لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان

حديث: لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان

عن أبي هريرة أن رسول اللَّه ﷺ قال: «لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان يكون بينهما مقتلة عظيمة، دعوتهما واحدة، وحتى يبعث دجالون كذابون، قريب من ثلاثين، كلهم يزعم أنه رسول اللَّه، وحتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج، -وهو القتل- وحتى يكثر فيكم المال، فيفيض حتى يهم رب المال من يقبل صدقته، وحتى يعرضه عليه، فيقول الذي يعرضه عليه: لا أرب لي به، وحتى يتطاول الناس في البنيان، وحتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيقول: يا ليتني مكانه، وحتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت ورآها الناس، يعني آمنوا أجمعون فذلك حين ﴿لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا﴾ [الأنعام: ١٥٨] ولتقومن الساعة، وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه، ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه، ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقي فيه، ولتقومن الساعة، وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الفتن (٧١٢١)، ومسلم في الإيمان مفرقا عقب الحديث (١٥٧)، وفي الفتن وأشراط الساعة (١٥٧: ٥٣) عقب الحديث (٢٩٠٧)، وفيه أيضًا (٢٩٥٤) كلاهما من طريق أبي الزناد عبد اللَّه بن ذكوان، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا حديث عظيم من أحاديث أشراط الساعة، رواه الإمام البخاري في صحيحه، وفيه يبين النبي ﷺ جملة من العلامات التي تسبق قيام الساعة، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بإذن الله.

أولاً. شرح المفردات:

● فئتان عظيمتان: جماعتان كبيرتان.
● مقتلة عظيمة: حرب شديدة يسقط فيها الكثير من القتلى.
● دعوتهما واحدة: أي أن الفئتين تدعيان الإسلام وتنتسبان إليه.
● دجالون كذابون: مدعون للنبوة كذابون.
● يقبض العلم: يموت العلماء ويفقد العلم الشرعي.
● يتقارب الزمان: قلة بركة الوقت أو سرعة مرور الأيام.
● الهرج: القتل والفوضى.
● يفيض: يزيد وينتشر بكثرة.
● يهم رب المال: يحير صاحب المال.
● لا أرب لي به: لا حاجة لي به.
● يتطاول الناس في البنيان: يتفاخرون في بناء المباني الشاهقة.
● يليط حوضه: يطينه ويصلحه لسقي الماء.
● أكلته: لقمة طعامه.

ثانيًا. شرح الحديث:

يذكر النبي ﷺ في هذا الحديث عدة علامات من أشراط الساعة، منها:
1- قتال فئتين عظيمتين: وهما مسلمتان تدعوان إلى الإسلام، ولكن بينهما قتال شديد يسقط فيه الكثير من القتلى، وهذا يدل على الفتنة والاختلاف الذي يقع بين المسلمين.
2- ظهور دجالين كذابين: يظهر近 ثلاثين كذابًا كل منهم يدعي النبوة، وهذا قد وقع بعضه وسيقع باقيه.
3- قبض العلم: بموت العلماء، فيقل العلم الشرعي ويظهر الجهل.
4- كثرة الزلازل: زيادة في الزلازل والكوارث الطبيعية.
5- تقارب الزمان: قلة بركة الوقت، أو سرعة انقضاء الأيام.
6- ظهور الفتن وكثرة الهرج: انتشار الفتن والقتل والفوضى.
7- كثرة المال: حتى يكثر المال جدًا، فيتحير صاحبه من يقبل صدقته، ويعرضه على الناس فيرفضونه لعدم حاجتهم.
8- التطاول في البنيان: التفاخر في بناء العمارات وناطحات السحاب.
9- تمني الموت: يمر الرجل على القبر فيتمنى أن يكون مكان صاحبه بسبب شدة البلاء.
10- طلوع الشمس من مغربها: وهي من العلامات الكبرى، فإذا طلعت آمن الناس كلهم، ولكن لا ينفع الإيمان إلا من آمن من قبل.
11- أحداث تقوم فيها الساعة فجأة: كأن يكون الرجلان يتاجران بثوب فلا يفرغان من بيعه، أو الرجل يحلب اللبن فلا يشربه، أو يصلح حوضه فلا يسقي منه، أو يرفع اللقمة إلى فمه فلا يأكلها، فتقوم الساعة فجأة.

ثالثًا. الدروس المستفادة:

1- الإيمان بالغيب: التصديق بكل ما أخبر به النبي ﷺ من أشراط الساعة.
2- الاستعداد للآخرة: ينبغي على المسلم أن يستعد للموت ولقاء الله، فإن الساعة تأتي بغتة.
3- الحذر من الفتن: والتمسك بالسنة عند ظهور الفتن والاختلاف.
4- عدم الاغترار بالدنيا: فكثرة المال والبنيان ليست دليلاً على رضا الله، بل قد تكون فتنة واختبارًا.
5- العمل الصالح: المسارعة إلى العمل الصالح قبل أن يظهر من العلامات ما لا ينفع بعده إيمان.

رابعًا. معلومات إضافية:

- هذه العلامات منها ما قد ظهر، ومنها ما لم يظهر بعد.
- طلوع الشمس من مغربها من العلامات الكبرى التي لا ينفع بعدها إيمان جديد.
- ينبغي للمسلم أن يتعوذ بالله من الفتن، وأن يلزم جماعة المسلمين وسنتهم.
أسأل الله أن يحفظنا من الفتن، وأن يوفقنا للعمل الصالح، وأن يجعلنا من الذين ينفعهم إيمانهم عند لقائه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الفتن (٧١٢١)، ومسلم في الإيمان مفرقا عقب الحديث (١٥٧)، وفي الفتن وأشراط الساعة (١٥٧: ٥٣) عقب الحديث (٢٩٠٧)، وفيه أيضًا (٢٩٥٤) كلاهما من طريق أبي الزناد عبد اللَّه بن ذكوان، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره. والسياق للبخاري.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 180 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان

📜 حديث: لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية