حديث: يسير الراكب بين العراق ومكة لا يخاف إلا ضلال الطريق

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب بين يدي الساعة يتقارب الزمان، ويرفع العلم، ويظهر الجهل، والفتن والكذب، والشح، والزنا، والربا، وشرب الخمر، ويكثر القتل ويتقارب الأسواق

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجًا وأنهارًا، وحتى يسير الراكب بين العراق ومكة، لا يخاف إلا ضلال الطريق، وحتى يكثر الهرج»، قالوا: وما الهرج يا رسول اللَّه؟ قال: «القتل».

حسن: رواه أحمد (٨٨٣٣) عن محمد بن الصباح (هو الدولابي) قال: حدّثنا إسماعيل يعنى ابن زكريا، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجًا وأنهارًا، وحتى يسير الراكب بين العراق ومكة، لا يخاف إلا ضلال الطريق، وحتى يكثر الهرج»، قالوا: وما الهرج يا رسول اللَّه؟ قال: «القتل».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من أحاديث النبي ﷺ التي تتناول علامات من علامات قيام الساعة، رواه الإمام مسلم في صحيحه. وإليك الشرح المفصل له:

أولاً. شرح المفردات:


● تعود: ترجع وتصير.
● مروجًا: جمع مرج، وهي الأرض الخضراء الواسعة التي تكثر فيها النباتات والكلأ.
● أنهارًا: مجاري المياه العذبة الدائمة الجريان.
● الراكب: المسافر على دابته.
● لا يخاف إلا ضلال الطريق: لا يخشى في سفره شيئاً سوى أن يضيع الطريق أو يخطئه.
● يكثر الهرج: يكثر القتل والفوضى. والهرج في الأصل: الاختلاط والاضطراب والفتنة.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث عن ثلاثة أحداث عظيمة ستقع قبل قيام الساعة، وهي من علاماتها:
1- عود أرض العرب مروجًا وأنهارًا:
هذا وصف لحالة أرض الجزيرة العربية، التي نعرفها اليوم بأنها صحراء قاحلة، قليلة الأمطار، شحيحة المياه. يخبر النبي ﷺ أنها ستتحول في آخر الزمان – بتقدير الله تعالى – إلى أرض خصبة، مخضرة، تجري فيها الأنهار. وهذا التحول قد يكون بسبب تغيرات مناخية كبرى، أو بتدبير إلهي مباشر كعلامة على اقتراب الساعة. وقد رأى بعض العلماء أن بدايات هذا التحول قد ظهرت في عصرنا بوجود مشاريع الري الزراعي الكبرى، لكن العلامة الكاملة لم تقع بعد، وهي آتية لا محالة.
2- يسير الراكب بين العراق ومكة لا يخاف إلا ضلال الطريق:
هذه علامة على انتشار الأمن والأمان في تلك البقاع، بعد أن كانت مسالكها موحشة وخطرة، يعيث فيها قطاع الطرق ويسلبون المسافرين. فسيأتي زمان يكون فيه الأمن شاملاً، حتى إن المسافر لا يخشى في رحلته الطويلة بين العراق ومكة سوى أن يضيع الطريق أو يخطئ方向ه. وهذا الأمن العظيم قد يكون نتيجة لسيطرة سلطان قوي عادل، أو لانتشار الإسلام والخير في الناس. وهي علامة على استقرار آخر الزمان قبل أن تقع الفتن العظيمة.
3- يكثر الهرج - القتل:
عندما سأل الصحابة عن معنى "الهرج"، بينه النبي ﷺ بأنه القتل. وهذا إخبار عن حصول فتنة عظيمة، واقتتال شديد، يكثر فيه القتل حتى يذهب الأمن الذي ذكر في العلامة السابقة. وهذا القتل الكثير هو من أشراط الساعة الكبرى، وقد جاء في أحاديث أخرى وصفه بأنه يكون دون سبب بينة، حتى يقتل الرجل جاره أو أخاه لا يدري لماذا قتله. وهذا الهرج والقتل هو ما سيقع في زمن المهدي وعيسى ابن مريم عليه السلام، أو قبلهما، من الفتن والملاحم.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- الإيمان بالغيب: الحديث يؤكد وجوب الإيمان بكل ما أخبر به النبي ﷺ من غيبيات، ومنها علامات الساعة، وهي من أصول العقيدة الإسلامية.
2- عظمة نبوة محمد ﷺ: فيه معجزة نبوية، حيث أخبر عن أمور مستقبلية لا يمكن للبشر التنبؤ بها، وقد بدأنا نرى إرهاصاتها في عصرنا.
3- التفكر في قدرة الله: تحول أرض العرب من صحراء إلى جنات أنهارٍ دليل على قدرة الله المطلقة على تغيير الأحوال والأماكن.
4- السعي للأمن والاستقرار: الحديث يذكرنا بنعمة الأمن، ويحثنا على العمل لتحقيقه والمحافظة عليه، ثم يحذرنا من الفتن التي تقلب الموازين.
5- الاستعداد للآخرة: هذه العلامات تذكرنا بقرب القيامة، وتحثنا على التوبة والاستعداد لها بالعمل الصالح.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث الصحيحة التي اتفق العلماء على صحتها، وهو موجود في "صحيح مسلم" وغيره من كتب السنة.
- العلامات المذكورة في الحديث هي من علامات الساعة الصغرى التي تسبق قيام الساعة بزمن، وقد تتقدم على العلامات الكبرى (كطلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة، etc.).
- بعض العلماء يربطون بين عودة الأنهار في الجزيرة العربية وبين ما ورد في حديث آخر: «لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يَحْسِرَ الفُرَاتُ عن جَبَلٍ مِن ذَهَبٍ»، في إشارة إلى تغيرات جيولوجية كبرى.
أسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٨٨٣٣) عن محمد بن الصباح (هو الدولابي) قال: حدّثنا إسماعيل يعنى ابن زكريا، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.
والشطر الأول من الحديث عند مسلم في الزكاة (١٥٧: ٦٠) عن قتيبة بن سعيد، عن يعقوب (هو ابن عبد الرحمن)، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة.
ورواه ابن حبان (٦٧٠٠) من وجه آخر عن قتيبة بن سعيد، به بلفظ: «لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج، وحتى تعود أرض العرب مروجًا وأنهارًا».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 203 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يسير الراكب بين العراق ومكة لا يخاف إلا ضلال الطريق

  • 📜 حديث: يسير الراكب بين العراق ومكة لا يخاف إلا ضلال الطريق

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يسير الراكب بين العراق ومكة لا يخاف إلا ضلال الطريق

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يسير الراكب بين العراق ومكة لا يخاف إلا ضلال الطريق

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يسير الراكب بين العراق ومكة لا يخاف إلا ضلال الطريق

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب