حديث: بعثت أنا والساعة كهاتين فسبقتها في نفس الساعة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من أمارات قرب الساعة بعثُ النبي ﷺ-

عن أبي جبيرة بن الضحاك، عن بعض رجال الأنصار أن النبي ﷺ قال: «بعثت أنا والساعة كهاتين، فسبقتُها في نفس الساعة».

صحيح: رواه ابن أبي شيبة في مسنده (٩٤٨)، والطبراني في الكبير (٢٢/ ٣٩١) - وعنه أبو نعيم في
الحلية (٤/ ١٦١) كلهم من طريق شبيل بن عوف، عن أبي جبيرة، عن بعض رجال الأنصار، فذكره.

عن أبي جبيرة بن الضحاك، عن بعض رجال الأنصار أن النبي ﷺ قال: «بعثت أنا والساعة كهاتين، فسبقتُها في نفس الساعة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن الحديث الذي طلبت شرحه حديث عظيم، يدل على قرب بعثة النبي صلى الله عليه وسلم من قيام الساعة، وأن الفاصل بينهما قليل بالنسبة لعمر الدنيا. وإليك الشرح الوافي لهذا الحديث:

نص الحديث:


عن أبي جبيرة بن الضحاك، عن بعض رجال الأنصار أن النبي ﷺ قال: «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ، فَسَبَقْتُهَا فِي نَفْسِ السَّاعَةِ».

تخريج الحديث:


هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، والحاكم في المستدرك، وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.

1. شرح المفردات:


● بُعِثْتُ: أي أُرسلتُ للناس رسولاً.
● وَالسَّاعَةُ: أي قيام الساعة، وهي يوم القيامة.
● كَهَاتَيْنِ: أي مثل هاتين الإصبعين (السبابة والوسطى).
● فَسَبَقْتُهَا: أي تقدَّمتُ عليها وسبقتُها في المجيء.
● فِي نَفْسِ السَّاعَةِ: أي في مقدار الزمن القليل الذي بينبعثتي وقيام الساعة، أو أن "نَفْس الساعة" بمعنى ذاتها، أي أن بعثتي هي من علامات الساعة وأشراطها.

2. شرح الحديث:


يشبّه النبي صلى الله عليه وسلم الفترة بين بعثته وقيام الساعة بقرب الإصبعين السبابة والوسطى من بعضهما البعض، حيث أنهما متجاورتان وقريبتان جداً. فكما أن المسافة بين هاتين الإصبعين ضئيلة، كذلك المدة بين بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وقيام الساعة قليلة إذا قورنت بعمر الدنيا الطويل.
وقوله: «فَسَبَقْتُهَا فِي نَفْسِ السَّاعَةِ» يعني أن بعثته صلى الله عليه وسلم حدثت قبل قيام الساعة بفترة وجيزة، وهي مقدمة لها وعلامة من علاماتها الكبرى. فبعثته هي أول أشراط الساعة الكبرى، كما جاء في الأحاديث الأخرى.

3. الدروس المستفادة منه:


● قرب قيام الساعة: الحديث يذكرنا بحقيقة أن الساعة آتية لا ريب فيها، وأنها قريبة، فيجب الاستعداد لها بالعمل الصالح.
● مكانة النبي صلى الله عليه وسلم: حيث جعل الله بعثته من أعظم علامات القيامة، مما يدل على عظم شأنه وعلو منزلته.
● الحث على المسارعة في الخيرات: لأن الزمن بيننا وبين القيامة قصير، فيجب اغتنام العمر في الطاعة قبل فوات الأوان.
● التذكير بالآخرة: هذا الحديث يذكر المسلم بالحساب والجزاء، فيرقق القلب ويوجهه لطلب رضا الله تعالى.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تُظهر إعجاز النبي صلى الله عليه وسلم في الإخبار عن الغيب، حيث أن أكثر من أربعة عشر قرناً قد مضت على بعثته، ومع ذلك فهي تعتبر قريبة من قيام الساعة في المقياس الزمني للكون.
- ينبغي للمسلم أن يعتقد أن الساعة قريبة، لكن لا يتكهن بموعدها، لأن علمها عند الله تعالى وحده كما قال سبحانه: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ} [الأعراف:187].
- من الآثار العملية لهذا الحديث: الاستعداد للساعة بالإيمان والعمل الصالح، والتحذير من الغفلة والاستمرار في المعاصي.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يوفقنا لطاعته ورضاه، ويجعلنا من أهل الجنة الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن أبي شيبة في مسنده (٩٤٨)، والطبراني في الكبير (٢٢/ ٣٩١) - وعنه أبو نعيم في
الحلية (٤/ ١٦١) كلهم من طريق شبيل بن عوف، عن أبي جبيرة، عن بعض رجال الأنصار، فذكره.
وإسناده صحيح. وروي أيضًا عن أبي جبيرة، عن النبي ﷺ.
وكلا الوجهين صحيحان فإن أبا جبيرة صحابي وأيضا عند جمهور أهل العلم.
وأما ما روي عن المستورد بن شداد الفهري، عن النبي ﷺ قال: «بعثت فى نفس الساعة، فسبقتها كما سبقت هذه هذه» لإصبعيه السبابة والوسطى. فإسناده ضعيف.
رواه الترمذيّ (٢٢١٣) عن محمد بن عمر بن هياج الأسدي، حدّثنا يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي، حدّثنا عبيدة بن الأسود، عن مجالد، عن قيس بن أبي حازم، عن المستورد بن شداد، فذكره.
ثم قال الترمذيّ: «هذا حديث غريب من حديث المستورد بن شداد لا نعرفه إلا من هذا الوجه».
أي ضعيف فإن مجالد بن سعيد ضعيف، واختلف عليه أيضًا في سنده فقد رواه الطبراني في الكبير (٢٠/ ٣٠٨) من طريق حبان بن علي، عن مجالد، عن الشعبي، عن المستورد، فذكره.
وحبان بن علي هو العنزي ضعيف أيضًا.
قوله: «في نَفَسِ الساعة» قال الحافظ في الفتح (١١/ ٣٤٩): بفتح الفاء وهو كناية عن القرب، أي بعثت عند تنفسها.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 189 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بعثت أنا والساعة كهاتين فسبقتها في نفس الساعة

  • 📜 حديث: بعثت أنا والساعة كهاتين فسبقتها في نفس الساعة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بعثت أنا والساعة كهاتين فسبقتها في نفس الساعة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بعثت أنا والساعة كهاتين فسبقتها في نفس الساعة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بعثت أنا والساعة كهاتين فسبقتها في نفس الساعة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب