حديث: البيت الذي في السماء يقال له: الضراح

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (٤)﴾

عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ: «البيت الذي في السماء يقال له: الضرَّاح، وهو مثل بناء هذا البيت الحرام، ولو سقط لسقط عليه، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون فيه أبدًا».

حسن: رواه الأزرقي في أخبار مكة (١/ ٤٩) عن جده، عن سعيد بن سالم قال: أخبرني ابن جريج، عن صفوان بن سليم، عن كريب مولى ابن عباس، عن ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ: «البيت الذي في السماء يقال له: الضرَّاح، وهو مثل بناء هذا البيت الحرام، ولو سقط لسقط عليه، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون فيه أبدًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام أحمد في مسنده وغيره عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، يفتح لنا نافذة على عالم الغيب وعظمة خلق الله تعالى، وسأشرحه لك جزءًا جزءًا بإذن الله.
### أولاً. تخريج الحديث
الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وقال عنه الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة": حديث حسن.

### ثانيًا. شرح المفردات
● البيت الذي في السماء: المقصود هو بيت عظيم في السماء الدنيا، وهو معبد لله تعالى تعبده الملائكة.
● الضِّرَاح: بكسر الضاد وتشديد الراء، وهو اسم لذلك البيت. وقيل في معناه: أنه من الضرْح، وهو البعد، لأنه بعيد المسافة. وقيل: من الضرُوح، وهو العلو والارتفاع، لعلوه في السماء.
● مثل بناء هذا البيت الحرام: أي أنه في هيئته وشكله الهندسي مشابه للكعبة المشرفة في الأرض.
● لو سقط لسقط عليه: هذه العبارة تدل على أن هذا البيت السماوي موجود مباشرة فوق الكعبة في السماء، بحيث إذا سقط من مكانه في السماء لسقط فوق الكعبة بالضبط، مما يشير إلى توافق محورهما العمودي. وهذا من إعجاز الله تعالى في خلقه.
● لا يعودون فيه أبدًا: أي أن هؤلاء الملائكة يؤدون منسكًا أو عبادة في هذا البيت مرة واحدة فقط في حياتهم، ثم لا يعودون إليه بعد ذلك، ليتاح لغيرهم من الملائكة فرصة العبادة فيه.

### ثالثًا. شرح الحديث
يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن حقيقة غيبية عظيمة، وهي وجود بيت في السماء الدنيا يسمى "الضرَّاح". وهذا البيت هو قِبلة الملائكة وموضع عبادتهم وتقديسهم لله تعالى، كما أن الكعبة هي قِبلة أهل الأرض.
وتشبيهه بالكعبة في البناء يدل على عظمته وجلالته، وأنه على شكل مربع (كالمكعب). وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "ولو سقط لسقط عليه" فهي إشارة جغرافية دقيقة تظهر الإتقان الإلهي في الخلق، حيث جعل الله هذا البيت السماوي مُحاذيًا للكعبة تمامًا في عالم الملأ الأعلى، مما يربط بين عالمي الملكوت (الملائكة) والشهادة (البشر) في عبادة الله الواحد.
وأما دخول سبعين ألف ملك كل يوم ولا يعودون، فهو دليل على:
1- كثرة خلق الملائكة الذين لا يحصيهم عدد إلا الله تعالى.
2- نظام ودقة في عبادة الملائكة، حيث يتناوبون على عبادة الله في هذا البيت، فلا يَحُجُّ إليه ملك مرتين، تكرمة من الله لهم وتشريفًا بأن حظي كل واحد منهم بهذه الفرصة العظيمة.
3- عظمة العبادة في هذا البيت، التي تستحق أن يُخصَّص لها هذا الجمع الغفير من الملائكة كل يوم.

### رابعًا. الدروس المستفادة والعبر
1- تعظيم الله تعالى: الحديث يوسع مدارك المؤمن عن عظمة مخلوقات الله وعالم الغيب، مما يزيد إيمانه ويقينه بعظمة الخالق سبحانه.
2- وحدة القِبلة والعبادة: اتحاد قِبلة أهل السماء (الملائكة) وقِبلة أهل الأرض (المسلمون) في المحور الرأسي (الكعبة والضراح) يدل على وحدة الدين ووحدة الغاية من الخلق، وهي عبادة الله وحده.
3- الحث على العبادة: إذا كانت الملائكة، وهم خلقٌ عابدون لا يعصون الله، يتنافسون في العبادة ويتناوبون عليها، فحري بالإنسان أن يكثر من الطاعة والعبادة.
4- التنظيم والإتقان: في خلق الله وحكمته، فكل شيء بقدر ومقدار، وهذه الدقة في توافق البيتين تدل على إحكام الله لخلقه.
5- شرف مكانة الكعبة: ليس فقط على الأرض، ولكن في السماء أيضًا، مما يزيدها تعظيمًا في قلوب المؤمنين.

### خامسًا. معلومات إضافية
- هذا البيت (الضراح) هو غير "البيت المعمور" الذي ذكره الله تعالى في قوله: {وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ} [الطور: 4]. فالبيت المعمور في السماء السابعة، يحجه الملائكة، وأما الضراح ففي السماء الدنيا كما يفهم من الحديث.
- هذا الحديث من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم العلمية، حيث أخبر عن حقيقة لم يكن يعلمها أحد من البشر، وهي التوافق الهندسي والجغرافي بين بناء في السماء والكعبة، وهي حقيقة لا تتعارض مع العلم الحديث بل تؤكد دقة الخلق والإتقان.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا الإيمان الكامل واليقين الصادق، وأن يعمر قلوبنا بحبه وعبادته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الأزرقي في أخبار مكة (١/ ٤٩) عن جده، عن سعيد بن سالم قال: أخبرني ابن جريج، عن صفوان بن سليم، عن كريب مولى ابن عباس، عن ابن عباس، فذكره.
وسعيد بن سالم هو القداح مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
وأما ما روي عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «في السماء بيت يقال له: «المعمور«بحيال الكعبة، وفي السماء الرابعة نهر يقال له: «الحيوان«يدخله جبريل كل يوم فينغمس فيه انغماسة، ثم يخرج فينتفض انتفاضة يخر عنه سبعون ألف قطرة، يخلق الله من كل قطرة ملكا، يؤمرون أن يأتوا البيت المعمور فيصلون فيه، فيفعلون، ثم يخرجون فلا يعودون إليه أبدا، ويولي عليهم أحدهم يؤمر أن يقف بهم في السماء موقفا يسبحون الله فيه إلى أن تقوم الساعة». فهو ضعيف جدًّا.
رواه ابن أبي حاتم قال: حدثنا أبي، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا روح بن جناح، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، فذكره.
قال ابن كثير في تفسيره (٧/ ٤٢٧): «هذا حديث غريب جدًّا، تفرد به روح بن جناح، وهو القرشي الأموي مولاهم أبو سعد الدمشقي، وقد أنكر هذا الحديث عليه جماعة من الحفاظ منهم:
الجوزجاني والعقيلي والحاكم أبو عبد الله النيسابوري وغيرهم. قال الحاكم: لا أصل له من حديث أبي هريرة، ولا سعيد، ولا الزهري» انتهى.
وقال ابن عدي في الكامل (٤/ ١٠٠٤): «سمعت ابن حماد يقول: قال السعدي: روح بن جناح ذكر عن الزهري حديثا معضلا في البيت المعمور».
ثم رواه من طريق هشام بن عمار، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا أبو سعد، ثنا روح بن جناح بإسناده نحوه، ثم قال: «ولا يعرف هذا الحديث إلا بروح بن جناح عن الزهري» انتهى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1534 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: البيت الذي في السماء يقال له: الضراح

  • 📜 حديث: البيت الذي في السماء يقال له: الضراح

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: البيت الذي في السماء يقال له: الضراح

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: البيت الذي في السماء يقال له: الضراح

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: البيت الذي في السماء يقال له: الضراح

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب