حديث: إذا تمنى أحدكم فلينظر ما يتمنى

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى (٢٤)﴾

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا تمنى أحدكم فلينظر ما يتمنى، فإنه لا يدري ما يكتب له من أمنيته».

حسن: رواه أحمد (٨٦٨٩) وأبو داود الطيالسي (٢٣٤١) والبخاري في الأدب المفرد (٧٩٤) وأبو يعلى (٥٩٠٧) كلهم من طريق أبي عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة،
قال: فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا تمنى أحدكم فلينظر ما يتمنى، فإنه لا يدري ما يكتب له من أمنيته».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، وغيره:

الحديث:


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «إِذَا تَمَنَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَنْظُرْ مَا يَتَمَنَّى، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا يُكْتَبُ لَهُ مِنْ أُمْنِيَّتِهِ».


١. شرح المفردات:


* تَمَنَّى: طلب واشتهى شيئاً يحبه ويشتهيه في نفسه، سواء كان خيراً أو شراً.
* فَلْيَنْظُرْ: فليتأمل وليفكر بعمق وروية، ولا يستعجل في تمنيه.
* مَا يُكْتَبُ لَهُ: ما يقدره الله له ويحصيه عليه من الخير أو الشر بسبب هذه الأمنية.


٢. شرح الحديث:


يوجه النبي ﷺ في هذا الحديث توجيهاً تربوياً عظيماً، يحث المسلم على وعي ما يدور في خلده وما يختلج في نفسه.
* المعنى الإجمالي: يحذر النبي ﷺ المسلم من الاسترسال في الأماني والأحلام دون تفكير أو روية، لأنه لا يدري عاقبة ما يتمناه. فقد يتمنى شيئاً يظنه خيراً pure، فيكتب عليه شراً، أو يتمنى شيئاً يظنه شراً فيكتب له خيراً. فالأمر ليس بيد العبد، ولكن القضاء والقدر بيد الله تعالى، وهو أعلم بما يصلح لعبده.
* التفصيل: الإنسان قد يتمنى غنىً ظاناً أنه سيكون سبباً في سعادته، فيصيبه الغنى فيطغى ويبتعد عن طاعة الله. وقد يتمنى منصباً فيظنه وسيلة للإصلاح، فإذا هو فتنة له وسبب في هلاكه. والعكس صحيح، فقد يتمنى الفقر أو البلاء ظاناً أنه شر، فيكتب له به أجر عظيم وتكفير للسيئات ورفعة في الدرجات.
فالحديث دعوة إلى حسن الظن بالله والتسليم لقضائه، والاستعانة به في كل أمورنا، وألا نتمنى إلا ما كان خيراً في ديننا ودنيانا.


٣. الدروس المستفادة والعبر:


1- وجوب استحضار النية والتعوذ من شر النفس: على المسلم أن يستعيذ بالله من شر نفسه وهواه، وأن يحسن نيته في كل ما يتمناه.
2- التفكر قبل التمني: عدم الاستسلام للرغبات العاجلة والأماني الوهمية التي قد تخفي في طياتها ضرراً كبيراً.
3- التسليم للقضاء والقدر: الإيمان بأن الله تعالى هو المدبر، وأنه أعلم بما يصلح لعبده، فيرضى بما يقسمه الله له.
4- دعاء الله بحسن الخاتمة: أن يسأل الله أن يختم له بخير، وأن يجعل له من كل ما يتمناه أو يخافه سبيلاً إلى رضوانه وجنته.
5- الاستعانة بالله في جميع الأحوال: أن يردد المسلم دائماً: "اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة"، و"اللهم اقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به".


٤. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا الحديث يربي في المسلم المراقبة الداخلية (مراقبة القلب والفكر) قبل المراقبة الخارجية.
* ينبغي للمسلم أن يجعل همه الأكبر هو التمني في الآخرة، كما قال تعالى: {وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 201]. فهذه أمنية جامعة للخير.
* من الأدعية النبوية الجامعة في هذا المعنى: «اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، والموت راحة لي من كل شر».
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٨٦٨٩) وأبو داود الطيالسي (٢٣٤١) والبخاري في الأدب المفرد (٧٩٤) وأبو يعلى (٥٩٠٧) كلهم من طريق أبي عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة،
قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل عمر بن أبي سلمة، فإنه مختلف فيه، فروي عن ابن معين تضعيفه، كما روي عنه أنه لا بأس به، وقال أبو حاتم: هو عندي صالح صدوق في الأصل، ليس بذاك القوي، يكتب حديثه ولا يحتج به، يخالف في بعض الشيء. وقال أحمد: هو صالح ثقة إن شاء الله. وقال البخاري في التاريخ: صدوق إلا أنه يخالف في بعض حديثه.
قال الأعظمي: فمثله يحسن حديثه إلا إذا خالف، وقال ابن عدي: حسن الحديث لا بأس به.
ورواه الترمذي (٣٦٠٤/ م ٦) من طريق أبي عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، قال: قال رسول الله ﷺ، وهذا مرسل، ولكن الحكم لمن وصله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1556 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا تمنى أحدكم فلينظر ما يتمنى

  • 📜 حديث: إذا تمنى أحدكم فلينظر ما يتمنى

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا تمنى أحدكم فلينظر ما يتمنى

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا تمنى أحدكم فلينظر ما يتمنى

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا تمنى أحدكم فلينظر ما يتمنى

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب