حديث: من حدَّثك أن محمدا رأى ربه فقد كذب

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (٩) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (١٠) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (١١) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (١٢) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (١٣) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (١٤) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (١٥) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (١٦) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (١٧) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (١٨)﴾

عن مسروق، قال: قلت لعائشة ﵂: يا أمَّتاه، هل رأى محمد ﷺ ربه؟ فقالت: لقد قَفَّ شعري مما قلت، أين أنت من ثلاث، من حدَّثكهن فقد كذب: من حدَّثك أن محمدا ﷺ رأى ربه فقد كذب، ثم قرأت: ﴿لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ [الأنعام: ١٠٣] ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ﴾ [الشورى: ٥١]، ومن حدَّثك أنه يعلم ما في غد فقد كذب ثم قرأت: ﴿وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا﴾ [لقمان: ٣٤]، ومن حدَّثك أنه كتم فقد كذب، ثم قرأت: ﴿يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ﴾ [المائدة: ٦٧] الآية، ولكنه رأى جبريل عليه السلام في صورته مرتين.

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٨٥٥) ومسلم في الإيمان (١٧٧: ٢٨٩) كلاهما من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر الشعبي، عن مسروق، فذكره، واللفظ للبخاري، ولم يسق مسلم لفظه، وإنما أحال على الحديث الذي قبله.

عن مسروق، قال: قلت لعائشة ﵂: يا أمَّتاه، هل رأى محمد ﷺ ربه؟ فقالت: لقد قَفَّ شعري مما قلت، أين أنت من ثلاث، من حدَّثكهن فقد كذب: من حدَّثك أن محمدا ﷺ رأى ربه فقد كذب، ثم قرأت: ﴿لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ [الأنعام: ١٠٣] ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ﴾ [الشورى: ٥١]، ومن حدَّثك أنه يعلم ما في غد فقد كذب ثم قرأت: ﴿وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا﴾ [لقمان: ٣٤]، ومن حدَّثك أنه كتم فقد كذب، ثم قرأت: ﴿يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ﴾ [المائدة: ٦٧] الآية، ولكنه رأى جبريل ﵇ في صورته مرتين.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يرزقنا الفهم في دينه. هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل مسروق بن الأجدع - رضي الله عنه - من أحاديث العقيدة المهمة، والذي تحذر فيه أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - من ثلاث أقوال باطلة، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً إن شاء الله.

أولاً. شرح المفردات:


● قف شعري: أي قام شعر رأسي من الفزع والهول مما سمعت.
● أين أنت من ثلاث: أي انتبه واعلم هذه الأمور الثلاثة التي من قالها فقد أخطأ.
● كتم: أي كتم شيئاً من الوحي الذي أُنزل عليه.

ثانياً. شرح الحديث:


يبدأ الحديث بسؤال مسروق - رضي الله عنه - لأم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -: "هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه؟"، فانفعلت - رضي الله عنها - انفعالاً شديداً لخطورة هذا السؤال، وأخبرته بأن من قال هذه المقولات الثلاث فقد كذب:
1- إنكار رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه في الدنيا:
فاستشهدت - رضي الله عنها - بقوله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام: 103].
وهذا نص صريح في أن الله تعالى لا يُرى بالعين في الدنيا، لأن إدراك البصر له منفي في هذه الآية. وقد أجمع أهل السنة والجماعة على استحالة رؤية الله تعالى في الدنيا، أما في الآخرة فإن المؤمنين يرون ربهم كما يرون القمر ليلة البدر، كما جاء في الصحيحين.
2- إنكار علم النبي صلى الله عليه وسلم بالغيب:
فقالت: "ومن حدّثك أنه يعلم ما في غد فقد كذب"، واستشهدت بقوله تعالى: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا} [لقمان: 34].
فالنبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب إلا ما أطلعه الله عليه، كما قال تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} [الجن: 26-27]. فما أطلعه الله عليه من الغيب فهو حق، لكنه لا يعلم كل الغيب من تلقاء نفسه.
3- إنكار كتمان النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً من الوحي:
فقالت: "ومن حدّثك أنه كتم فقد كذب"، واستشهدت بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} [المائدة: 67].
فالنبي صلى الله عليه وسلم بلغ الرسالة كاملة، ولم يكتم منها شيئاً، وهو الموصوف بقوله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 3-4].
ثم ختمت - رضي الله عنها - بأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل عليه السلام في صورته الحقيقية التي خلقه الله عليها مرتين: مرة عند الأفق الأعلى عندما نزل عليه أول مرة، ومرة في السماوات العلى during المعراج.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- بيان عقيدة أهل السنة في رؤية الله: فلا يراه أحد في الدنيا، ويؤمنون برؤيته في الآخرة.
2- الرد على من يدعي علم الغيب: فلا يعلم الغيب إلا الله، ومن ادعى ذلك فقد كفر.
3- كمال تبليغ النبي صلى الله عليه وسلم: فقد بلغ الرسالة كاملة، ولم يكتم منها شيئاً.
4- حرص الصحابة على تعلم العقيدة: كما في سؤال مسروق - رضي الله عنه -.
5- قوة رد أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -: ودقتها في الاستدلال بالقرآن.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل في الرد على الطوائف التي قالت برؤية الله في الدنيا، أو ادعت علم الغيب، أو قالت بأن النبي كتم شيئاً من الوحي.
- رؤية جبريل في صورته الحقيقية كانت معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم، حيث رآه له ستمائة جناح قد سد الأفق.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، ويبصرنا بعيوبنا، ويجعلنا من أهل السنة والجماعة. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٨٥٥) ومسلم في الإيمان (١٧٧: ٢٨٩) كلاهما من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر الشعبي، عن مسروق، فذكره، واللفظ للبخاري، ولم يسق مسلم لفظه، وإنما أحال على الحديث الذي قبله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1546 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من حدَّثك أن محمدا رأى ربه فقد كذب

  • 📜 حديث: من حدَّثك أن محمدا رأى ربه فقد كذب

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من حدَّثك أن محمدا رأى ربه فقد كذب

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من حدَّثك أن محمدا رأى ربه فقد كذب

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من حدَّثك أن محمدا رأى ربه فقد كذب

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب