كان النبي إذا رأى مخيلة في السماء أقبل وأدبر

حديث: كان النبي إذا رأى مخيلة في السماء أقبل وأدبر

عن عائشة قالت: كان النبي ﷺ إذا رأى مَخِيلةً في السماء أقبل وأدبر ودخل وخرج وتغير وجهه، فإذا أمطرت السماء سري عنه فعرفته عائشة ذلك فقال النبي ﷺ: «ما أدري لعله كما قال قوم: ﴿فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [الأحقاف: ٢٤].

متفق عليه: رواه البخاري في بدء الوحي (٣٢٠٦)، ومسلم في الاستسقاء (٨٩٩: ١٥) كلاهما من طريق ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، عن عائشة .

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث الشريف:
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي ﷺ إذا رأى مَخِيلةً في السماء أقبل وأدبر ودخل وخرج وتغير وجهه، فإذا أمطرت السماء سري عنه، فعرفته عائشة ذلك، فقال النبي ﷺ: «ما أدري لعله كما قال قوم: ﴿فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [الأحقاف: 24]».
شرح المفردات:
● مَخِيلةً: السحاب الذي يظهر فيه أثر المطر.
● أقبل وأدبر: تقدم وتراجع، دلالة على اضطراب الحركة وعدم الاستقرار.
● سري عنه: زال عنه الهم والقلق وظهرت عليه علامات السرور.
● عارضًا: سحابًا ممطرًا.
● مستقبل أوديتهم: متجهًا نحو وديانهم.
● عذاب أليم: عقاب مؤلم موجع.
شرح الحديث:
كان النبي ﷺ يظهر عليه القلق والاضطراب عندما يرى سحابةً يحتمل أن تحمل المطر أو العذاب، فيتغير وجهه الشريف ويمشي متقدمًا وراجعًا، ويدخل ويخرج من البيت، مما يدل على شدة اهتمامه وخوفه من أن تكون هذه السحابة عذابًا على الأمة. وكان هذا الخوف نابعًا من شفقته على أمته وحرصه على سلامتها. فإذا نزل المطر وزال احتمال العذاب، زال قلقه وظهرت عليه علامات الفرح والارتياح.
الدروس المستفادة:
1- الشفقة على الأمة: حرص النبي ﷺ على أمته وخوفه من أن يصيبها أي مكروه أو عذاب.
2- الخوف من عذاب الله: النبي ﷺ كان يخشى عذاب الله حتى مع كونه معصومًا، فكيف بنا نحن؟
3- التذكر والاتعاظ بآيات الله: استشهاد النبي ﷺ بآية من القرآن تدل على أن السحاب قد يكون نعمة أو نقمة.
4- الاستعداد الدائم للقاء الله: حركة النبي ﷺ وتغير وجهه تدل على الاستعداد الدائم للقاء الله والخوف من حسابه.
فوائد إضافية:
- ينبغي للمسلم أن يتفكر في آيات الله في الكون، وأن يدرك أن النعم قد تتحول إلى نقم إذا عصى الله.
- هذا الحديث يظهر جانبًا من جوانب نفسية النبي ﷺ ومدى حبه وشفقته على أمته.
- ينبغي للمسلم أن يكثر من الدعاء والاستغفار عند رؤية السحاب أو نزول المطر، طلبًا للرحمة والخير، والنجاة من العذاب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في بدء الوحي (٣٢٠٦)، ومسلم في الاستسقاء (٨٩٩: ١٥) كلاهما من طريق ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، عن عائشة .. فذكرته.
وهذا لفظ البخاري، وساقه مسلم بأطول من هذا وعنده زيادة قوله: «إذا عصفت الريح قال اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به». ثم ذكر بنحو لفظ البخاري.
وفي رواية لهما: ما رأيت رسول الله ﷺ مستجمعا ضاحكا حتى أرى منه لهواته إنما كان يتبسم قالت: وكان إذا رأى غيما أو ريحا عرف ذلك في وجهه.
رواه البخاري في التفسير (٤٨٢٨، ٤٨٢٩)، ومسلم في الاستسقاء (٨٩٩: ١٦) كلاهما طريق عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن أبي النضر، عن سليمان بن يسار، عن عائشة .. فذكرته.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 37 من أصل 93 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان النبي إذا رأى مخيلة في السماء أقبل وأدبر

📜 حديث: كان النبي إذا رأى مخيلة في السماء أقبل وأدبر

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كان النبي إذا رأى مخيلة في السماء أقبل وأدبر

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كان النبي إذا رأى مخيلة في السماء أقبل وأدبر

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كان النبي إذا رأى مخيلة في السماء أقبل وأدبر

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية