حديث: نهي عن قتل عوامر البيوت من الحيات

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أن الجن المؤمن يتشكلون بصور الحيات

عن أبي لبابة بن عبد المنذر الأنصاري - وكان مسكنه بقباء فانتقل إلى المدينة - فبينما عبد الله بن عمر جالسا معه يفتح خوخة له، إذا هم بحية من عوامر البيوت فأرادوا قتلها فقال أبو لبابة: إنه قد نهي عنهن يريد عوامر البيوت، وأمر بقتل الأبتر وذي الطفيتين وقيل: هما اللذان يلتمعان البصر، ويطرحَان أولاد النساء.

متفق عليه: رواه البخاري في بدء الخلق (٣٣١٢، ٣٣١٣) مختصرًا، ومسلم في السلام (٢٢٣٣: ١٣٥) واللفظ له - كلاهما من طرق عن نافع، عن أبي لبابة .

عن أبي لبابة بن عبد المنذر الأنصاري - وكان مسكنه بقباء فانتقل إلى المدينة - فبينما عبد الله بن عمر جالسا معه يفتح خوخة له، إذا هم بحية من عوامر البيوت فأرادوا قتلها فقال أبو لبابة: إنه قد نهي عنهن يريد عوامر البيوت، وأمر بقتل الأبتر وذي الطفيتين وقيل: هما اللذان يلتمعان البصر، ويطرحَان أولاد النساء.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي سألتم عنه حديث صحيح رواه الإمام مسلم في صحيحه، وفيه فوائد عظيمة تتعلق بآداب التعامل مع الحيات، وسأشرحه لكم على النحو التالي:

1. شرح المفردات:


● عوامر البيوت: هي الحيات التي تسكن البيوت وتعمرها، أي تقيم فيها.
● الأبتر: هو نوع من الحيات قصير الذنب، كأنه مقطوع الذيل.
● ذي الطفيتين: هو الحية التي لها خطان على ظهرها.
● يلتمعان البصر: أي يسببان الوهج أو اللمعان الذي يضر البصر.
● يطرحان أولاد النساء: أي يسببان الإجهاض للحوامل.

2. شرح الحديث:


يروي الحديث أن الصحابي الجليل أبا لبابة بن عبد المنذر الأنصاري - وكان من سكان قباء ثم انتقل إلى المدينة - كان جالسًا مع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، ففتح نافذة صغيرة (خوخة) فظهرت حية من الحيات التي تسكن البيوت (عوامر البيوت)، فأراد الحاضرون قتلها.
فنهاهم أبو لبابة عن قتلها، مستندًا إلى نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل هذه النوعية من الحيات، ثم بين أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل نوعين محددين من الحيات هما:
● الأبتر: وهو الحية القصير الذنب.
● ذي الطفيتين: وهي الحية التي لها خطان على ظهرها.
وذكر السبب في قتلهما: أنهما يسببان ضررًا للبصر (يلتمعان البصر)، ويسببان الإجهاض للحوامل (يطرحان أولاد النساء).

3. الدروس المستفادة:


● التأسّي بالنبي صلى الله عليه وسلم: الحديث يدل على وجوب اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم في كل شيء، حتى في التعامل مع الحيات.
● الرحمة بالحيوان: النهي عن قتل حيات البيوت يدل على الرحمة بالحيوان، وعدم إيذائه ما لم يكن مؤذياً.
● قتل المؤذي: الأمر بقتل الحيات المؤذية (كالأبتر وذي الطفيتين) يدل على جواز قتل ما كان مؤذياً أو ضاراً.
● الحكمة من التشريع: في النهي عن قتل عوامر البيوت حكمة، فقد تكون هذه الحيات تأكل الحشرات الضارة، أو لها فوائد أخرى.
● التثبت في الأمور: أبو لبابة رضي الله عنه لم ينه عن القتل مجردًا، بل بين الحكم الشرعي، مما يدل على أهمية التثبت ونقل العلم بدقة.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل في باب "قتل الحيات والفواسق"، وقد ذكره العلماء في كتب الفقه عند باب الجنايات والديات.
- بعض العلماء استدل به على أن حيات البيوت لها حرمة، فلا يجوز قتلها إلا إذا آذت.
- الأمر بقتل الأبتر وذي الطفيتين للضرر الذي تحدثه، وهذا من القواعد الفقهية: "الضرر يزال".
- ينبغي للمسلم أن يحذر من الحيات، ويأخذ بالأسباب لاتقاء شرها، مع التوكل على الله.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في بدء الخلق (٣٣١٢، ٣٣١٣) مختصرًا، ومسلم في السلام (٢٢٣٣: ١٣٥) واللفظ له - كلاهما من طرق عن نافع، عن أبي لبابة .. فذكره.
وفي لفظ لنافع أيضا عند مسلم: أن أبا لبابة كلّم ابن عمر ليفتح له بابا في داره يستقرب به إلى المسجد فوجد الغلمة جلد جان فقال عبد الله: التمسوه فاقتلوه فقال أبو لبابة: لا تقتلوه؛ فإن رسول الله ﷺ نهى عن قتل الجنان التي في البيوت.
وفي لفظ لهما عن نافع أيضا: كان ابن عمر يقتل الحيات كلهن حتى حدثنا أبو لبابة بن عبد المنذر البدري أن رسول الله ﷺ نهى عن قتل جنان البيوت فأمسك.
وأخرجاه من رواية الزهري، عن سالم، عن ابن عمر بنحوه: البخاري في بدء الخلق (٣٢٩٧، ٣٢٩٨) ومسلم في السلام (٢٢٣٣: ١٣٠) كلاهما من رواية معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر أنه سمع النبي يخطب على المنبر يقول: «اقتلوا الحيات واقتلوا ذا الطفيتين والأبتر فإنهما يطمسان البصر ويستسقطان الحبل». قال عبد الله: فبينا أنا أطارد حية لأقتلها فناداني أبو لبابة لا تقتلها فقلت: إن رسول الله ﷺ قد أمر بقتل الحيات قال: إنه نهى بعد ذلك عن ذوات البيوت وهي العوامر.
وهذا لفظ البخاري. وقال البخاري عقبه: «وقال عبد الرزاق، عن معمر فرآني أبو لبابة أو زيد بن الخطاب، وتابعه يونس، وابن عيينة، وإسحاق الكلبي، والزبيدي، وقال صالح وابن أبي حفصة وابن مجمع، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر رآني أبو لبابة وزيد بن الخطاب».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 50 من أصل 93 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهي عن قتل عوامر البيوت من الحيات

  • 📜 حديث: نهي عن قتل عوامر البيوت من الحيات

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نهي عن قتل عوامر البيوت من الحيات

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نهي عن قتل عوامر البيوت من الحيات

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نهي عن قتل عوامر البيوت من الحيات

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب