حديث: الملائكة تستمع لقراءة القرآن وتظهر كالظلة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب نزول الملائكة عند قراءة سورة البقرة

عن أبي سعيد الخدري أن أسيد بن حضير، بينما هو ليلة يقرأ في مربده، إذ جالت فرسه، فقرأ، ثم جالت أخرى، فقرأ، ثم جالت أيضًا، قال أسيد: فخشيت أن تطأ يحيى، فقصت إليها، فإذا مثل الظلة فوق رأسي، فيها أمثال السرج، عرجت في الجوّ حتى ما أراها، قال: فغدوت على رسول اللَّه ﷺ فقلت: يا رسول اللَّه، بينما أنا البارحة من جوف الليل أقرأ في مربدي إذ جالت فرسي، فقال رسول اللَّه ﷺ: «اقرأ، ابن حضير» قال: فقرأت، ثم جالت أيضًا، فقال رسول اللَّه ﷺ: «اقرأ، ابن حضير». قال: فقرأت، ثم جالت أيضًا، فقال رسول اللَّه ﷺ: «اقرأ، ابن حضير». قال: فانصرفت وكان يحيى قريبًا منها، خشيت أن تطأه فرأيت مثل الظلة فيها أمثال السرج، عرجت في الجو حتى ما أراها، فقال رسول اللَّه ﷺ: «تلك الملائكة كانت تستمع لك، ولو قرأت لأصبحت يراها الناس، ما تستتر منهم».

صحيح: رواه مسلم في صلاة المسافرين (٧٩٦) عن حسن بن علي الحلواني وحجاج بن الشاعر -وتقاربا في اللفظ- قالا: حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، حدّثنا أبي، حدّثنا يزيد بن الهاد، أن عبد اللَّه بن خبّاب حدثه أن أبا سعيد الخدري حدثه فذكر الحديث.

عن أبي سعيد الخدري أن أسيد بن حضير، بينما هو ليلة يقرأ في مربده، إذ جالت فرسه، فقرأ، ثم جالت أخرى، فقرأ، ثم جالت أيضًا، قال أسيد: فخشيت أن تطأ يحيى، فقصت إليها، فإذا مثل الظلة فوق رأسي، فيها أمثال السرج، عرجت في الجوّ حتى ما أراها، قال: فغدوت على رسول اللَّه ﷺ فقلت: يا رسول اللَّه، بينما أنا البارحة من جوف الليل أقرأ في مربدي إذ جالت فرسي، فقال رسول اللَّه ﷺ: «اقرأ، ابن حضير» قال: فقرأت، ثم جالت أيضًا، فقال رسول اللَّه ﷺ: «اقرأ، ابن حضير». قال: فقرأت، ثم جالت أيضًا، فقال رسول اللَّه ﷺ: «اقرأ، ابن حضير». قال: فانصرفت وكان يحيى قريبًا منها، خشيت أن تطأه فرأيت مثل الظلة فيها أمثال السرج، عرجت في الجو حتى ما أراها، فقال رسول اللَّه ﷺ: «تلك الملائكة كانت تستمع لك، ولو قرأت لأصبحت يراها الناس، ما تستتر منهم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه:

الحديث:


عن أبي سعيد الخدري أن أسيد بن حضير، بينما هو ليلة يقرأ في مربده، إذ جالت فرسه، فقرأ، ثم جالت أخرى، فقرأ، ثم جالت أيضًا، قال أسيد: فخشيت أن تطأ يحيى، فقصت إليها، فإذا مثل الظلة فوق رأسي، فيها أمثال السرج، عرجت في الجوّ حتى ما أراها، قال: فغدوت على رسول اللَّه ﷺ فقلت: يا رسول اللَّه، بينما أنا البارحة من جوف الليل أقرأ في مربدي إذ جالت فرسي، فقال رسول اللَّه ﷺ: «اقرأ، ابن حضير» قال: فقرأت، ثم جالت أيضًا، فقال رسول اللَّه ﷺ: «اقرأ، ابن حضير». قال: فقرأت، ثم جالت أيضًا، فقال رسول اللَّه ﷺ: «اقرأ، ابن حضير». قال: فانصرفت وكان يحيى قريبًا منها، خشيت أن تطأه فرأيت مثل الظلة فيها أمثال السرج، عرجت في الجو حتى ما أراها، فقال رسول اللَّه ﷺ: «تلك الملائكة كانت تستمع لك، ولو قرأت لأصبحت يراها الناس، ما تستتر منهم».

1. شرح المفردات:


● مربده: الموضع الذي يجفف فيه التمر (مكان لتخزين التمر أو السقيفة).
● جالت: تحركت بقوة واضطراب.
● قصت إليها: توجهت إليها أو أقبلت عليها.
● الظلة: الشيء الذي يظللك كالسحابة أو الخيمة.
● السرج: المصابيح أو الأنوار.
● عرجت: صعدت إلى السماء.
● جوف الليل: وسط الليل.

2. شرح الحديث:


يحكي هذا الحديث قصة أسيد بن حضير رضي الله عنه، أحد صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يقرأ القرآن في الليل في مكان خاص به (مربده). أثناء قراءته، اضطربت فرسه أكثر من مرة، فكان يوقف القراءة خوفًا من أن تؤذي ابنه يحيى الذي كان نائمًا قريبًا. وفي المرة الأخيرة، عندما ذهب ليرى سبب اضطراب الفرس، رأى منظرًا عجيبًا: شيئًا يشبه الظلة (سحابة أو هالة نورانية) فوق رأسه، فيها أنوار تشبه المصابيح، ثم صعدت هذه الأنوار إلى السماء حتى اختفت.
في الصباح، ذهب أسيد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بما حدث. النبي صلى الله عليه وسلم طلب منه أن يعيد سرد القصة بتفاصيلها، وعندما انتهى، أخبره النبي أن هذه الظاهرة كانت ملائكة نزلت لتستمع إلى تلاوته للقرآن. ولو استمر في القراءة، لاستمرت الملائكة في النزول حتى يراها الناس بشكل واضح دون استتار.

3. الدروس المستفادة:


● فضل تلاوة القرآن: الحديث يظهر عظيم فضل تلاوة القرآن، خاصة في الليل، حيث تنزل الملائكة لتستمع إلى القارئ.
● وجود الملائكة وحبهم للقرآن: الملائكة تحضر مجالس الذكر والقرآن، وتتأثر بكلام الله تعالى.
● الهدوء والوقار أثناء التلاوة: اضطراب الفرس كان بسبب نزول الملائكة وحضورهم، مما يدل على أن للملائكة تأثيرًا في العالم المادي.
● بركة القرآن: القرآن سبب لنزول الرحمة والبركة، حتى أن الحيوانات قد تشعر به.
● شرعية سؤال العلماء: أسيد رضي الله عنه لم يتردد في سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن الحادثة، مما يدل على أهمية الرجوع إلى أهل العلم في الأمور الغريبة أو المشتبهة.
● الإيمان بالغيب: الحديث يذكرنا بحقيقة الملائكة وحضورهم، وهو من الغيبيات التي يجب على المسلم الإيمان بها.

4. معلومات إضافية:


- أسيد بن حضير رضي الله عنه كان من فضلاء الصحابة ومن الأنصار.
- يحيى هو ابن أسيد رضي الله عنهما.
- الحديث يدل على كرامة للصحابة، حيث نزلت الملائكة لتستمع إلى تلاوته.
- يستحب للمسلم أن يقرأ القرآن بتدبر وخشوع، خاصة في أوقات الفضل مثل الليل.
- هذا الحديث من الأدلة على أن الملائكة تهتم بسماع القرآن، وتحضر مجالس الذكر.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل القرآن، وأن ينزل علينا السكينة والرحمة كما نزلت على أسيد بن حضير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في صلاة المسافرين (٧٩٦) عن حسن بن علي الحلواني وحجاج بن الشاعر -وتقاربا في اللفظ- قالا: حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، حدّثنا أبي، حدّثنا يزيد بن الهاد، أن عبد اللَّه بن خبّاب حدثه أن أبا سعيد الخدري حدثه فذكر الحديث.
وقد جاء التصريح عند البخاريّ (٥٠١٨) بأنه كان يقرأ سورة البقرة إلا أنه ذكره معلقًا فقال: قال الليث، حدثني يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أسيد بن حضير، قال: بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة، وفرسه مربوط عنده إذ جالت الفرس فسكت فسكتت، فقرأ فجالت الفرس فسكت وسكتت، ثم قرأ فجالت الفرس فانصرف، وكان ابنه يحيى قريبًا منه، فأشفق أن تصيبه، فلما اجترّه رفع رأسه إلى السماء حتى ما يراها، فلما أصبح حدّث النبي ﷺ فقال: «اقرأ يا ابن حضير، اقرأ يا ابن حضير» قال: فأشفقت يا رسول اللَّه أن تطأ يحيى، وكان منها قريبًا، فرفعت رأسي فانصرفت إليه، فرفعت رأسي إلى السماء، فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح، فخرجت حتى لا أراها، قال: «وتدري ما ذاك؟» قال: لا، قال: «تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها، لا تتوارى منهم».
ومع التعليق فيه انقطاع، فإن محمد بن إبراهيم وهو ابن الحارث التميمي المدني تابعي صغير
أرسل عن أسيد بن حضير لأنه مات سنة عشرين، فلم يدركه.
ثم قال البخاريّ: قال ابن الهاد: وحدثني هذا الحديث عبد اللَّه بن خبّاب، عن أبي سعيد، عن أسيد بن حضير.
قال الأعظمي: وهو الذي وصله مسلم كما سبق، ولم يذكر فيه سورة البقرة.
ولكن رواه النسائيّ في الكبرى (٨٠٢٠، ٧٩٦٢) من وجه آخر عن الليث، قال: أخبرنا خالد بن يزيد، عن ابن أبي هلال، عن يزيد بن عبد اللَّه بن أسامة، عن عبد اللَّه بن خبّاب، عن أبي سعيد الخدري، عن أسيد بن حضير -وكان من أحسن الناس صوتا بالقرآن- قال: قرأت الليلة بسورة البقرة فذكر نحوه.
وهذا إسناد حسن فإن ابن أبي هلال وهو سعيد بن أبي هلال الليثي مولاهم حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 13 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الملائكة تستمع لقراءة القرآن وتظهر كالظلة

  • 📜 حديث: الملائكة تستمع لقراءة القرآن وتظهر كالظلة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الملائكة تستمع لقراءة القرآن وتظهر كالظلة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الملائكة تستمع لقراءة القرآن وتظهر كالظلة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الملائكة تستمع لقراءة القرآن وتظهر كالظلة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب