حديث: إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في شهود الملائكة المحتضر

عن البراء بن عازب في حديث مشهور، وفيه ما جاء مرفوعًا: «إنّ العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدّنيا، وإقبال من الآخرة، نزل إليه ملائكةٌ من السّماء بيض الوُجوه، كأنّ وجوههم الشّمس، معهم كفن من أكفان الجنّة، وحَنوط من حنوط الجنة حتّى يجلسوا منه مدَّ البصر، ثم يجيئ ملك الموتُ عليه السلام حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيّتها النّفس الطّيبة اخرُجي إلى مغفرة من اللَّه ورضوانه».
وقال: «إنّ العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدّنيا، وإقبال من الآخرة نزل إليه من السّماء ملائكةٌ سود الوجوه، معهم المُسوح فيجلسون منه مدّ البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيّتها النّفس الخبيثة اخْرُجي إلى سخطٍ من اللَّه وغضبٍ».

حسن: رواه أبو داود (٤٧٥٣) عن هنّاد بن السّريّ، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن المنهال، عن زاذان، عن البراء، فذكر الحديث بطوله، وسيأتي كاملًا في موضعه.

عن البراء بن عازب في حديث مشهور، وفيه ما جاء مرفوعًا: «إنّ العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدّنيا، وإقبال من الآخرة، نزل إليه ملائكةٌ من السّماء بيض الوُجوه، كأنّ وجوههم الشّمس، معهم كفن من أكفان الجنّة، وحَنوط من حنوط الجنة حتّى يجلسوا منه مدَّ البصر، ثم يجيئ ملك الموتُ ﵇ حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيّتها النّفس الطّيبة اخرُجي إلى مغفرة من اللَّه ورضوانه».
وقال: «إنّ العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدّنيا، وإقبال من الآخرة نزل إليه من السّماء ملائكةٌ سود الوجوه، معهم المُسوح فيجلسون منه مدّ البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيّتها النّفس الخبيثة اخْرُجي إلى سخطٍ من اللَّه وغضبٍ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث العظيم الذي رواه البراء بن عازب رضي الله عنه، وهو حديث صحيح رواه الإمام أحمد وغيره، وفيه بيانٌ لحال المؤمن والكافر عند ساعة الوفاة، وهي من أشدّ الساعات التي يمر بها الإنسان.

أولاً. شرح المفردات:


● في انقطاع من الدنيا: أي عند مفارقة الدنيا وفراقها، وانتهاء أجل العبد فيها.
● وإقبال من الآخرة: أي استعداد لدخول عالم الآخرة، وقرب اللقاء بالله تعالى.
● بيض الوجوه: أي ذوو وجوه ناصعة البياض، مشرقة كالشمس.
● كفن من أكفان الجنة: الكفن هو الثوب الذي يُكفن فيه الميت، وهنا من الجنة، مما يدل على جماله وطيب رائحته.
● حَنوط من حنوط الجنة: الحنوط هو الطيب الذي يوضع على الميت، وهو هنا من طيب الجنة، الذي لا يُقاس بطيب الدنيا.
● مد البصر: أي إلى أبعد ما يمكن للبصر أن يصل، مما يدل على كثرة الملائكة وحفاوتهم بهذا المؤمن.
● النفس الطيبة: هي النفس المؤمنة المطيعة لربها، الطاهرة من الشرك والمعاصي.
● مغفرة من الله ورضوانه: أي إلى مغفرة الله لذنوبك ورضاه عنك.
● سود الوجوه: وجوههم قاتمة، تعكس ما هم عليه من حزن وغضب على هذا الكافر.
● المُسوح: جمع مِسْح، وهو ثوب خشن من الشعر، يُلبس للتعبد أو للحداد، وهنا إشارة إلى الخشونة والحزن.
● النفس الخبيثة: هي النفس الكافرة العاصية، التي خبثت بالشرك والمعاصي.
● سخط من الله وغضب: أي إلى عقاب الله وعذابه.

ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:


يبيّن هذا الحديث العظيم الفرق بين حال المؤمن وحال الكافر عند سكرات الموت وخروج الروح. فالمؤمن تُقبل عليه ملائكة الرحمة بوجوه مضيئة،带来 كفنٌ وطيبٌ من الجنة، ويبشره ملك الموت بالخروج إلى مغفرة الله ورضوانه. أما الكافر، فينزل عليه ملائكة العذاب بوجوه مظلمة، ويُخبره ملك الموت بخروجه إلى سخط الله وغضبه.

ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:


1- عظمة عدل الله تعالى: حيث يُعامل كل عبدٍ بما قدّم من إيمان أو كفر، فيُكرم المؤمن ويُهين الكافر.
2- الاستعداد للقاء الله: ينبغي للمسلم أن يستعد للموت بالإيمان والعمل الصالح، ليكون من الذين تُبشرهم الملائكة بالرحمة والمغفرة.
3- التفاؤل والخوف: على المسلم أن يرجو رحمة الله ويخاف عقابه، فهذا الحديث يجمع بين الرجاء والخوف.
4- حقيقة الموت: الموت ليس فناءً، بل هو انتقال من دار العمل إلى دار الجزاء.
5- فضل الإيمان: أن الإيمان يورث صاحبه الطمأنينة والكرامة حتى في ساعة الموت.
6- تحذير من الكفر والمعاصي: فإنها تؤدي إلى الخزي والعار في الدنيا والآخرة.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تُذكر في فضل الإيمان وتحذير من الكفر، وهو من الأحاديث التي تزيد المؤمن يقينًا بحسن عاقبة الإيمان.
- ينبغي للمسلم أن يكثر من ذكر الموت، والاستعداد له بالتقوى وملازمة الاستغفار.
- كما ينبغي الدعاء بأن يتوفى الله العبد على الإيمان، وأن يُحسن خاتمته.
أسأل الله تعالى أن يتوفانا وهو راض عنا، وأن يجعل خاتمة أعمالنا خيرًا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
هذا، والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٧٥٣) عن هنّاد بن السّريّ، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن المنهال، عن زاذان، عن البراء، فذكر الحديث بطوله، وسيأتي كاملًا في موضعه.
ورواه النّسائيّ (٢٠٠١)، وابن ماجه (١٥٤٩) كلاهما من طريق المنهال، به مختصرًا، وإسناده حسن لأجل المنهال وهو: ابن عمرو، فإنه حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 542 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل

  • 📜 حديث: إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب