حديث: يمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب بين يدي الساعة يتقارب الزمان، ويرفع العلم، ويظهر الجهل، والفتن والكذب، والشح، والزنا، والربا، وشرب الخمر، ويكثر القتل ويتقارب الأسواق

عن أبي عامر -أو أبي مالك- أنه سمع النبي ﷺ يقول: «ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف، ولينزلن أقوام على جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم -يعني الفقير- لحاجة فيقولوا: ارجع إلينا غدا فيبيّتهم اللَّه، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة».

صحيح: رواه البخاريّ في الأشربة (٥٥٩٠) قال: وقال هشام بن عمار، حدّثنا صدقة بن خالد، حدّثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدّثنا عطية بن قيس الكلابي، حدّثنا عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال: حدثني أبو عامر -أو أبو مالك- الأشعري واللَّه ما كذبني سمع النبي ﷺ يقول: فذكره.

عن أبي عامر -أو أبي مالك- أنه سمع النبي ﷺ يقول: «ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف، ولينزلن أقوام على جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم -يعني الفقير- لحاجة فيقولوا: ارجع إلينا غدا فيبيّتهم اللَّه، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن الحديث الذي طلبت شرحه حديث عظيم، رواه الإمام البخاري في *صحيحه* معلقًا بصيغة الجزم، وأخرجه غيره موصولاً، وهو يحذر من أمور خطيرة وفتن عظيمة تقع في الأمة.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● يستحلون: أي يحلونها لأنفسهم ويعملون بها مع علمهم بحرمتها.
● الحر: هو الفرج المحرم، أي الزنا.
● الحرير: لبسه محرم على الرجال.
● المعازف: هي آلات اللهو والطرب من أوتار ودفوف وغيرها.
● جنب علم: أي بجانب جبل عالٍ أو مكان مرتفع.
● سارحة: هي الإبل أو الغنم التي تسرح للرعي.
● يبيتهم الله: أي يأتيهم الله بالعذاب ليلاً وهم على غفلة.
● يضع العلم: أي يهلكهم ويزيل ما هم فيه من قوة وغنى.
● يمسخ آخرين: يحولهم من صورة البشر إلى صورة القردة والخنازير.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن هناك فئة من أمته سيستحلون محرمات كبيرة وهي:
1- الزنا (الحر).
2- لبس الحرير للرجال.
3- شرب الخمر.
4- استعمال آلات اللهو والمعازف.
وهذه الأمور محرمة بنصوص الكتاب والسنة، فمن استحلها مع علمه بالتحريم فقد كفر، لأن استحلال الحرام مع العلم بحرمته تكذيب لله ولرسوله.
ثم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم صنفًا آخر من الناس: وهم الأغنياء المتكبرون، الذين ينزلون في أماكن مرتفعة متباهين بثروتهم، ويأتيهم الفقير طالبًا المساعدة فيردونه ويؤجلونه بيوم آخر تكبرًا وامتناعًا عن البذل، فيعاجلهم الله بالعذاب في الليل، ويهلكهم ويذهب بما جمعوا.
ويختم الحديث بذكر صنف ثالث يُمسخون قردة وخنازير بسبب استحلالهم للمحرمات، وهذا المسخ حقيقي كما وقع في بني إسرائيل، وقد يكون مسخًا معنويًا في الأخلاق والصفات.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- تحريم الزنا والخمر ولبس الحرير للرجال وآلات اللهو، وأن استحلالها من كبائر الذنوب.
2- التحذير من التكبر ورد حاجة المحتاج، وأن ذلك سبب لهلاك الأمم.
3- عقوبة الاستهانة بالمحرمات قد تكون بالمسخ أو الهلاك العام.
4- بيان صدق نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث وقع ما أخبر به.
5- وجوب إنكار المنكر والتحذير من هذه الأمور، وأن السكوت عنها منكر.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من أعلام نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث وقع ما أخبر به.
- استدل العلماء به على تحريم المعازف وآلات الطرب، وهو قول جمهور العلماء.
- فيه تحذير من التكبر والبخل، وأنهما من أسباب الهلاك.
- المسخ المذكور في الحديث قد يكون حسيًا كما وقع في بني إسرائيل، وقد يكون معنويًا في القلوب والأخلاق.
نسأل الله أن يعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يثبتنا على دينه حتى نلقاه.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الأشربة (٥٥٩٠) قال: وقال هشام بن عمار، حدّثنا صدقة بن خالد، حدّثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدّثنا عطية بن قيس الكلابي، حدّثنا عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال: حدثني أبو عامر -أو أبو مالك- الأشعري واللَّه ما كذبني سمع النبي ﷺ يقول: فذكره.
هكذا رواه البخاري بقوله: قال.
وهشام بن عمار من شيوخ البخاري، وقد احتج به البخاري في غير ما حديث كما بيّنه الحافظ ابن حجر في ترجمته في مقدمة الفتح، ولذا قال غير واحد من أهل العلم أن قول البخاري: «قال» يُحمل على «حدثني» أو «أخبرني» أو «عن» يعني به الاتصال. وهو الذي رجّحه ابن الصلاح.
ورواه ابن حبان (٦٧٥٤) عن الحسين بن عبد اللَّه القطان، قال: حدّثنا هشام بن عمار بإسناده.
قوله: «الحر» بالحاء المهملة المكسورة والراء الخفيفة، وهو الفرج والمعنى: أنهم يستحلون الزنا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 204 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة

  • 📜 حديث: يمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب