اعدد ستا بين يدي الساعة

حديث: اعدد ستا بين يدي الساعة

عن عوف بن مالك قال: أتيت النبي ﷺ في غزوة تبوك وهو في قبة من أدم فقال: «اعدد ستًّا بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم. . .» الحديث.

صحيح: رواه البخاريّ في الجزية والموادعة (٣١٧٦) عن الحميدي، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا عبد اللَّه بن العلاء بن زبر، قال: سمعت بسر بن عبيد اللَّه، أنه سمع أبا إدريس قال: سمعت عوف بن مالك، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يفتح لنا أبواب فضله وكرمه، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين وارض عنا يا أكرم الأكرمين. هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه، يذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم أمارات وعلامات كبرى تقع قبل قيام الساعة، وهي بمثابة إنذارات وتذكير للمؤمنين.
وفيما يلي شرح وافٍ للحديث:
### أولاً. نص الحديث الكامل
عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ، فَقَالَ: «اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ: مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ مُوْتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ، ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ الْمَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا، ثُمَّ فِتْنَةٌ لاَ يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ الْعَرَبِ إِلاَّ دَخَلَتْهُ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الأَصْفَرِ، فَيَغْدِرُونَ فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا».
### ثانيًا. شرح المفردات
● قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ: خيمة صغيرة مصنوعة من جلد مدبوغ.
● بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ: قبل قيام الساعة، أي من علاماتها.
● مُوْتَانٌ: وباء شديد يموت فيه الناس بأعداد كبيرة.
● كَقُعَاصِ الْغَنَمِ: القُعاص هو داء يصيب الغنم فيقتلها فجأة وبسرعة. وشبه به الموت الكثير والسريع في الناس.
● اسْتِفَاضَةُ الْمَالِ: كثرته وفَيضانه.
● سَاخِطًا: غاضبًا غير راضٍ، لكون المال قد أصبح كثيرًا جدًا فتفقَد قيمته.
● فِتْنَةٌ: اختبار وبلاء يعم الناس.
● بَنِي الأَصْفَرِ: هم الروم.
● هُدْنَةٌ: معاهدة صلح مؤقتة.
● يَغْدِرُونَ: ينقضون العهد.
● غَايَةً: راية أو علم لجماعة من الجيش.
### ثالثًا. شرح الحديث
يذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ست علامات من أشراط الساعة الكبرى والصغرى، وقد وقع بعضها بالفعل وبعضها لم يقع بعد، وهي مرتبة ترتيبًا زمنيًا:
1- مَوْتِي: وهي أولى هذه العلامات وقد وقعت بالفعل. فوفاة النبي صلى الله عليه وسلم كانت أعظم مصيبة على الأمة، وهي نذير وبداية لتبعات عظيمة.
2- فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ: وقد تحقق هذا في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة 15 أو 16 هـ، حيث فتحه المسلمون وطهروه من الروم.
3- مُوْتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ: وهو وباء شديد يموت فيه الناس موتًا سريعًا وكثيرًا. ووقع هذا في طاعون "عمواس" في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة 18 هـ، والذي مات فيه آلاف من الصحابة والمسلمين، منهم أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه. وقد يكون هذا العلامة متكررًا، فيقع مرة أخرى بوباء عظيم كما يفهمه بعض العلماء.
4- اسْتِفَاضَةُ الْمَالِ: أي كثرة المال حتى يهتم الناس به ويصبح من المهنن، فيُعطى الرجل مئة دينار (وهي مبلغ كبير) فيغضب ويستكثرها لعدم قيمتها النسبية عند الناس بسبب كثرته. وهذه العلامة وقعت في عهد الخليفتين عمر بن عبد العزيز ثم من بعده، كما أنها ستكثر في آخر الزمان قبل قيام الساعة.
5- فِتْنَةٌ لاَ يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ الْعَرَبِ إِلاَّ دَخَلَتْهُ: وهي فتنة عظيمة عامة تصل إلى كل بيت، ولا يسلم منها أحد. وقد وقعت الفتن الكبرى ابتداء من مقتل عثمان رضي الله عنه ثم معركة الجمل وصفين، وهي فتن متعددة ومتكررة، وقد يشير الحديث إلى فتنة عامة شاملة لم تقع بعد أو هي جملة الفتن التي حدثت وسوف تحدث.
6- هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الأَصْفَرِ...: وهي علامة لم تقع بعد بشكلها الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم. ومعناها: أن يكون هناك صلح بين المسلمين والروم (أوروبا والنصارى اليوم)، ثم يغدر الروم وينقضون العهد، فيجهزون جيشًا عظيمًا لمحاربة المسلمين (80 راية، تحت كل راية 12 ألف جندي، أي ما مجموعه 960 ألف مقاتل)، فيغزون المسلمين. وهذا الغدر والقتال هو الذي سينتهي بفتح القسطنطينية ونزول المسيح عيسى بن مريم عليه السلام وقتال الد

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الجزية والموادعة (٣١٧٦) عن الحميدي، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا عبد اللَّه بن العلاء بن زبر، قال: سمعت بسر بن عبيد اللَّه، أنه سمع أبا إدريس قال: سمعت عوف بن مالك، فذكره.
قوله: «موتان» أي موت كثير.
وقوله: «كقعاص الغنم» هو داء يأخذ الدواب فيسيل من أنوفها شيء فتموت فجأة ويقال: إن هذه الآية ظهرت في طاعون عمواس في خلافة عمر، فمات فيه خلق كثير من الصحابة وغيرهم.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 192 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اعدد ستا بين يدي الساعة

📜 حديث: اعدد ستا بين يدي الساعة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: اعدد ستا بين يدي الساعة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: اعدد ستا بين يدي الساعة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: اعدد ستا بين يدي الساعة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية