حديث: قتل الكلاب ثم النهي عن قتلها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في خلق الشيطان بالأشكال المختلفة

عن جابر بن عبد الله قال: أمرنا رسول الله ﷺ بقتل الكلاب حتى إن المرأة تقدم من البادية بكلبها فنقتله، ثم نهى النبي ﷺ عن قتلها وقال: «عليكم بالأسود البهيم ذي النقطتين فإنه شيطان».

صحيح: رواه مسلم في المساقاة (١٥٧٢: ٤٧) من طرق عن روح بن عبادة: حدثنا ابن جريج،
أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول .

عن جابر بن عبد الله قال: أمرنا رسول الله ﷺ بقتل الكلاب حتى إن المرأة تقدم من البادية بكلبها فنقتله، ثم نهى النبي ﷺ عن قتلها وقال: «عليكم بالأسود البهيم ذي النقطتين فإنه شيطان».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام مسلم في صحيحه، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بحول الله وقوته.
أولاً: نص الحديث كما ورد في صحيح مسلم:
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: "أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَتْلِ الْكِلَابِ، حَتَّى إِنَّ الْمَرْأَةَ تَقْدَمُ مِنَ الْبَادِيَةِ بِكَلْبِهَا فَنَقْتُلُهُ، ثُمَّ نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ قَتْلِهَا، وَقَالَ: «عَلَيْكُمْ بِالأَسْوَدِ الْبَهِيمِ ذِي النُّقْطَتَيْنِ فَإِنَّهُ شَيْطَانٌ»".
ثانياً: شرح المفردات:
* أمرنا: طلب منا وأوجب علينا.
* الْبَادِيَة: الصحراء أو الأرياف التي يسكنها البدو.
* نَهَى: منع وحظر.
* الأسود البهيم: الأسود الخالص السواد الذي لا يخالطه لون آخر. (البَهَم: شدة السواد).
* ذِي النُّقْطَتَيْنِ: الذي فوق عينيه نقطتان أو لطختان بلون آخر (غالباً ما تكونان بيضاء أو صفراء).
* شَيْطَانٌ: هنا بمعنى أنه شديد الشراسة والأذى، أو أن الشيطان يتصور في صورته ليُفزع الناس، وليس معناه أنه شيطان حقيقي من الجن.
ثالثاً: شرح الحديث وفقهه:
هذا الحديث يتناول مرحلتين في حكم قتل الكلاب:
1- مرحلة الأمر بقتل الكلاب مطلقاً: في بداية الأمر، أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل الكلاب جميعاً بسبب ما كانت تسببه من أذى ونقل للأمراض، وكانت منتشرة بكثرة وتدخل البيوت وتلوث الطرقات. بلغ الأمر إلى درجة أنهم كانوا يقتلون حتى الكلاب الأليفة التي تأتي بها المرأة من البادية، امتثالاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم العام في ذلك الوقت.
2- مرحلة النهي عن قتلها مع استثناء نوع محدد: ثم نسخ الله تعالى هذا الحكم، فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل الكلاب بشكل عام، واستثنى من هذا النهي نوعاً معيناً وهو "الأسود البهيم ذو النقطتين"، وأمر بقتله ووصفه بأنه شيطان، لما فيه من شدة الشراسة والإيذاء، أو لأنه كان معلوماً عندهم أن هذا النوع بالذات هو الذي تتلبسه الجن أحياناً لتخيف الناس.
أحكام فقهية مستفادة:
* نسخ الأحكام: يدل الحديث على أن الأحكام الشرعية قد تنسخ وتتغير بحسب المصالح والحكم التي يعلمها الله تعالى.
* حكم تربية الكلاب: الأصل في الكلاب اليوم هو النهي عن اقتنائها وتربيتها إلا لما أبيح من أجلها، ككلب الصيد، أو حراسة الماشية، أو الحراسة للأراضي الزراعية等. ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا لَيْسَ بِكَلْبِ صَيْدٍ وَلا مَاشِيَةٍ وَلا أَرْضٍ، فَإِنَّهُ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِهِ قِيرَاطَانِ كُلَّ يَوْمٍ» (رواه مسلم).
* حكم قتل الكلاب: يحرم قتل الكلاب المعلمة والمباحة (ككلب الصيد والحراسة) وكذلك الكلاب السائبة التي لا تؤذي. ويباح قتل الكلب الكَلِب (المصاب بداء السعار) والكلب الأَسْوَدُ البَهِيمُ ذُو النُّقْطَتَيْنِ لشدة أذاه وشراسته، وهو المستثنى في هذا الحديث.
* طهارة الكلب ونجاسته: الكلب نجس، وإذا ولغ في الإناء يجب غسله سبع مرات، إحداهن بالتراب، كما هو ثابت في الأحاديث الصحيحة.
رابعاً: الدروس والعبر المستفادة:
1- الامتثال لأوامر الشرع ونواهيه: يجب على المسلم أن يمتثل لأمر الله ورسوله، سواء علم الحكمة أم لم يعلمها، كما فعل الصحابة حين أمروا بقتل الكلاب فامتثلوا دون تردد.
2- مراعاة المصالح والمفاسد: تغير الحكم يدل على أن الشريعة الإسلامية تراعي مصالح العباد، فحين كثر أذى الكلاب أمر بقتلها، ولما قل أذى معظمها نهى عن قتلهم إلا ما كان مؤذياً.
3- الحكمة من النهي عن تربية الكلاب: النهي عن تربية الكلاب دون حاجة معلل بنقص الأجر، ولأن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب، ولما فيه من نشر للنجاسة والأمراض.
4- التدرج في التشريع: من حكم الله تعالى أن شرع الأحكام بتدرج حتى تترسخ في النفوس ولا تشق على الناس.
والله تعالى أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في المساقاة (١٥٧٢: ٤٧) من طرق عن روح بن عبادة: حدثنا ابن جريج،
أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول .. فذكره.
ورواه ابن أبي شيبة (٥/ ٤٠٦) عن يونس بن محمد، عن حماد بن سلمة، عن أبي الزبير، عن جابر به، نحوه.
وفيه: «فاقتلوا منها كل أسود بهيم الذي بين عينيه نقطتان فإنه شيطان».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 51 من أصل 93 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قتل الكلاب ثم النهي عن قتلها

  • 📜 حديث: قتل الكلاب ثم النهي عن قتلها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قتل الكلاب ثم النهي عن قتلها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قتل الكلاب ثم النهي عن قتلها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قتل الكلاب ثم النهي عن قتلها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب