حديث: يتقارب الزمان وينقص العمل ويلقى الشح وتظهر الفتن ويكثر الهرج

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب بين يدي الساعة يتقارب الزمان، ويرفع العلم، ويظهر الجهل، والفتن والكذب، والشح، والزنا، والربا، وشرب الخمر، ويكثر القتل ويتقارب الأسواق

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «يتقارب الزمان، وينقص العمل، ويلقى الشح، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج»، قالوا: يا رسول اللَّه، أيم هو؟ قال: «القتل، القتل».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الفتن (٧٠٦١)، ومسلم في العلم (١٥٧: ١٢) كلاهما من طريق عبد الأعلى، حدّثنا معمر، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «يتقارب الزمان، وينقص العمل، ويلقى الشح، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج»، قالوا: يا رسول اللَّه، أيم هو؟ قال: «القتل، القتل».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بما ندرس من سنة نبينا ﷺ.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه، وأخرجه الإمام البخاري في صحيحه، يتناول علامات من علامات اقتراب الساعة وانزياح موازين الحياة، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً مستعيناً بالله.
### أولاً. نص الحديث
عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ، وَيَنْقُصُ العَمَلُ، وَيُلْقَى الشُّحُّ، وَتَظْهَرُ الفِتَنُ، وَيَكْثُرُ الهَرْجُ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّمُ هُوَ؟ قَالَ: «القَتْلُ، القَتْلُ».
### ثانياً. شرح المفردات
● يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ: أي تقارب أحداثه وذهاب بركته، فيمر سريعاً ولا يحقق الإنسان فيه ما كان يحققه من قبل من منفعة.
● وَيَنْقُصُ العَمَلُ: يقِلُّ العمل الصالح والإنتاج النافع، ويضعف الإيمان في القلوب.
● وَيُلْقَى الشُّحُّ: ينتشر البخل والشح في النفوس، فيحب الإنسان المال حباً جماً ويبخل به حتى على نفسه وأقرب الناس إليه.
● وَتَظْهَرُ الفِتَنُ: تبرز الفتن بكثرة، وهي الاختبارات والمحن التي تزلزل إيمان المرء، وتكون في الدين والدنيا.
● وَيَكْثُرُ الهَرْجُ: الهرج في اللغة: الكثرة والاختلاط والاضطراب. وسأل الصحابة عنه ليبينه النبي ﷺ.
● أَيُّمُ هُوَ؟: أي ما هو؟ أو أي شيء هو؟
● القَتْلُ، القَتْلُ: أي أن الهرج هو القتل، ويكرره ﷺ للتأكيد على فظاعته وكثرته.
### ثالثاً. شرح الحديث
يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث عن حال الزمن في آخر الزمان، حيث تختل الموازين وتنقلب الأحوال:
1- تقارب الزمان: يشعر الناس بأن الوقت يمر سريعاً دون بركة، فيشعر الإنسان أن السنة كالشهر، والشهر كالأسبوع، والأسبوع كاليوم، وهكذا، وهذا من علامات قرب الساعة.
2- نقصان العمل: لا يقصد فقط قلة الأعمال الصالحة من صلاة وصوم، بل أيضاً ضعف الإتقان في العمل الدنيوي، وقلة البركة في الرزق والعمر.
3- إلقاء الشح: يصبح الشح (وهو شدة البخل مع حرص) صفة سائدة في النفوس، فيحب الإنسان المال حباً جماً ويخشى الفقر حتى وهو غني، فيمنع الحقوق الواجبة من زكاة وصدقة ونفقة.
4- ظهور الفتن: تظهر الفتن بشكل متتابع وكثير، كفتن المال والسلطة، وفتن الشبهات التي تشكك الناس في دينهم، وفتن الشهوات التي تغريهم بالمعاصي.
5- كثرة الهرج: وهو القتل، حيث تكثر الحروب والاقتتال بين الناس حتى يصبح القتل أمراً مألوفاً، ولا يُعرف لماذا يقتل الناس، فيقتل البرء والفاجر، وتضيع الحرمات.
### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- التنبيه إلى اقتراب الساعة: الحديث يذكر بعلامات الساعة ليستعد المسلم بالإيمان والعمل الصالح.
2- الحث على التمسك بالإيمان: في زمن تنقص فيه الأعمال الصالحة وتكثر الفتن، يجب على المسلم أن يتعلق بدينه ويحافظ على طاعة الله.
3- التحذير من الشح: البخل من الصفات الذميمة التي تهلك الإنسان وتجلب العداوة، وحث الإسلام على السخاء والإنفاق.
4- الابتعاد عن الفتن: يجب على المسلم أن يعتصم بالله ويجنب نفسه مواقع الفتن، وأن يلزم جماعة المسلمين.
5- التأسف على حال الأمة: كثرة القتل والاقتتال بين المسلمين من أعظم المصائب، مما يدعو إلى الدعاء بالصلاح والوحدة.

خامساً:

معلومات إضافية
- هذا الحديث من الأحاديث التي تُظهر رحمة النبي ﷺ بأمته، حيث ينبههم إلى ما سيحدث ليتخذوا الحيطة والحذر.
- هذه العلامات من أشراط الساعة الصغرى، وكثير منها ظهر وانتشر في زماننا، مما يؤكد صدق نبوة محمد ﷺ.
- ينبغي للمسلم أن يكون عاملاً لإصلاح المجتمع ومحاربة هذه الظواهر بالحكمة والموعظة الحسنة.
أسأل الله أن يحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يوفقنا لطاعته ويرزقنا حسن الخاتمة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الفتن (٧٠٦١)، ومسلم في العلم (١٥٧: ١٢) كلاهما من طريق عبد الأعلى، حدّثنا معمر، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة، فذكره. واللفظ للبخاري، ولم يسق مسلم لفظه، وإنما أحال على حديث يونس وشعيب كلاهما عن الزهري، وفيه: «يقبض العلم».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 198 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يتقارب الزمان وينقص العمل ويلقى الشح وتظهر الفتن ويكثر الهرج

  • 📜 حديث: يتقارب الزمان وينقص العمل ويلقى الشح وتظهر الفتن ويكثر الهرج

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يتقارب الزمان وينقص العمل ويلقى الشح وتظهر الفتن ويكثر الهرج

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يتقارب الزمان وينقص العمل ويلقى الشح وتظهر الفتن ويكثر الهرج

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يتقارب الزمان وينقص العمل ويلقى الشح وتظهر الفتن ويكثر الهرج

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب