حديث: شفاعة رجل يدخل الجنة مثل ربيعة ومضر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (٤) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (٥)﴾

عن أبي أمامة أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: «ليدخلن الجنة بشفاعة رجل ليمس بنبي مثل الحيين - أو: مثل أحد الحيين -: ربيعة ومضر». فقال رجل: يا رسول الله! أو ما ربيعة من مضر؟ قال: «إنما أقُولُ ما أُقَوَّل».

صحيح: رواه أحمد (٢٢٢١٥) والآجري في الشريعة (٨١٧) كلاهما من حديث حريز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن ميسرة، عن أبي أمامة، فذكره.

عن أبي أمامة أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: «ليدخلن الجنة بشفاعة رجل ليمس بنبي مثل الحيين - أو: مثل أحد الحيين -: ربيعة ومضر». فقال رجل: يا رسول الله! أو ما ربيعة من مضر؟ قال: «إنما أقُولُ ما أُقَوَّل».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بعلم النبوة.
هذا حديث عظيم فيه بشارة كبيرة، وها هو شرحه على النحو المطلوب:

الحديث بلفظه كاملاً:


عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: «ليدخلن الجنة بشفاعة رجل ليس بنبي مثل الحيين - أو: مثل أحد الحيين -: ربيعة ومضر. فقال رجل: يا رسول الله! أو ما ربيعة من مضر؟ قال: «إنما أقُولُ ما أُقَوَّل»".
أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وصححه الألباني.


١. شرح المفردات:


● ليدخلن: اللام لام القسم، و"يدخلن" فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، أي: ليدخلنَّ يقينًا.
● بشفاعة: الشفاعة هي التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة، وهنا هي شفاعة في دخول الجنة.
● رجل ليس بنبي: أي شخص من عامة المسلمين، وليس من الأنبياء أو الرسل.
● مثل الحيين: الحيُّ القبيلة أو الجماعة الكبيرة من الناس. و"الحيين" مثنى حي.
● ربيعة ومضر: هما أصلان عظيمان من أصول قبائل العرب العدنانية. ومضر وربيعة ابنا نزار بن معد بن عدنان.
● أو ما ربيعة من مضر؟: استفهام إنكاري، يعني: أليست ربيعة فرعًا من مضر؟ (حسب فهم السائل).
● إنما أقول ما أُقَوِّل: أي إنما أنقل ما يوحى إليّ، فأقول exactly ما أُمِرْتُ بقوله من غير زيادة ولا نقصان. "أُقَوِّل" بمعنى أُلْقَى عليَّ القول فأقوله.


٢. شرح الحديث:


يخبر النبي ﷺ بهذا الحديث عن معجزة من معجزات النبوة، وهي الإخبار عن الغيب. فيقسم ﷺ على وقوع أمر عظيم في المستقبل، وهو أن رجلًا واحدًا من أمته (من غير الأنبياء) سيشفع يوم القيامة فتدخل الجنة بشفاعته قبيلتان عظيمتان من العرب هما "ربيعة" و"مضر"، وكأنهما حيّان كبيران من الناس.
فلما سمع أحد الحاضرين هذا الخبر، استغرب وقال: يا رسول الله، أليست قبيلة ربيعة جزءًا من مضر؟ (أي حسب النسب المعروف عند العرب أن مضر وربيعة أخوان، فكيف يجعلهما النبي ﷺ حيين منفصلين؟).
فأجابه النبي ﷺ الجواب الحاسم: «إنما أقول ما أُقَوِّل»، أي أنا لست متكلمًا من تلقاء نفسي، بل أنا نبي أوحي إليّ، وهذا هو اللفظ الذي أنزل عليّ فأنا ألتزمه وأقوله كما سمعته. فكأن في هذا اللفظ ("الحيين") إشارة إلى عظم عدد هاتين القبيلتين وكثرة من سيدخل الجنة منهما، حتى كأن كل واحدة منهما حيٌ قائم بذاته.


٣. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظم مكانة الشفاعة يوم القيامة: الحديث يبين فضل الله تعالى على هذه الأمة، حيث جعل لغير الأنبياء من أهل الإيمان منزلة عالية يتشفعون في أمثالهم من المسلمين.
2- إثبات شفاعة غير الأنبياء: وهي من عقائد أهل السنة والجماعة، أن الله تعالى يشرِّف بعض عباده الصالحين بالشفاعة في الآخرين.
3- التسليم لأخبار النبي ﷺ: فيه درس عظيم في وجوب التسليم الكامل لأخبار النبي ﷺ، وعدم اعتراض عليها بمجرد القياس البشري أو المعرفة النسبية القاصرة. فقول الصحابي كان من باب الفهم النسبي، ولكن الوحي أعلم.
4- صدق نبوة محمد ﷺ: فالحديث من معجزاته التي أخبر بها عن غيب سيقع، وهو دخول هذا العدد الهائل بالشفاعة.
5- حسن أدب الصحابة مع النبي ﷺ: سؤال الصحابي كان للاستيضاح، وليس اعتراضًا جافيًّا، وانتهى الأمر بقبول وتصديق.
6- فضل قبائل العرب: الحديث يشير إلى فضل هذه القبائل وكثرة من يدخل الجنة منها، مما هو موافق لأحاديث أخرى في فضل العرب عمومًا.


٤. معلومات إضافية مفيدة:


● الرجل الذي سيشفع: لم يحدد الحديث من هو هذا الرجل، وقد ذهب بعض العلماء إلى أنه أبو بكر الصديق رضي الله عنه، بينما ذهب آخرون إلى أنه رجل من أهل الإيمان والصلاح لم يُسَمَّ.
● الحيين: قد يكون التعبير بـ "الحيين" للإشارة إلى الكثرة العددية الهائلة، وليس بالضرورة للتفريق بينهما في النسب، فربما دخل من كل قبيلة عدد هائل كأنهما حيّان مستقلان.
● مكانة الحديث: هذا الحديث من الأحاديث التي تُستدل بها على عظم أجر الشفاعة وكرم الله تعالى على هذه الأمة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٢٢١٥) والآجري في الشريعة (٨١٧) كلاهما من حديث حريز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن ميسرة، عن أبي أمامة، فذكره.
وإسناده صحيح. وعبد الرحمن بن ميسرة هو الحمصي، ثقة، وثَّقه العجلي، وقال أبو داود: شيوخ حريز كلهم ثقات.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1543 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: شفاعة رجل يدخل الجنة مثل ربيعة ومضر

  • 📜 حديث: شفاعة رجل يدخل الجنة مثل ربيعة ومضر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: شفاعة رجل يدخل الجنة مثل ربيعة ومضر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: شفاعة رجل يدخل الجنة مثل ربيعة ومضر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: شفاعة رجل يدخل الجنة مثل ربيعة ومضر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب