حديث: إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ﴿وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (٢٨)﴾

عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا، ولا تحسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد اللَّه إخوانا».

متفق عليه: رواه مالك في حسن الخلق (١٥) عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا، ولا تحسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد اللَّه إخوانا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ...».
[متفق عليه: أخرجه البخاري (6066) ومسلم (2563)]


الشرح المفصل:



# 1. شرح المفردات:


* إِيَّاكُمْ: كلمة تحذير، تعني: احذروا وأنفسكم من الوقوع في الأمر الذي يليها. أي: ابتعدوا كل البعد عن...
* وَ الظَّنَّ: الظن هنا ليس بمعنى الشك المحض، بل هو التُّهْمَةُ و الاتهام بالسيء دون دليل قاطع أو بينة واضحة. وهو تفسير المؤمن لأفعال أخيه المسلم بتفسير سيء مع إمكانية وجود تفسيرات حسنة أخرى.
* أَكْذَبُ الْحَدِيثِ: أي أكذب الكلام وأبينه في الكذب. فالكلام الناتج عن الظن السيء هو كلام لا أساس له من الصحة، بل هو مبني على أوهام وتخمينات.

# 2. شرح الحديث:


يحذرنا النبي ﷺ في هذا الحديث العظيم من خلق ذميم هو سوء الظن، وهو أن نحمِّل أقوال وأفعال المسلمين المحتملة للخير والشر معنى الشر من غير دليل واضح.
* لماذا الظن أكذب الحديث؟
لأنه قول بلا علم، وحكم بلا دليل. فأنت تتكلم في نيَّة شخصٍ أو في فعلٍ غاب عنك سياقه الحقيقي، فتبني عليه أحكامًا وتروي عنه أقوالاً هي في الحقيقة من صنع خيالك وتفكيرك السلبي، لا من الواقع. وهذا هو عين الكذب والافتراء.
* ما المقصود بالظن المنهي عنه؟
المنهي عنه هو سوء الظن، وهو التهمة والاشتغال بتتبع عورات المسلمين وتصيد زلاتهم وتأويل أفعالهم بأقبح التأويلات. أما الظن الذي هو بمعنى الشك الذي يرد على القلب involuntarily دون استرسال معه أو التحدث به، فذلك مما لا يؤاخذ عليه المرء ما لم يستمر عليه ويتكلم به.

# 3. الدروس المستفادة والعبر:


1- تحريم سوء الظن: فهو من كبائر الذنوب القلبية التي تهدم المجتمع وتزرع فيه الأحقاد والتباغض.
2- وجوب حمل كلام وأفعال المسلمين على أحسن المحامل: فالمسلم يطلب العذر لأخيه، ويقول في نفسه: "لعل له عذراً لا أعلمه"، أو "لعلني فهمت كلامه خطأ". هذا من كمال الإيمان وحسن الخلق.
3- النهي عن نقل الكلام الكاذب: فالحديث يربط بين سوء الظن والكذب، فمن تتبع عورات الناس بظنه السيء سيصدر عنه كلام كاذب يضر بالآخرين وينشر الفاحشة.
4- الحث على طهارة القلب: فالإسلام يريد أن يعيش الناس بقلوب سليمة نقية، لا تَغُمُّها الشكوك ولا تمتلئ بالأوهام.
5- التحذير من التسرع في الحكم على الآخرين: فالحكم على النوايا والباطن من علم الغيب الذي استأثر الله به.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


* الفرق بين الظن واليقين: يأمرنا الله تعالى في القرآن بالتحري والتثبت في الأخبار وينهانا عن اتباع ما ليس لنا به علم، يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} [الحجرات: 12]. فليس كل ظن إثمًا، ولكن كثيرًا منه هو إثم، خاصة ما تعلق بحقوق العباد.
* من آثار سوء الظن: يؤدي سوء الظن إلى قطيعة الرحم، وهجران الأصدقاء، وتفكك المجتمع، وربما وصل الأمر إلى التهجم على الآخرين واغتيابهم وهم أبرياء.
* علاج سوء الظن: يكون بدفع الخواطر السيئة فور ورودها، وملء القلب بمحبة الخير للمسلمين، والتذكر الدائم أن لكل إنسان عيوبًا وأن الكمال لله وحده.
نسأل الله أن يطهر قلوبنا من الغل والحقد والحسد، وأن يجعلنا من الذين يحسنون الظن بإخوانهم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في حسن الخلق (١٥) عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره.
ورواه البخاري في الأدب (٦٠٦٦) ومسلم في البر والصلة والآداب (٢٥٦٣) كلاهما من طريق مالك به نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1557 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث

  • 📜 حديث: إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب