في الدنيا

📜 حديث: لا شيء في الجنة يشبه ما في الدنيا

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا شيء في الجنة يشبه ما في الدنيا

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا شيء في الجنة يشبه ما في الدنيا

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا شيء في الجنة يشبه ما في الدنيا

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية