حديث: العلم يلتمس عند الأصاغر من أشراط الساعة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من أشراط الساعة التماس العلم عند الأصاغر

عن أبي أمية الجمحيّ، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «إنّ من أشراط السّاعة ثلاثًا: إحداهنّ أن يلتمس العلم عند الأصاغر».

حسن: رواه الطبرانيّ (٢٢/ ٣٦١ - ٣٦٢)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (١٠٥٢) من طريق ابن المبارك -وهو عنده في الزّهد (٦١) - عن عبد اللَّه بن لهيعة، قال: حدثني بكر بن سوادة، عن أبي أمية الجمحي، فذكر الحديث.

عن أبي أمية الجمحيّ، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «إنّ من أشراط السّاعة ثلاثًا: إحداهنّ أن يلتمس العلم عند الأصاغر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يفتح لنا أبواب فضله وكرمه، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين وارض عنا يا أكرم الأكرمين.
هذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي ينبئ عن علامات من علامات قرب الساعة ودنو أجل الأمة. وإليك الشرح المفصل له على النحو التالي:
### أولاً. تخريج الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الطبراني في "المعجم الكبير"، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله"، وغيرهم. وهو حديث له طرق متعددة يقوي بعضها بعضاً، وقد حسنه عدد من أهل العلم.

### ثانياً. شرح المفردات
● أشراط الساعة: علاماتها وأماراتها الدالة على قرب وقوعها. والساعة هنا: يوم القيامة، أو وقت قيامها.
● يلتمس: يطلب ويبحث.
● الأصاغر: جمع صغير، وهو ضد الكبير. والمقصود هنا: صغار السن أو صغار العلم والمنزلة العلمية.

### ثالثاً. شرح الحديث ومعناه الإجمالي
يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن من علامات اقتراب الساعة واختلال الأمور أن يصير طلب العلم – الذي هو شرف الأمة وعماد دينها – مأخوذًا من "الأصاغر".
وليس المقصود من الحديث ذم صغار السن مطلقاً، أو منع الأخذ عنهم، فقد كان ضمن الصحابة من هم صغار السن ولكنهم حازوا علماً جماً، كابن عباس رضي الله عنهما وهو شاب. وإنما المقصود هو تغير الوضع الطبيعي للعلم وأهله، حيث يصير المرجع في العلم والفُتيا لمن ليس أهلاً لها، إما لصغر سنه وقلة تجربته، أو لسطحية علمه وضعف فهمه، أو لعدم التقوى والورع.
ويكون ذلك نتيجة لأمرين:
1- موت العلماء الكبار الذين هم الأمناء على هذا الدين، حَمَلَة العلم الراسخين.
2- إقبال الناس على من ليس بأهل، إما لسهولة فتواه، أو لمجاراته لأهوائهم، أو لضعف في هممهم عن طلب العلم من مصادره الأصيلة ومظانه الصحيحة.
فالحديث ينذر بظاهرة خطيرة، وهي انقلاب الموازين، حيث يُهجر العالم الكبير المحقق، ويُقبل على الجاهل أو قليل العلم، فيصبح التابع متبوعاً، والمتَّبَع تابعاً.

### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- بيان صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم: فقد وقع ما أخبر به، ففي زماننا كثر الذين يتصدرون للفتوى والتعليم وهم دون المستوى العلمي والأخلاقي المطلوب، خاصة مع انتشار وسائل التواصل التي أعطت منصة لكل من هب ودب.
2- الحث على التمسك بالعلماء الراسخين: يجب أن يكون طلب العلم من أهله المعروفين بالعلم الشرعي الصحيح، والتقوى، والورع، والاستقامة، وإن كبر سنهم.
3- تحذير من التسرع في إصدار الفتاوى: على طالب العلم ألا يتسرع في التصدر قبل أن يتأهل لذلك تأهيلاً حقيقياً، وأن يخشى الله في نفسه.
4- ضرورة احترام أهل العلم وذوي الخبرة: فالكبير له حرمته وتقديره، وعلمه ناتج عن سنوات طويلة من الجد والاجتهاد والتأمل.
5- عدم تقديم كل صاحب صوت أو ظهور إعلامي: فليس كل من ظهر على الشاشة أو انتشر اسمه على الإنترنت هو عالم by default، بل لا بد من التحقق من أهليته العلمية.


خامساً:

معلومات إضافية مفيدة
- هذا الحديث يدخل في باب "اندراس العلم" الذي هو من أشراط الساعة، كما في الحديث الصحيح: «إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ وَيَظْهَرَ الْجَهْلُ» (متفق عليه). ورفع العلم يكون بموت العلماء.
- ليس كل شاب مذموماً، بل إن الشاب العالم المتقى هو غنيمة عظيمة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «نضَّر الله امرأً سمع منا حديثاً فحفظه حتى يبلغه غيره، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه» (رواه الترمذي وحسنه). وهذا الحافظ قد يكون شاباً.
- المعيار الحقيقي هو "التقوى والعلم"، لا مجرد صغر السن أو كبره. ولكن الغالب أن الكبير أكثر علماً وتجربة وورعاً.
أسأل الله أن يرزقنا العلم النافع، والعمل الصالح، وأن يحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبرانيّ (٢٢/ ٣٦١ - ٣٦٢)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (١٠٥٢) من طريق ابن المبارك -وهو عنده في الزّهد (٦١) - عن عبد اللَّه بن لهيعة، قال: حدثني بكر بن سوادة، عن أبي أمية الجمحي، فذكر الحديث.
وإسناده حسن من أجل ابن لهيعة، فهو حسن الحديث إذا روى عنه العبادلة.
والكلام عليه مبسوط في كتاب العلم.
وفي مصنف عبد الرزاق (١١/ ٢٤٦) من طريق سعيد بن وهب، قال: سمعت ابن مسعود يقول: «لا يزال الناس صالحين ومتماسكين ما أتاهم العلم من أصحاب محمد ﷺ ومن أكابرهم، فإذا أتاهم من أصاغرهم هلكوا».
قال ابن عبد البر: «إنّ الكبير هو العالم في أيّ سنٍّ كان، والجاهل صغير وإن كان شيخًا، والعالم كبير وإن كان حدثًا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 221 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: العلم يلتمس عند الأصاغر من أشراط الساعة

  • 📜 حديث: العلم يلتمس عند الأصاغر من أشراط الساعة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: العلم يلتمس عند الأصاغر من أشراط الساعة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: العلم يلتمس عند الأصاغر من أشراط الساعة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: العلم يلتمس عند الأصاغر من أشراط الساعة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب