حديث: إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى (٣٢)﴾

عن ابن عباس قال: ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة، عن النبي ﷺ: «إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تتمنى وتشتهي، والفرج يصدِّق ذلك ويكذِّبه».

متفق عليه: رواه البخاري في القدر (٦٦١٢) ومسلم في القدر (٢٦٥٧) كلاهما من طريق عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: فذكره، واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم نحوه.

عن ابن عباس قال: ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة، عن النبي ﷺ: «إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تتمنى وتشتهي، والفرج يصدِّق ذلك ويكذِّبه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، معتمدًا على كلام أهل العلم من أهل السنة والجماعة:

نص الحديث:


عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما رأيت شيئًا أشبه باللَّمم مما قال أبو هريرة، عن النبي ﷺ: «إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تتمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك ويكذبه».


1. شرح المفردات:


● اللَّمم: هي الصغائر من الذنوب التي يقترفها الإنسان أحيانًا، وقد ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى: {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ} [النجم:32]. أي الذنوب الصغيرة التي لا يصر عليها العبد.
● حظه من الزنا: نصيبه وقدره المكتوب عليه.
● أدرك ذلك لا محالة: سيحصل ذلك لا محالة، أي لا بد أن يقع منه شيء من ذلك.
● زنا العين النظر: أي النظر المحرم إلى ما لا يحل.
● زنا اللسان المنطق: الكلام الفاحش أو الغيبة أو النميمة أو التعريض بالفواحش.
● النفس تتمنى وتشتهي: ما يدور في القلب من وساوس وخواطر سيئة.
● الفرج يصدق ذلك ويكذبه: أي أن الفعل الحقيقي بالفرج (الزنا) إما أن يحقق هذه الخطوات السابقة فيقع في الكبيرة، أو يكذبها فيمسك ويبتعد عن المعصية.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث العظيم يبين أن الإنسان قد يُبتلى ببعض الوساوس والنظرات والكلمات التي تعد من "زنا" الجوارح، لكنها دون الزنا الأكبر (الجماع الحرام). والمعنى أن الله قد قدر على ابن آدم أن يكون له نصيب من هذه الأمور التي تُعد من جنس الزنا ولكنها دون الفعلة العظيمة.
● قوله: «إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا»: أي قدَّر وقضى أن يكون له نصيب من هذه الأمور المتعلقة بالشهوة، ولكن ليس معنى ذلك أن الله يجبر العبد على المعصية، بل هي اختبار وابتلاء، والعبد يُؤجر على كف نفسه وحفظ جوارحه.
● «فزنا العين النظر»: أي أن النظر إلى المحرمات بشهوة يُعد من زنا العين، كما قال النبي ﷺ: «النظر سهم من سهام إبليس» (رواه الحاكم وصححه).
● «وزنا اللسان المنطق»: الكلام البذيء أو الغيبة أو التحدث بالفواحش كأن يذكر العبد عورات الناس أو يتكلم بكلام فاحش.
● «والنفس تتمنى وتشتهي»: ما يخطر في القلب من التمني والشهوة للمحرمات، ولكن إذا لم يستجب العبد ولم يفعله فإنه لا يؤاخذ به كما قال النبي ﷺ: «إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست به صدورها ما لم تعمل أو تتكلم» (متفق عليه).
● «والفرج يصدق ذلك أو يكذبه»: أي أن الوقوع في الزنا بالفرج هو التصديق لهذه الخطوات السابقة، وأما الكذب لها فهو الامتناع عن الفعلة الكبيرة بالاستعانة بالله وكبح الشهوة.


3. الدروس المستفادة:


● التفريق بين اللمم والكبائر: الحديث يوضح أن هناك ذنوبًا صغيرة (لمم) كالنظر المحرم أو الكلام الفاحش، وهي دون الكبائر كالزنا.
● وجوب حفظ الجوارح: يجب على المسلم أن يحفظ عينه ولسانه وقلبه وجميع جوارحه من المعاصي.
● الوساوس لا تؤاخذ بها الأمة: ما يخطر في القلب من الشهوات إذا لم يستجب له العبد فإنه لا يؤاخذ به، بل قد يُكتب له الأجر على مقاومته.
● الابتلاء سنة ربانية: الإنسان مُبتلى بالشهوات، ولكن النجاة بالتقوى والصبر والاستعانة بالله.
● بيان سعة رحمة الله: حيث أن الله قد جعل هذه الأمور من "اللمم" التي يُغفر بها إذا اجتنب العبد الكبائر.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تُبين رحمة الله تعالى بعباده، حيث أن هذه الأمور إذا وقعت من العبد ثم تاب منها غفرها الله تعالى، خاصة إذا اجتنب الكبائر.
- ينبغي للمسلم أن يستعيذ بالله من الشهوات ويسأل الله العفو والعافية، ويذكر قول النبي ﷺ: «احفظ الله يحفظك» (رواه الترمذي).
- الحديث يدعو إلى مراقبة القلب والجوارح، وأن لا يستسلم الإنسان للخطوات الأولى التي تقوده إلى الكبائر.
أسأل الله تعالى أن يحفظنا من كل سوء، وأن يغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في القدر (٦٦١٢) ومسلم في القدر (٢٦٥٧) كلاهما من طريق عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: فذكره، واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1559 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة

  • 📜 حديث: إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب