حديث: ينزل فيها الجهل ويرفع فيها العلم ويكثر فيها الهرج

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب بين يدي الساعة يتقارب الزمان، ويرفع العلم، ويظهر الجهل، والفتن والكذب، والشح، والزنا، والربا، وشرب الخمر، ويكثر القتل ويتقارب الأسواق

عن عبد اللَّه بن مسعود وأبي موسى الأشعري قالا: قال النبي ﷺ: «إن بين يدي
الساعة لأياما، ينزل فيها الجهل، ويرفع فيها العلم، ويكثر فيها الهرج، والهرج القتل».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الفتن (٧٠٦٢، ٧٠٦٣)، ومسلم في العلم (٢٦٧٢) كلاهما من طريق الأعمش، عن شقيق قال: كنت مع عبد اللَّه وأبي موسى فقالا: فذكراه.

عن عبد اللَّه بن مسعود وأبي موسى الأشعري قالا: قال النبي ﷺ: «إن بين يدي
الساعة لأياما، ينزل فيها الجهل، ويرفع فيها العلم، ويكثر فيها الهرج، والهرج القتل».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، والإمام مسلم، وغيرهما، عن الصحابيين الجليلين عبد الله بن مسعود وأبي موسى الأشعري رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أولاً. شرح المفردات:


● بين يدي الساعة: أي قبل قيام الساعة (قيام يوم القيامة).
● أياماً: يقصد فترة زمنية محدودة.
● ينزل فيها الجهل: أي ينتشر ويظهر ويشيع.
● يرفع فيها العلم: يقصد به رفع العلم الشرعي بموت العلماء، وقلة طلبة العلم، ونسيان الناس للمعارف الدينية.
● يكثر فيها الهرج: الهرج في اللغة: الفتنة والاختلاط والقتال والفوضى.
● الهرج القتل: هذا تفسير من النبي صلى الله عليه وسلم لكلمة (الهرج) ليوضح للمستمع أن المقصود الأكبر هو كثرة القتل وسفك الدماء.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن علامة من علامات قرب الساعة، وهي فترة زمنية تسبق القيامة مباشرة، تتميز بثلاث صفات رئيسية:
1- انتشار الجهل: ليس المقصود الجهل بعدم القراءة والكتابة فحسب، بل الجهل الأكبر هو الجهل بأمور الدين، بشرائع الله، بحدود الله، بمعرفة الحلال من الحرام. يموت العلماء ولا يُخلَفون، ويقل طلاب العلم الشرعي، وتُنسى المعارف الإسلامية، ويصبح الناس جهالاً في دينهم، فيتبعون الأهواء والشهوات.
2- رفع العلم: وهذا مرتبط بالصفة الأولى. فرفع العلم يكون بعدة طرق، كما ورد في أحاديث أخرى، منها: قبض العلماء (بموتهم)، وحملة القرآن والعلم، حتى لا يبقى من يعلم الناس دينهم.
3- كثرة الهرج (القتل): تنتشر الفوضى العارمة، وتسفك الدماء بغير حق، وتكثر الحروب والفتن الداخلية بين الناس، حتى يصبح القتل أمراً مألوفاً ومشاهداً، ولا يستطيع أحد أن يوقف هذا السيل من الدماء.
وهذه الصفات الثلاث متلازمة، فحيث يرفع العلم وينتشر الجهل، تضعف الوازع الديني والأخلاقي، وتذهب المهابة، فيستحل الناس المحرمات، وأعظمها الدماء، فيكثر القتل.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظم نعمة العلم والعلماء: الحديث يذكرنا بأهمية وجود العلماء الربانيين الذين هم ورثة الأنبياء، وحاجة الأمة إليهم ليبينوا لها طريق الهدى، ويحذروها من طريق الغي. فوجودهم حصن من حصون الأمة من الجهل والفتن.
2- الحث على طلب العلم ونشره: يجب على المسلمين أن يسعوا في طلب العلم الشرعي ونشره وتعليمه، لسد الفراغ الذي يتركه موت العلماء، ومحاربة الجهل قبل أن يستشري.
3- التنبيه على خطورة سفك الدماء: الحديث تحذير صريح من التهاون في أمر الدماء والمعاصي التي تؤدي إلى الفوضى والقتل. ويؤكد على ضرورة التمسك بالدين الذي يحرم الاعتداء على النفس البشرية.
4- اليقين بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم: هذا الحديث من معجزاته الإخبارية، فقد وقع ما أخبر به، فانتشار الجهل بأمور الدين، وندرة العلماء العاملين، وكثرة القتل والفتن في كثير من بقاع الأرض، كلها من الأدلة الواضحة على صدق نبوته.
5- الاستعداد للآخرة: ذكر هذه العلامات يذكر المسلم بقرب الآخرة، فيحثه على الاستعداد لها بالإكثار من الطاعات والتوبة النصوح.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذه العلامة من العلامات الصغرى ليوم القيامة، التي تظهر متفرقة على مر الزمان، وقد ظهر الكثير منها، وبعضها يتزايد ظهوره في زماننا هذا.
- جاء في رواية أخرى للبخاري: «..- ويكون المال فيكم كثيراً حتى يهم رب المال من يقبله منه صدقة، ويدعى أحدهم فيقول: ما لي إليه من حاجة». وهذا يبين صفة رابعة في تلك الأيام، وهي كثرة المال مع قلة البركة فيه، وعدم الرغبة في أخذه حتى كصدقة، لانشغال الناس بالدنيا وزينتها وابتعادهم عن الدين.
نسأل الله أن يعيذنا من الجهل والفتن، وأن يثبتنا على الدين حتى نلقاه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الفتن (٧٠٦٢، ٧٠٦٣)، ومسلم في العلم (٢٦٧٢) كلاهما من طريق الأعمش، عن شقيق قال: كنت مع عبد اللَّه وأبي موسى فقالا: فذكراه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 197 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ينزل فيها الجهل ويرفع فيها العلم ويكثر فيها الهرج

  • 📜 حديث: ينزل فيها الجهل ويرفع فيها العلم ويكثر فيها الهرج

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ينزل فيها الجهل ويرفع فيها العلم ويكثر فيها الهرج

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ينزل فيها الجهل ويرفع فيها العلم ويكثر فيها الهرج

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ينزل فيها الجهل ويرفع فيها العلم ويكثر فيها الهرج

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب