حديث: عَهِدَ إليَّ النبي ﷺ أن لا تبرحوا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (١٩) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (٢٠)﴾

عن البراء قال: لقينا المشركين يومئذ، وأجلس النبي ﷺ جيشا من الرماة، وأَمَّر عليهم عبد الله، وقال: «لا تبرحوا، إن رأيتمونا ظهرنا عليهم فلا تبرحوا، وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تعينونا» فلما لقينا هربوا، حتى رأيت النساء يشتددن في الجبل، رفعن عن سوقهن قد بدت خلاخلهن، فأخذوا يقولون: الغنيمةَ الغنيمةَ، فقال عبد الله: عَهِدَ إليَّ النبي ﷺ أن لا تبرحوا. فأبوا، فلما أبوا صُرِفَ وجوهُهم، فأصيب
سبعون قتيلا، وأشرف أبو سفيان، فقال: أفي القوم محمد؟ فقال: «لا تجيبوه» فقال: أفي القوم ابن أبي قحافة؟ قال: «لا تجيبوه» فقال: أفي القوم ابن الخطاب؟ فقال: إن هؤلاء قتلوا، فلو كانوا أحياء لأجابوا. فلم يملك عمر نفسه، فقال: كذبت يا عدو الله، أبقى الله عليك ما يخزيك. قال أبو سفيان: اعْلُ هُبَل. فقال النبي ﷺ: «أجيبوه» قالوا: ما نقول؟ قال: قولوا: «الله أعلى وأجل» قال أبو سفيان: لنا العزى، ولا عزى لكم. فقال النبي ﷺ: «أجيبوه» قالوا: ما نقول؟ قال: «قولوا: الله مولانا، ولا مولى لكم» قال أبو سفيان: يوم بيوم بدر، والحرب سجال، وتجدون مثلة لم آمر بها ولم تسؤني.

صحيح: رواه البخاري في المغازي (٤٠٤٣) عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: فذكره.

عن البراء قال: لقينا المشركين يومئذ، وأجلس النبي ﷺ جيشا من الرماة، وأَمَّر عليهم عبد الله، وقال: «لا تبرحوا، إن رأيتمونا ظهرنا عليهم فلا تبرحوا، وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تعينونا» فلما لقينا هربوا، حتى رأيت النساء يشتددن في الجبل، رفعن عن سوقهن قد بدت خلاخلهن، فأخذوا يقولون: الغنيمةَ الغنيمةَ، فقال عبد الله: عَهِدَ إليَّ النبي ﷺ أن لا تبرحوا. فأبوا، فلما أبوا صُرِفَ وجوهُهم، فأصيب
سبعون قتيلا، وأشرف أبو سفيان، فقال: أفي القوم محمد؟ فقال: «لا تجيبوه» فقال: أفي القوم ابن أبي قحافة؟ قال: «لا تجيبوه» فقال: أفي القوم ابن الخطاب؟ فقال: إن هؤلاء قتلوا، فلو كانوا أحياء لأجابوا. فلم يملك عمر نفسه، فقال: كذبت يا عدو الله، أبقى الله عليك ما يخزيك. قال أبو سفيان: اعْلُ هُبَل. فقال النبي ﷺ: «أجيبوه» قالوا: ما نقول؟ قال: قولوا: «الله أعلى وأجل» قال أبو سفيان: لنا العزى، ولا عزى لكم. فقال النبي ﷺ: «أجيبوه» قالوا: ما نقول؟ قال: «قولوا: الله مولانا، ولا مولى لكم» قال أبو سفيان: يوم بيوم بدر، والحرب سجال، وتجدون مثلة لم آمر بها ولم تسؤني.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا جزء من حديث طويل يرويه الصحابي الجليل البراء بن عازب رضي الله عنه، ويحكي قصة غزوة أحد التي وقعت في السنة الثالثة للهجرة، وهي من الغزوات المهمة التي فيها دروس وعبر عظيمة.

شرح المفردات:


● لقينا المشركين: واجهنا جيش المشركين من قريش.
● الرماة: الجنود المتخصصون في الرمي بالسهام.
● أَمَّر عليهم: جعل عليهم أميرًا وقائدًا.
● لا تبرحوا: لا تتحركوا من أماكنكم.
● ظهرنا عليهم: انتصرنا عليهم.
● لا تعينونا: لا تتركوا مواقعكم لمساعدتنا.
● هربوا: فر المشركون من أرض المعركة.
● يشتددن في الجبل: يسرعن في الصعود إلى الجبل.
● بدت خلاخلهن: ظهرت أساورهن التي في أرجلهم.
● الغنيمة: المال الذي يأخذه المسلمون من العدو بعد الانتصار.
● صُرِفَ وجوهُهم: انهزموا وولوا الأدبار.
● أصيب سبعون قتيلا: استشهد سبعون من الصحابة.
● أشرف: ظهر وارتفع في مكان عالٍ.
● اعْلُ هُبَل: كلمة تعظيم لصنم قريش (هبل).
● العزى: صنم آخر لقريش.
● الحرب سجال: الحرب بيننا وبينكم فيها نصر وهزيمة متبادلة.
● مثلة: تشويه في القتلى (وهي ما حصل بقتلى المسلمين حيث مُثِّل بهم).

شرح الحديث:


يصف البراء بن عازب رضي الله عنه ما حدث في غزوة أحد، حيث وضع النبي ﷺ مجموعة من الرماة على جبل عينين بقيادة عبد الله بن جبير رضي الله عنه، وأمرهم بعدم مغادرة مواقعهم سواء انتصر المسلمون أو انهزموا، وذلك لحماية ظهر الجيش الإسلامي من أي كمين أو التفاف من العدو.
ولكن عندما بدأ المسلمون ينصرون وهرب المشركون، رأى الرماة الغنائم تتساقط من العدو، فنسوا أمر النبي ﷺ وتركوا مواقعهم لجمع الغنائم، إلا قائدهم عبد الله بن جبير الذي ذكرهم بعهد النبي ﷺ، ولكنهم لم يطيعوه. عندها استغل خالد بن الوليد (وكان يومئذ مشركًا) انكشاف ظهر المسلمين، فالتف بفرسانه وهاجمهم من الخلف، فحصلت الهزيمة واستشهد سبعون من الصحابة، amongهم حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه.
ثم يشير الحديث إلى ما حدث بعد المعركة، حيث أشرف أبو سفيان (زعيم قريش) وسأل عن وجود النبي ﷺ وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ظنًا أنهم قتلوا. فأمر النبي ﷺ بعدم الإجابة حتى لا يعرفوا حقيقة الأمر، ولكن عمر رضي الله عنه غضب ورد على أبي سفيان. ثم تحدى أبو سفيان المسلمين بقوله "اعْلُ هُبَل" فرد المسلمون بأمر النبي ﷺ "الله أعلى وأجل". ثم قال أبو سفيان "لنا العزى ولا عزى لكم" فردوا "الله مولانا ولا مولى لكم". ثم قال أبو سفيان "يوم بيوم بدر" أي أن انتصارهم في أحد يقابل هزيمتهم في بدر، وأن الحرب سجال بين الطرفين.

الدروس المستفادة:


1- وجوب طاعة النبي ﷺ وعدم التهاون بأوامره: فإن معصية الرماة لأمر النبي ﷺ كانت سببًا رئيسيًا في الهزيمة.
2- خطر حب الدنيا والغنائم: فإن حب الغنائم وترك الأمر بالمعصية كان سببًا في المصيبة.
3- الصبر في المواقف الصعبة: كما فعل عبد الله بن جبير حين ثبت على أمر النبي ﷺ حتى استشهد.
4- الثبات على التوحيد والرد على أهل الشرك: كما أمر النبي ﷺ بردود تثبت علو الله تعالى وتوحيده.
5- أن الحرب بين الحق والباطل مستمرة: وقد تكون فيها هزيمة مؤقتة كما في أحد، ولكن العاقبة للمتقين.

معلومات إضافية:


- الغزوة وقعت في شوال سنة 3 هجرية.
- استشهد فيها حمزة بن عبد المطلب عم النبي ﷺ، وكان من أبرز الشهداء.
- الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما بألفاظ متقاربة.
- هذه الغزوة ذكرت في القرآن في سورة آل عمران: {وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ} [آل عمران: 154]، وفيها عبرة في طاعة الله ورسوله.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٤٠٤٣) عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1552 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عَهِدَ إليَّ النبي ﷺ أن لا تبرحوا

  • 📜 حديث: عَهِدَ إليَّ النبي ﷺ أن لا تبرحوا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عَهِدَ إليَّ النبي ﷺ أن لا تبرحوا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عَهِدَ إليَّ النبي ﷺ أن لا تبرحوا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عَهِدَ إليَّ النبي ﷺ أن لا تبرحوا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب