من أشراط الساعة أن يتباهى الناس في المساجد

حديث: من أشراط الساعة أن يتباهى الناس في المساجد

عن أنس أن النبي ﷺ قال: «لا تقوم الساعةُ حتى يَتَبَاهَى الناسُ في المساجد».
وفي لفظ: «من أشراط الساعة أن يتباهى الناس في المساجد».

صحيح: رواه أبو داود (٤٤٩)، والنسائي (٦٨٩)، وابن ماجه (٧٣٩)، وأحمد (١٢٣٧٩)، وصحّحه ابن خزيمة (١٣٢٢، ١٣٢٣)، وابن حبان (١٦١٤، ٦٧٦٠) كلهم من طرق عن حماد بن سلمة، عن أيوب، عن أبي قِلابة، عن أنس، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا الحديث الذي ذكر حديث صحيح، رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود، وابن ماجه، وغيرهم، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وهو من الأحاديث التي تتحدث عن علامات الساعة الصغرى.

أولاً. شرح المفردات:

● لا تَقُومُ السَّاعَةُ: أي لا تأتي القيامة.
● حَتَّى يَتَبَاهَى النَّاسُ: (يتباهى) من البَهْوِ والتفاخر، أي يتفاخر الناس ويتكاثرون.
● في المَسَاجِدِ: أي في بناء المساجد وتزيينها.

ثانياً. شرح الحديث:

معنى الحديث النبوي أن من علامات اقتراب الساعة أن يتفاخر الناس في بناء المساجد وتزيينها، فيجعلونها غاية للتفاخر والمباهاة بالدنيا، لا للعبادة والتقرب إلى الله.
والمقصود بالتباهي هنا ليس كثرة بناء المساجد نفسها – فكثرة المساجد نعمة ودليل على الخير – ولكن المقصود هو التفاخر والتنافس في زخرفتها وتزيينها بشكل مبالغ فيه، حتى يصير الهمّ هو المظهر الخارجي والزخرفة الباهظة، مع إهمال الجوهر والحقيقة من عمارتها بالطاعة والذكر والصلاة.
وقد جاء في بعض الروايات الأخرى ما يؤكد هذا المعنى، مثل قوله ﷺ: «لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد» وفي رواية: «... حتى يتباهوا بمساجدهم كما تتباهى اليهود والنصارى ببيعهم وكنائسهم».
فالتباهي هنا يشبه تفاخر اليهود والنصارى بمعابدهم من حيث الضخامة والزينة، مع إهمال العمل الصالح والالتزام بدين الله.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- تحذير من الانهماك في زخرفة الدنيا على حساب الآخرة: فالحديث ينبه إلى خطر الغفلة عن المقصد الحقيقي من بناء المساجد، وهو عبادة الله وحده، فيتحول البناء إلى غاية للتفاخر الدنيوي.
2- الإخلاص في العبادة: يجب أن تكون النية في بناء المساجد وعمارتها خالصة لوجه الله، لا للمفاخرة والسمعة.
3- عدم الإسراف في الزخرفة: يستحب بناء المساجد وتجميلها بما يناسب مكانتها دون إسراف أو تبذير، والأولى أن تُصرف الأموال في وجوه الخير الأخرى كمساعدة المحتاجين ونشر العلم.
4- الاهتمام بعمارة المساجد المعنوية: أي بالإكثار من الصلاة والذكر وتلاوة القرآن، وتعليم العلم، فهذا هو المقصود الأعظم.
5- من علامات الساعة الصغرى: وهذا الحديث يذكرنا باقتراب الساعة ويحثنا على الاستعداد لها بالعمل الصالح.

رابعاً. معلومات إضافية:

- هذا الحديث من أشراط الساعة الصغرى التي وقع الكثير منها، وقد ظهر هذا التباهي في المساجد في عصور متأخرة، حيثُ بُنيت مساجد بمبالغ طائلة وزخارف عظيمة، مع تقصير في عمارتها بالطاعات.
- ينبغي للمسلم أن يتوسط في بناء المساجد بين الإهمال والإسراف، وأن يحرص على أن تكون المساجد مكاناً للعبادة الخالصة، لا للمفاخرة الدنيوية.
أسأل الله أن يعيننا على طاعته، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٤٩)، والنسائي (٦٨٩)، وابن ماجه (٧٣٩)، وأحمد (١٢٣٧٩)، وصحّحه ابن خزيمة (١٣٢٢، ١٣٢٣)، وابن حبان (١٦١٤، ٦٧٦٠) كلهم من طرق عن حماد بن سلمة، عن أيوب، عن أبي قِلابة، عن أنس، فذكره.
والكلام عليه مبسوط في الصلاة في أبواب المساجد.
قال أنس: يتباهون بها ثم لا يعمرونها إلا قليلا. صحيح البخاري (٤٤٦).

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 219 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أشراط الساعة أن يتباهى الناس في المساجد

📜 حديث: من أشراط الساعة أن يتباهى الناس في المساجد

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من أشراط الساعة أن يتباهى الناس في المساجد

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من أشراط الساعة أن يتباهى الناس في المساجد

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من أشراط الساعة أن يتباهى الناس في المساجد

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية