هبطوا على النبي ﷺ وهو يقرأ القرآن ببطن نخلة

حديث: هبطوا على النبي ﷺ وهو يقرأ القرآن ببطن نخلة

عن عبد الله بن مسعود قال: هبطوا على النبي ﷺ وهو يقرأ القرآن ببطن نخلة فلما سمعوه قالوا: انصتوا قالوا: صه وكانوا تسعة أحدهم زوبعة فأنزل الله عز وجل: ﴿وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا﴾ الآية إلى ﴿ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ [سورة الأحقاف: ٢٩ - ٣٢].

حسن: رواه الحاكم (٢/ ٤٥٦) عن أبي علي الحافظ أنبأ عبدان الأهوزي ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو أحمد الزبيري، حدثنا سفيان، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله .

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن عبد الله بن مسعود قال: هبطوا على النبي ﷺ وهو يقرأ القرآن ببطن نخلة فلما سمعوه قالوا: انصتوا قالوا: صه وكانوا تسعة أحدهم زوبعة فأنزل الله ﷿: ﴿وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا﴾ الآية إلى ﴿ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ [سورة الأحقاف: ٢٩ - ٣٢].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أشرح هذا الحديث الشريف الذي رواه الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وأسأل الله التوفيق والسداد.

الحديث:

عن عبد الله بن مسعود قال: "هبطوا على النبي ﷺ وهو يقرأ القرآن ببطن نخلة فلما سمعوه قالوا: انصتوا قالوا: صه وكانوا تسعة أحدهم زوبعة فأنزل الله عز وجل: ﴿وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا﴾ الآية إلى ﴿ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ [سورة الأحقاف: ٢٩ - ٣٢]."

1. شرح المفردات:

● هبطوا: نزلوا من مكان مرتفع أو من عالمهم إلى الأرض.
● بطن نخلة: مكان بين مكة والطائف، أو وادٍ معروف.
● انصتوا: اسكتوا واستمعوا باهتمام.
● صه: كلمة تأمر بالسكوت والإنصات.
● زوبعة: اسم أحد الجن الذين استمعوا للقرآن.
● نفرًا: جماعة صغيرة، هنا تسعة أفراد.

2. شرح الحديث:

هذا الحديث يروي قصة جماعة من الجن (تسعة أشخاص، أحدهم يُدعى زوبعة) قدموا إلى النبي محمد ﷺ وهو يقرأ القرآن في مكان يسمى "بطن نخلة" (وهو وادٍ بين مكة والطائف). عندما سمعوا تلاوة القرآن، تفاعلوا معها بإصرار على السكوت والإنصات، فقال بعضهم لبعض: "انصتوا" و"صه" ليتفرغوا للاستماع.
هذا الموقف العظيم كان سببًا لنزول آيات من سورة الأحقاف (من الآية 29 إلى 32)، حيث يذكر الله تعالى هذه الحادثة ويصف كيف استمع الجن إلى القرآن وآمنوا به، وعادوا إلى قومهم داعين لهم إلى الإيمان. الآيات تقول:
﴿وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ * قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾.
هذه الآيات تؤكد أن الجن استمعوا إلى القرآن، تأثروا به، وآمنوا، ثم أصبحوا دعاة إلى الله بين قومهم.

3. الدروس المستفادة منه:

● عالمية الرسالة الإسلامية: القرآن ليس للإنس فقط، بل للجن أيضًا، مما يدل على شمولية دعوة النبي ﷺ.
● قوة تأثير القرآن: حتى الجن، الذين هم خلق آخر، تأثروا بالقرآن واستجابوا له، فكيف بالإنس؟
● أهمية الإنصات للقرآن: يجب على المسلم أن ينصت لكتاب الله بتدبر وخشوع، كما فعل هؤلاء الجن.
● الدعوة إلى الله: الجن بعد إيمانهم لم يكتفوا بأنفسهم، بل ذهبوا إلى قومهم ليدعوهم، وهذا درس في أهمية الدعوة ونشر الخير.
● التواضع في التعلم: هؤلاء الجن جاءوا خفية ليستمعوا، ولم يستكبروا، فالإنسان أولى أن يتواضع في طلب العلم.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذه الحادثة وقعت بعد عودة النبي ﷺ من الطائف، حيث كان يحاول دعوة القبائل، فلم يستجب له كثيرون، لكن الله أراد أن يخفف عنه بهذا الحدث العظيم.
- الجن الذين استمعوا آمنوا بالله وبرسوله، وأصبحوا من المؤمنين، وقد ذكرت قصتهم في سورة الجن أيضًا.
- الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والحاكم في المستدرك، وصححه الألباني.
- يستحب للمسلم أن يقرأ القرآن بتدبر وخشوع، وأن يتذكر دائمًا أن له تأثيرًا قويًا على القلوب، حتى لو كان المستمع من غير البشر.
أسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن ينفعنا بما علمنا، ويجعلنا هداة مهتدين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الحاكم (٢/ ٤٥٦) عن أبي علي الحافظ أنبأ عبدان الأهوزي ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو أحمد الزبيري، حدثنا سفيان، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله .. فذكره. وإسناده حسن من أجل عاصم وهو ابن بهدلة.
قال الحاكم: «صحيح الإسناد».
قال الأعظمي: وقد اختلفت الروايات في بيان عدد هولاء الجن من أربعة إلى اثني عشر ألف، فجعل ابن كثير هذا الاختلاف دليلًا على تكرر وفادتهم على النبي ﷺ. انظر: تفسير ابن كثير (٧/ ٢٨٠).

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 43 من أصل 93 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: هبطوا على النبي ﷺ وهو يقرأ القرآن ببطن نخلة

📜 حديث: هبطوا على النبي ﷺ وهو يقرأ القرآن ببطن نخلة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: هبطوا على النبي ﷺ وهو يقرأ القرآن ببطن نخلة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: هبطوا على النبي ﷺ وهو يقرأ القرآن ببطن نخلة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: هبطوا على النبي ﷺ وهو يقرأ القرآن ببطن نخلة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية