حديث: خُلقت الملائكة من نور وخُلق الجان من مارج من نار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في الملائكة وأنهم خلقوا من نور

عن عائشة، قالت: قال رسول الله ﷺ: «خُلقت الملائكةُ من نور، وخُلق الجانُّ من مارج من نار، وخُلق آدمُ مما وصفَ لكم».

صحيح: رواه مسلم في الزهد (٢٩٩٦) من طرق عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة .

عن عائشة، قالت: قال رسول الله ﷺ: «خُلقت الملائكةُ من نور، وخُلق الجانُّ من مارج من نار، وخُلق آدمُ مما وصفَ لكم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فإن حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها الذي رواه مسلم في صحيحه، يحمل في طياته حقائق عقدية عميقة حول أصل خلق المخلوقات الرئيسية في الكون، وهو بحق من الأحاديث التي تزيد المؤمن يقينًا بعظمة الخالق وقدرته المطلقة.

شرح المفردات:


● خُلقت: أي أوجدها الله تعالى وأبرزها إلى الوجود من العدم.
● الملائكة: مخلوقات نورانية عظيمة، خلقهم الله لعبادته وتنفيذ أوامره.
● نور: هو الضوء الذي ليس كمثله شيء، وهو أصفى وأنقى مما نعرفه.
● الجان: هنا يشمل إبليس وجميع الجن، لأن إبليس هو أبو الجن.
● مارج من نار: المارج: لهب النار الخالص من الدخان والشوائب، أو هو النار الصافية المتلألئة.
● آدم: أبو البشر عليه السلام، والمقصود هنا جنس البشر.
● مما وصف لكم: أي مما ذكر في القرآن الكريم من وصف خلقه من تراب ثم طين ثم صلصال.

شرح الحديث:


يبيّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أصل خلق ثلاثة من المخلوقات العظيمة:
1- خلق الملائكة: خلقهم الله سبحانه وتعالى من نور، وهذا يوضح طبيعتهم النقية الشفافة المنزهة عن الشهوات والمادة الكثيفة، مما يجعلهم في غاية الطاعة والانقياد لأمر الله.
2- خلق الجان: وقد خلقهم الله من مارج من نار، أي من لهب النار الصافي الذي لا دخان فيه. وهذا الأصل الناري يفسر طبيعة الجن التي تجمع بين الخفة والسرعة والقدرة على التشكل، كما يفسر ما قد يجبلهم عليه من شرور وطيش، وكان إبليس -وهو من الجن- أول من عصى الله بكبره.
3- خلق آدم (الإنسان): خلق الله آدم عليه السلام مما وصف لكم في القرآن الكريم، وهو التراب والماء فصار طينًا، ثم طين لازب، ثم صلصال كالفخار. هذه الإشارة النبوية تدفع السامع إلى الرجوع إلى القرآن لمعرفة التفاصيل، كما في قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ} [الحجر: 26]. وهذا الخلق من التراب يرمز إلى التواضع والأصل الدنيوي للإنسان، لكنه كرم بنفخ الروح فيه وتسخير الكون له.

الدروس المستفادة والعبر:


1- التفكر في عظمة الخلق: الحديث يدعو إلى التأمل في بديع صنع الله وقدرته المطلقة على خلق مخلوقات متنوعة من مبادئ مختلفة (نور، نار، تراب).
2- معرفة طبيعة المخلوقات: فهم أصل الخلق يساعد في فهم طبائع هذه المخلوقات وسلوكها، فطبيعة الملائكة النورانية تختلف تمامًا عن طبيعة الجن النارية، وكلتاهما تختلف عن طبيعة الإنسان الترابية الروحية.
3- التواضع للإنسان: خلق الإنسان من تراب تذكير له بأصله التواضع، وعدم التكبر على الآخرين أو على خالقه.
4- تميز الإنسان: رغم أصله الترابي، فإن الله كرمه بنفخ الروح فيه {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي} [ص: 72]، وسخر له ما في السماوات والأرض، وجعله خليفة في الأرض، مما يفرض عليه مسؤولية عظيمة.
5- الرد على المشككين: الحديث يقدم إجابة قطعية على الأسئلة الفلسفية حول أصل الخلق، مستندة إلى الوحي لا إلى الظن والخرص.

معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل في معرفة بدء الخلق وهو من الأمور الغيبية التي لا يعلمها إلا الله عن طريق وحيه.
- خلق الإنسان من تراب فيه إشارة علمية لاحقة إلى أن عناصر الجسم البشري هي نفسها العناصر الموجودة في تراب الأرض.
- قوله صلى الله عليه وسلم: "مما وصف لكم" تربية للأمة على الرجوع إلى القرآن الكريم كمرجع أول وأخير في شتى العلوم والمعارف.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الزهد (٢٩٩٦) من طرق عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة .. فذكرته.
وزاد ابنُ منده في روايته «من طين» بعد قوله: مما وُصف لكم«كتاب التوحيد (٤٨٢) بعد أن أخرجه من طريق عبد الرزاق وغيره عن معمر به. وقال في الرد على الجهمية ص (٩٢) وقد رواه بدون هذه الزيادة: «هذا حديث ثابت باتفاق».
ورُوي عن عبد الله بن عمرو موقوفا أنه قال: خُلقت الملائكة من نور».
رواه البزار في مسنده (٦/ ٤٤٠) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، عن أبي أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو .. فذكره.
قال الهيثمي في المجمع (٨/ ١٣٤): «رواه البزار ورجاله رجال الصحيح».
قال الأعظمي: وهو كذلك إلا أنه موقوف.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 38 من أصل 93 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خُلقت الملائكة من نور وخُلق الجان من مارج من نار

  • 📜 حديث: خُلقت الملائكة من نور وخُلق الجان من مارج من نار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خُلقت الملائكة من نور وخُلق الجان من مارج من نار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خُلقت الملائكة من نور وخُلق الجان من مارج من نار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خُلقت الملائكة من نور وخُلق الجان من مارج من نار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب