حديث: تكون السنة كالشهر ويكون الشهر كالجمعة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب بين يدي الساعة يتقارب الزمان، ويرفع العلم، ويظهر الجهل، والفتن والكذب، والشح، والزنا، والربا، وشرب الخمر، ويكثر القتل ويتقارب الأسواق

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان، فتكون السنة كالشهر، ويكون الشهر كالجمعة، وتكون الجمعة كاليوم، ويكون اليوم كالساعة، وتكون الساعة كاحتراق السعفة».

صحيح: رواه أحمد (١٠٩٤٣)، والطحاوي في شرح المشكل (٢٩٨٦)، وصحّحه ابن حبان (٦٨٤٢) كلهم من طرق عن زهير بن معاوية، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان، فتكون السنة كالشهر، ويكون الشهر كالجمعة، وتكون الجمعة كاليوم، ويكون اليوم كالساعة، وتكون الساعة كاحتراق السعفة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بالعلم النافع. هذا حديث عظيم من أشراط الساعة الصغرى، وقد رواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في جامعه، وقال: حديث حسن صحيح.

أولاً. شرح المفردات:


● «يتقارب الزمان»: أي يشعر الناس بقصر الزمن وذهابه السريع، بحيث لا يكادون يُنجزون فيه ما كانوا يُنجزونه من قبل.
● «فتكون السنة كالشهر»: أي تمر السنة على الناس بسرعة وكأنها شهر.
● «ويكون الشهر كالجمعة»: أي يمضي الشهر بسرعة وكأنه أسبوع.
● «وتكون الجمعة كاليوم»: أي تمضي الجمعة (أي الأسبوع) بسرعة وكأنه يوم واحد.
● «ويكون اليوم كالساعة»: أي يمضي اليوم بسرعة وكأنه ساعة من نهار.
● «وتكون الساعة كاحتراق السعفة»: السعفة هي جريدة النخل (ورقة النخلة اليابسة)، واحتراقها سريع جداً. أي أن الساعة من الزمن ستمر بسرعة كلمح البصر، كسرعة احتراق السعفة.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن علامة من علامات اقتراب الساعة، وهي تقارب الزمان وتسارعه بشكل ملحوظ وغير مألوف.
وهذا التقارب يحمل معنيين، وقد ذكرها العلماء:
1- معنى حسي واقعي: وهو أن الزمن نفسه سيسرع حقيقةً في آخر الزمان. وهذا مما اختص الله بعلمه، كيفيته غير معلومة لنا.
2- معنى معنوي إحساسي: وهو الأظهر والأقرب، أن سرعة الزمن تكون بسبب انشغال الناس وكثرة همومهم، وانهماكهم في الدنيا وأعمالها، ونسيانهم للآخرة، وقلة بركة الوقت. فكلما قلت البركة في الوقت، شعر الإنسان بأنه يمضي سريعاً دون أن يُحقق فيه ما يريد. وهذا ناتج عن معصية الله وبُعد الناس عن الدين.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظم نبوة النبي صلى الله عليه وسلم: فقد أخبر عن أمر غيبي لا يمكن أن يُعلم إلا بالوحي، ونحن نراه اليوم يحصل بالفعل، حيث يشكو الناس جميعاً من قصر الوقت وسرعة مرور الأيام والسنين.
2- الدلالة على اقتراب الساعة: هذه العلامة منبّهٌ للمسلم ليستعد ويستيقظ من غفلته، فإن الساعة آتية لا ريب فيها.
3- ضياع البركة: سرعة الزمن دليل على ذهاب البركة من الأعمار والأوقات، بسبب الذنوب والمعاصي وقطيعة الأرحام وعقوق الوالدين وغيرها من المفسدات.
4- الحث على اغتنام الوقت: إذا كان الوقت يمر بهذه السرعة، فحري بالعاقل أن يغتنمه في طاعة الله قبل أن يندم حيث لا ينفع الندم. قال صلى الله عليه وسلم: «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ».
5- التذكير بحقيقة الدنيا: الدنيا فانية وزائلة، وكلما اقتربت من نهايتها تسارعت أحداثها وزمنها، كما يتسارع خيط المقص عند نهايته.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا التقارب للزمان واقع محسوس اليوم يشعر به الصغير والكبير، وهو من الأدلة الناطقة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
- على المسلم أن يتعامل مع هذه العلامة بتقوى الله وطاعته، والإكثار من الأعمال الصالحة، وعدم الاغترار by الدنيا وزينتها، والاستعداد للقاء الله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٠٩٤٣)، والطحاوي في شرح المشكل (٢٩٨٦)، وصحّحه ابن حبان (٦٨٤٢) كلهم من طرق عن زهير بن معاوية، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره. وإسناده صحيح.
قوله: «السعفة» فسّرها سهيل بن أبي صالح أنها الخوصة وهي ورقة النخل.
وفي معناه عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان، فتكون السنة كالشهر، والشهر كالجمعة، وتكون الجمعة كاليوم، ويكون اليوم كالساعة، وتكون الساعة كالضرمة بالنار».
رواه الترمذيّ (٢٣٣٢)، والبزار (٦٢١٦) كلاهما من طريق عبد اللَّه بن عمر العمري، عن سعد ابن سعيد، عن أنس بن مالك، فذكره.
وإسناده ضعيف، فقد تفرد بروايته عن سعد بن سعيد، عبدُ اللَّه بن عمر العمريُّ وهو ضعيف.
ولذا قال الترمذيّ: «هذا حديث غريب من هذا الوجه، وسعد بن سعيد هو أخو يحيى بن سعيد الأنصاري».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 211 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تكون السنة كالشهر ويكون الشهر كالجمعة

  • 📜 حديث: تكون السنة كالشهر ويكون الشهر كالجمعة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تكون السنة كالشهر ويكون الشهر كالجمعة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تكون السنة كالشهر ويكون الشهر كالجمعة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تكون السنة كالشهر ويكون الشهر كالجمعة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب