إذا آوى الرجل إلى فراشه ابتدره ملك وشيطان

حديث: إذا آوى الرجل إلى فراشه ابتدره ملك وشيطان

عن جابر، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «إذا آوى الرّجل إلى فراشه ابتدره ملك وشيطان، فيقول الملك: اختم بخير، ويقول الشّيطان: أختم بشرّ، فإن ذكر اللَّه ثم نام بات الملك يكلؤه، فإذا استيقظ قال الملك: افتح بخير، وقال الشيطان: افتح بشر، فإن قال: الحمد للَّه الذي ردّ عليَّ نفسي ولم يُمتْها في منامها الحمد للَّه الذي ﴿يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا﴾ [سورة فاطر: ٤١] الحمد للَّه الذي ﴿يُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾ [سورة الحج: ٦٥]، فإن وقع من سريره فمات دخل الجنة».

حسن: رواه أبو يعلى في «مسنده» (١٧٨٥ - تحقيق الأثري) عن إبراهيم، حدّثنا حماد، عن
حجّاج الصّواف، عن أبي الزّبير، عن جابر، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن الحديث الذي طلبت شرحه حديث عظيم، رواه الإمام أحمد في مسنده، وفيه بيان لعناية الله تعالى بعبده المؤمن في حال نومه ويقظته، وحفظ الملائكة له بدعائه وذكر ربه.

أولاً. شرح المفردات:

● آوى إلى فراشه: أي اضطجع للنوم.
● ابتدره: بادراه وتسارعا إليه.
● يكلؤه: يحفظه ويحرسه.
● رد علي نفسي: أعادها إليّ بعد النوم.
● لم يمتها في منامها: لم يتوفاها وهي نائمة.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن العبد عندما يريد النوم، يتسارع إليه ملك من ملائكة الله وشيطان من شياطين الجن، كلٌ يريد أن يغلب على أمر العبد في ختام يومه. فالملك يحثه على أن يختم يومه بعمل صالح أو ذكر لله، والشيطان يحثه على أن يختم يومه بمعصية أو غفلة عن الله. فإذا ذكر العبد الله تعالى – كأن يقول أذكار النوم المعروفة – ثم نام، بات الملك يحفظه ويحرسه من أي مكروه طوال نومه.
ثم إذا استيقظ من نومه، عاد الملك والشيطان مرة أخرى، فالملك يحثه على أن يفتح يومه بخير وذكر لله، والشيطان يحثه على أن يفتح يومه بشر أو غفلة. فإذا قال العبد عند استيقاظه: "الحمد لله الذي رد عليَّ نفسي ولم يمتها في منامها، الحمد لله الذي يمسك السموات والأرض أن تزولا، الحمد لله الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه"، فإنه لو مات في تلك اللحظة – بأن سقط من سريره ومات – دخل الجنة.

ثالثاً. الدروس المستفادة منه:

1- عناية الله بعبده: الحديث يظهر مدى عناية الله تعالى بعبده المؤمن، حيث يجعل له حافظاً من الملائكة يحرسه في نومه.
2- الصراع الدائم بين الخير والشر: النفس البشرية هي ميدان صراع دائم بين دعوة الملائكة إلى الخير ودعوة الشياطين إلى الشر، والغلبة تكون للطاعة والذكر.
3- أهمية الذكر عند النوم والاستيقاظ: الذكر هو السلاح الذي يتحصن به العبد من الشيطان ويجلب به حفظ الله وكرامته.
4- فضل هذا الذكر المخصوص: فضل هذا الدعاء عند الاستيقاظ عظيم جداً، حتى أن من قاله ثم مات من ساعته دخل الجنة، مما يدل على أنه من أسباب المغفرة والرحمة.
5- التفكر في نعم الله: الدعاء يشمل الحمد لله على نعمة الإحياء بعد الموت النومي، ونعمة حفظ الكون من الزوال، مما يربي في القلب الشعور بالامتنان لله والخضوع له.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:

- يستحب للمسلم أن يحرص على أذكار النوم المشروعة، مثل: قراءة آية الكرسي، وسورتي الإخلاص والمعوذتين، وأن يقول: "باسمك اللهم أموت وأحيا".
- كما يستحب أن يقول عند الاستيقاظ: "الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور"، ثم يقول الذكر الوارد في هذا الحديث.
- هذا الحديث يدل على أن من مات على حسن الخاتمة – ولو كان مقصراً – فإن الله تعالى يتفضّل عليه بدخول الجنة، فضلاً منه ونعمة.
نسأل الله تعالى أن يختم لنا ولكل المسلمين بخير، وأن يتوفانا وهو راض عنا، وأن يبيت ملائكته يحفظوننا ويحرسوننا، إنه سميع مجيب.
والله تعالى أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو يعلى في «مسنده» (١٧٨٥ - تحقيق الأثري) عن إبراهيم، حدّثنا حماد، عن
حجّاج الصّواف، عن أبي الزّبير، عن جابر، فذكره.
وعنه ابن حبان في صحيحه (٥٥٣٣).
ورواه النسائي في «عمل اليوم والليلة» (٨٥٤) من وجه آخر عن إبراهيم، به، مثله. ورواه أيضًا هو (٨٥٣) من وجه آخر عن المغيرة بن مسلم، والحاكم (١/ ٥٤٨) من طريق هشام صاحب الدّستوائيّ - كلاهما عن أبي الزّبير، به، نحوه. قال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم».
وقال الهيثمي في «المجمع» (١٠/ ١٢٠): «رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير إبراهيم بن الحجاج وهو ثقة».
وإسناده حسن من أجل أبي الزبير وهو محمد بن مسلم بن تدرس أحد أئمة الحديث، اعتمده مسلم، وروى له البخاري متابعة وهو ممن عُرِفَ بالتدليس، فإذا عُرِفَ تدليسه بإسناد آخر رُدَّ حديثه، وإلا فيُقبل إنْ كان لحديثه أصل، وهذا منه.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 560 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا آوى الرجل إلى فراشه ابتدره ملك وشيطان

📜 حديث: إذا آوى الرجل إلى فراشه ابتدره ملك وشيطان

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إذا آوى الرجل إلى فراشه ابتدره ملك وشيطان

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إذا آوى الرجل إلى فراشه ابتدره ملك وشيطان

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إذا آوى الرجل إلى فراشه ابتدره ملك وشيطان

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية