حديث: دعوت الله لهم أن لا يمروا بعظم ولا بروثة إلا وجدوا عليها طعاما

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في طعام الجن

عن أبي هريرة أنه كان يحمل مع النبي ﷺ إداوةً لوضوئه وحاجته فبينما هو يتبعه بها فقال: «من هذا؟» فقال: أنا أبو هريرة. فقال: «أبْغِنِيْ أحجارا أستنفض بها، ولا تأتِني بعظم ولا بروثة». فأتيته بأحجار أحملها في طرف ثوبي حتى وضعت إلى جنبه ثم انصرفت حتى إذا فرغ مشيتُ معه فقلت: ما بالُ العظم والروثة؟ قال: «هما من طعام الجن، وإنه أتاني وفد جن نصيبين - ونعم الجن - فسألوني الزاد، فدعوت الله لهم أن لا يمروا بعظمٍ ولا بروثةٍ إلا وجدوا عليها طعامًا».

صحيح: رواه البخاري في كتاب مناقب الأنصار (٣٨٦٠) عن موسى بن إسماعيل، حدثنا
عمرو بن يحيى بن سعيد، أخبرني جدي، عن أبي هريرة .

عن أبي هريرة أنه كان يحمل مع النبي ﷺ إداوةً لوضوئه وحاجته فبينما هو يتبعه بها فقال: «من هذا؟» فقال: أنا أبو هريرة. فقال: «أبْغِنِيْ أحجارا أستنفض بها، ولا تأتِني بعظم ولا بروثة». فأتيته بأحجار أحملها في طرف ثوبي حتى وضعت إلى جنبه ثم انصرفت حتى إذا فرغ مشيتُ معه فقلت: ما بالُ العظم والروثة؟ قال: «هما من طعام الجن، وإنه أتاني وفد جن نصيبين - ونعم الجن - فسألوني الزاد، فدعوت الله لهم أن لا يمروا بعظمٍ ولا بروثةٍ إلا وجدوا عليها طعامًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فيسرني أن أشرح لك هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، وهو حديث عظيم يجمع بين آداب قضاء الحاجة ورحمة النبي ﷺ بجميع مخلوقات الله.
### أولاً. نص الحديث ورواته
الحديث رواه أبو هريرة رضي الله عنه، وهو من أكثر الصحابة رواية للحديث، وقد صحب النبي ﷺ وخدمه، وهذا الحديث من قصص خدمته له. أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، وهو أعلى كتب الحديث وأصحها.

ثانياً. شرح المفردات:


● إداوة: إناء صغير من جلد يُحفظ فيه الماء للوضوء أو الشرب.
● أستنفض بها: أي أستنجي بها وأنظف مكان الخارج. والاستنفاض هو الاستنجاء بالأحجار.
● عظم: بقايا العظام من الطعام.
● روثة: الروث وهو فضلات الحيوانات من البهائم.
● وفد جن نصيبين: جماعة من الجن جاءوا من منطقة نصيبين (وهي مدينة معروفة بين الموصل والجزيرة).
● الزاد: الطعام والرزق.

ثالثاً. شرح الحديث:


يحكي أبو هريرة رضي الله عنه قصة خدمته للنبي ﷺ، حيث كان يحمل له إداوة الماء لوضوئه وقضاء حاجته. وفي إحدى المرات، بينما هو يتبعه بها، سأله النبي ﷺ: "من هذا؟" فأجابه أبو هريرة بأنه هو. ثم طلب منه النبي ﷺ أن يبحث له عن أحجار يستنجي بها، ونهاه أن يحضر له عظماً أو روثة (روث الحيوانات).
فذهب أبو هريرة وجمع أحجاراً وحملها في طرف ثوبه ووضعها near النبي ﷺ ثم انصرف. بعد أن فرغ النبي ﷺ، سأله أبو هريرة عن سبب النهي عن العظم والروثة، فأخبره النبي ﷺ أن العظام والروث هي طعام الجن، حيث أتاه وفد من الجن من نصيبين (وهم من خيار الجن) وسألوه الزاد، فدعا الله لهم أن يجعل لهم رزقاً في العظام والروث، فلا يمرون بعظم ولا بروثة إلا وجدوا عليها طعاماً.

رابعاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- جواز الاستنجاء بالأحجار: وهو ما يسمى "الاستجمار"، ويشترط أن يكون بثلاثة أحجار على الأقل تنقي المحل.
2- تحريم الاستنجاء بالعظم والروث: لأنهما طعام لإخواننا من الجن، فلا يجوز إهانة طعامهم أو تنجيسه.
3- رحمة النبي ﷺ بالجن: حيث دعا لهم بالرزق، يظهر شمولية رحمته ﷺ لجميع المخلوقات.
4- خدمة الصحابة للنبي ﷺ: وحرصهم على صحبته وتعلمهم منه حتى في أحوال الخلاء.
5- وجود الجن وحقيقتهم: وأن منهم الصالحين ومنهم الطالحين، وأنهم يأكلون ويشربون.
6- أدب الصحابة في السؤال: حيث سأل أبو هريرة بعد انتهاء الحاجة، ولم يسأل أثناءها حفظاً لأدب الصحبة.
7- إجابة دعوة النبي ﷺ: حيث أن دعاءه مستجاب، فدعا للجن فاستجاب الله له.

خامساً:

فوائد إضافية:
- الحديث دليل على أن الجن مكلفون مثل الإنس، ويحتاجون للطعام والشراب.
- استحباب إجابة الوفود والضيوف والسؤال عن أحوالهم، كما فعل النبي ﷺ مع وفد الجن.
- جواز الاستنجاء بالأحجار مع وجود الماء، والأفضل الجمع بينهما.
- ينبغي للمسلم أن يراعي مشاعر الآخرين حتى من غير البشر، فلا ينجس طعاماً أو شيئاً قد ينفع غيره.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في كتاب مناقب الأنصار (٣٨٦٠) عن موسى بن إسماعيل، حدثنا
عمرو بن يحيى بن سعيد، أخبرني جدي، عن أبي هريرة .. فذكره.
وجد عمرو بن يحيى بن سعيد هو: سعيد بن عمر بن سعيد بن العاص.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 44 من أصل 93 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: دعوت الله لهم أن لا يمروا بعظم ولا بروثة إلا وجدوا عليها طعاما

  • 📜 حديث: دعوت الله لهم أن لا يمروا بعظم ولا بروثة إلا وجدوا عليها طعاما

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: دعوت الله لهم أن لا يمروا بعظم ولا بروثة إلا وجدوا عليها طعاما

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: دعوت الله لهم أن لا يمروا بعظم ولا بروثة إلا وجدوا عليها طعاما

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: دعوت الله لهم أن لا يمروا بعظم ولا بروثة إلا وجدوا عليها طعاما

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب