حديث: من ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في لعنة الملائكة مَنِ ادَّعى إلى غير أبيه أو تولّى غير مواليه

عن عمرو بن خارجة، أنّ النّبيَّ ﷺ خطب على ناقته وأنا تحت جرانها، وهي تقصع بجرتها وإنّ لعابها يسيل بين كتفي فسمعتُه يقول: «من ادّعى إلى غير أبيه، أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة اللَّه والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل».

حسن: رواه الترمذيّ (٢١٢١)، والنسائيّ (٣٦٤١) مختصرًا، كلاهما عن قتيبة بن سعيد، حدّثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غُنم، عن عمرو بن خارجة، فذكر الحديث في سياق أطول.

عن عمرو بن خارجة، أنّ النّبيَّ ﷺ خطب على ناقته وأنا تحت جرانها، وهي تقصع بجرتها وإنّ لعابها يسيل بين كتفي فسمعتُه يقول: «من ادّعى إلى غير أبيه، أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة اللَّه والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه عمرو بن خارجة رضي الله عنه:

نص الحديث:


عن عمرو بن خارجة، أنّ النّبيَّ ﷺ خطب على ناقته وأنا تحت جرانها، وهي تقصع بجرتها وإنّ لعابها يسيل بين كتفي فسمعتُه يقول: «من ادّعى إلى غير أبيه، أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة اللَّه والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل».


1. شرح المفردات:


● جرانها: جانب عنق الناقة، أو ما حول رقبتها.
● تقصع بجرتها: تمضغ شيئًا في فمها (الجرة هي الحجارة أو الطعام الذي تمضغه الناقة).
● ادّعى إلى غير أبيه: انتسب لغير أبيه الحقيقي، ونسب نفسه إلى رجل ليس أباه.
● انتمى إلى غير مواليه: انتسب إلى غير مواليه (أسياده أو من له ولاؤهم) في النصرة والحلف.
● لعنة الله: الطرد والإبعاد عن رحمة الله.
● صرف: الفريضة الواجبة.
● عدل: النافلة والتطوع.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يصف الصحابي عمرو بن خارجة رضي الله عنه مشهدًا مهيبًا حيث كان النبي ﷺ يخطب على ناقته، وكان هو تحت عنقها، وكانت الناقة تمضغ في فمها، ويسيل لعابها على كتفيه. وفي هذا الموقف العظيم، سمع النبي ﷺ يعلن تحذيرًا شديدًا لكل من ينسب نفسه إلى غير أبيه الحقيقي، أو ينتحي إلى غير مواليه الذين لهم حق الولاء والنصرة. وقد توعد ﷺ من يفعل ذلك بلعنة من الله والملائكة وجميع الناس، وأنه لا يُقبل منه أي عمل صالح، سواء كان فرضًا أو نافلة.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- تحريم الانتساب إلى غير الأب الحقيقي: وهذا يشمل الادعاء بنسبٍ كاذب، أو التبني بمعنى إلحاق شخص بغير أبيه البيولوجي، وهو من الكبائر.
2- الحفاظ على الأنساب وصيانتها: الإسلام يحرم اختلاط الأنساب ويؤكد على ضرورة حفظ الأصول والفروع.
3- الوعيد الشديد على هذا الفعل: اللعنة هي أشد أنواع العقاب الأخروي، مما يدل على عظم هذه الجريمة.
4- بطلان الأعمال مع الإصرار على الكبيرة: الحديث يشير إلى أن من يفعل هذا الفعل ويصر عليه لا يُقبل منه أي عمل صالح، وهذا تحذير من التمادي في المعاصي.
5- مكانة الموالاة في الإسلام: الحديث ينهى أيضًا عن الانتساب إلى غير الموالي الحقيقيين، مما يؤكد على أهمية روابط الولاء والعهود في المجتمع المسلم.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن ماجه، والحاكم، وصححه الألباني.
- الحديث يندرج تحت باب "التغليظ في انتهاك حرمة الأنساب".
- من الحكم من هذا الوعيد: حفظ الأنساب من الاختلاط، ومنع التلاعب في المواريث والأنساب، وصيانة الأسر من التفسخ.
- هذا التحذير يشمل أيضًا من يتبرأ من نسبه الصحيح وينتسب إلى غيره كبرًا أو عجبًا.

أسأل الله تعالى أن يحفظنا من كل مكروه، وأن يوفقنا لطاعته واجتناب معاصيه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٢١٢١)، والنسائيّ (٣٦٤١) مختصرًا، كلاهما عن قتيبة بن سعيد، حدّثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غُنم، عن عمرو بن خارجة، فذكر الحديث في سياق أطول.
ورواه الإمام أحمد (١٧٦٦٦)، والطبراني في الكبير (/ ٣٤) من وجه آخر عن قتادة، به، واللّفظ لهما.
قال الترمذيّ: «يقول أحمد بن حنبل: لا أبالي بحديث شهر بن حوشب. قال: وسألت محمد بن إسماعيل عن شهر بن حوشب فوثّقه. وقال: إنّما يتكلّم فيه ابن عون، ثم روى ابن عون عن هلال بن أبي زينب، عن شهر بن حوشب».
ثم قال: حديث حسن صحيح.
قال الأعظمي: إسناده حسن؛ لأجل الكلام في شهر غير أنه حسن الحديث.
وجاء مثل هذا عن أبي أمامة، وليس فيه ذكر لعنة الملائكة.
أخرجه الترمذيّ (٢١٢٠)، وأحمد (٢٢٢٩٤).
وفيه إسماعيل بن عياش وحديثه عن أهل الشّام حسن، وهو يروي هنا عن شرحبيل بن مسلم الخولانيّ وهو شاميٌّ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 548 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين

  • 📜 حديث: من ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب