الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم

حديث: الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى (٣٢)﴾

عن ابن عباس ﴿الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ﴾ قال: قال النبي ﷺ: «إنْ تغفِرْ اللهم! تغفِر جمًّا وأي عبدٍ لك لا ألمّا»

صحيح: رواه الترمذي (٣٢٨٤)، وابن جرير في تفسيره (٢٧/ ٦٦)، والحاكم (٢/ ٤٦٩) كلهم من حديث زكريا بن إسحاق، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن ابن عباس فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أهلاً بك أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكر هو تفسير من الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما للآية الكريمة من سورة النجم: {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ} [النجم: 32]. حيث روى ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم فسر (اللمم) في هذه الآية بهذا الدعاء الذي قاله.

أولاً. شرح مفردات الحديث:

● «إنْ تغفِرْ اللهم! تغفِر جمًّا»:
● إنْ: أداة شرط.
● تغفر: فعل الشرط، من المغفرة وهي ستر الذنب والعفو عنه.
● اللهم: يا الله.
● جمًّا: (بفتح الجيم وتشديد الميم) معناه: كثيراً جداً، والجمّ هو الجمع الكثير.
● «وأي عبدٍ لك لا ألمّا»:
● أي: نكرة في سياق الاستفهام، تفيد العموم، أي: كل عبد.
● عبدٍ لك: مخلوق من مخلوقاتك، خاضع لك.
● لا ألمّا: (بفتح الهمزة وتشديد الميم) أي: لا يذنب ذنوباً صغاراً. والألمّ هو الذنب الصغير أو الهفوة التي يلمّ بها الإنسان ثم يتوب.
فالمعنى الإجمالي: "يا الله، إن تغفر تغفر كثيراً، وكل عبد من عبادك لا بد أن يقع منه ذنوب صغار (لمم)".

ثانياً. شرح الحديث ومعناه:

هذا الدعاء النبوي هو بيان لمعنى قوله تعالى: {إِلَّا اللَّمَمَ}، أي أن المؤمنين يجتنبون كبائر الذنوب والفواحش، ولكن قد يصدر منهم ما دون ذلك من صغائر الذنوب والهفوات، وهي ما تسمى (اللمم).
والنبي صلى الله عليه وسلم في هذا الدعاء يعلمنا حقيقتين عظيمتين:
1- سعة مغفرة الله تعالى: فمغفرته تعالى كثيرة وشاملة، تغفر الذنوب الكبيرة والصغيرة لمن تاب وأناب.
2- طبيعة البشر: فكل ابن آدم خطاء، ولا يسلم أحد من الوقوع في بعض الصغائر والهفوات، لأن البشر ليسوا معصومين إلا الأنبياء.
فالحديث ليس تبريراً للذنوب، بل هو بيان للواقع البشري مع التأكيد على وجوب الاستغفار والتوبة من هذه الصغائر، وعدم الاستهانة بها.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- التفاؤل برحمة الله ومغفرته: فمهما كثرت ذنوب العبد، فإن مغفرة الله أعظم وأوسع.
2- عدم اليأس من رحمة الله: فالله تعالى يغفر الذنوب جميعاً لمن تاب منها.
3- الاعتراف بالتقصير: على العبد أن يعترف بأنه غير معصوم، ويستغفر ربه من ذنوبه صغيرها وكبيرها.
4- الفرق بين الكبائر والصغائر: يجب على المسلم أن يعرف الكبائر ويجتنبها، وألا يستسهل الصغائر، فإنها قد تتراكم وتؤدي إلى الهلاك.
5- الحث على التوبة والاستغفار: الدعاء فيه حث مباشر على سؤال المغفرة، وهو منهج دائم للمؤمن.

رابعاً. معلومات إضافية:

- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في سننه، وقال: حديث حسن.
- العلماء يذكرون أن (اللمم) هو ما يصدر من الإنسان من ذنوب صغيرة على سبيل الندرة والخطأ، ثم لا يصر عليها بل يتوب منها.
- من فضل الله تعالى أن الصغائر تكفرها الطاعات والحسنات، كما قال تعالى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} [النساء: 31].
أسأل الله تعالى أن يتوب علينا ويغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وأن يجعلنا من الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٣٢٨٤)، وابن جرير في تفسيره (٢٧/ ٦٦)، والحاكم (٢/ ٤٦٩) كلهم من حديث زكريا بن إسحاق، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن ابن عباس فذكره. وإسناده صحيح.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث زكريا بن إسحاق».
وقال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين».
قوله: ﴿إِلَّا اللَّمَمَ﴾ استثناء منقطع، يعني لكن اللمم فلم يجعلوا اللمم من كبائر الإثم والفواحش. وقوله: ﴿هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى﴾.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1560 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم

📜 حديث: الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية