خلق الله لوحا محفوظا من درة بيضاء

حديث: خلق الله لوحا محفوظا من درة بيضاء

روي عن ابن عباس قال: «إن الله خلق لوحا محفوظا من درة بيضاء، صفحاتها من ياقوتة حمراء، قلمه نور، وكتابه نور، لله فيه في كل يوم ستون وثلثمائة لحظة: يخلق ويرزق، ويميت ويحيي، ويعز ويذل ويفعل ما يشاء»

حسن: رواه الطبراني (١٢/ ٧٢) عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا منجاب بن الحارث، حدثنا إبراهيم بن يوسف، حدثنا زياد بن عبد الله، عن ليث، عن عبد الملك بن سعيد بن جبير، عن أبيه، عن ابن عباس .

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي روي عن الصحابي الجليل حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما:
### أولاً. تخريج الحديث ومصدره
هذا الأثر روي عن ابن عباس رضي الله عنهما، وقد ذكره عدد من أئمة التفسير والعقيدة في كتبهم، منهم الإمام الثعلبي في تفسيره، والحافظ أبو نعيم في "حلية الأولياء"، وهو من الأخبار التي تروى في صفات اللوح المحفوظ وعظمة قدرة الله تعالى، وإن كان في سنده نظر، إلا أن معناه صحيح ومتلقى من نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة التي تثبت تقدير الله للأمور وكتبه لها.
### ثانياً. شرح المفردات
● لُوحًا مَحْفُوظًا: هو اللوح الذي كتب الله فيه مقادير الخلائق كلها قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة.
● دُرَّةٍ بَيْضَاءَ: الدُّرَّة هي اللؤلؤة العظيمة البيضاء النقية، مما يدل على جلالة هذا اللوح وعلو شأنه.
● صَفَحَاتِهَا: جمع صفحة، أي أوراقه وأجزاؤه.
● يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ: الياقوتة الحمراء من أ precious الجواهر، مما يدل على نفاسة هذا الكتاب وعظمته.
● قَلَمُهُ نُورٌ: القلم الذي كتب به في اللوح هو من نور، مما يشير إلى أنه مخلوق عظيم من مخلوقات الله.
● كِتَابُهُ نُورٌ: الكتابة نفسها من نور، فهي ليست كالكتابة الدنيوية.
● لَحْظَةٌ: اللحظة هنا هي النظر والاهتمام، أي أن الله يتصرف في خلقه ويتولى أمورهم في كل يوم بهذا العدد من التصرفات الكونية والتقديرات.
### ثالثاً. شرح الحديث
يخبرنا ابن عباس رضي الله عنهما عن عظمة اللوح المحفوظ، الذي هو أعلى الكتب السماوية، كتب الله فيه مقادير الخلائق كلها. ووصفه بأنه من درة بيضاء وصفحاته من ياقوتة حمراء وقلمه وكتابه من نور، كل هذا لبيان جلالة هذا اللوح وعظمته، وأنه ليس كالكتب الدنيوية، بل هو من مخلوقات الله العظيمة التي لا يعلم كنهها إلا هو.
ثم يبين الحديث أن لله تعالى في كل يوم (ستون وثلاثمائة لحظة) أي 360 لحظة، وفي كل لحظة منها يتصرف في ملكوته بما يشاء: يخلق ويرزق، ويميت ويحيي، ويعز ويذل، ويفعل ما يشاء من الأحكام الكونية والشرعية. وهذا دليل على سعة علم الله وقدرته، وأن تدبيره للكون مستمر في كل وقت وحين، لا يعتريه تعب ولا نوم.
### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- عظمة الله وقدرته: الحديث يثبت كمال قدرة الله وعظمته، وأنه المدبر لشؤون خلقه في كل لحظة.
2- الإيمان بالقدر: الإيمان باللوح المحفوظ والقدر من أركان الإيمان، وأن كل ما يجري في الكون هو بقضاء الله وقدره.
3- استمرار تدبير الله للكون: أن الله لم يخلق الخلق ثم تركهم، بل هو متصرف فيهم في كل وقت، يحيي ويميت، ويعز ويذل، ويرزق ويقدر.
4- الحث على التفكر في عظمة الخالق: الحديث يحثنا على التفكر في عظمة مخلوقات الله، ومنها اللوح المحفوظ، مما يزيد الإيمان ويقويه.
5- اليقين بأن كل شيء بقدر الله: ما يصيب الإنسان من خير أو شر فهو بقدر الله، فيجب الرضا والتسليم لقضائه.

خامساً:

معلومات إضافية
- اللوح المحفوظ مذكور في القرآن في قوله تعالى: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} [البروج: 21-22].
- عدد اللحظات (360) قد يكون له دلالة رمزية، فالسنة في بعض الحسابات 360 يوماً، والله أعلم بالحكمة من هذا العدد.
- هذا الحديث من أخبار الصفات، فيجب إمراره كما جاء من غير تكييف ولا تمثيل، بل نؤمن بأن الله يفعل ما يشاء كيف يشاء.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا إيماناً ويقيناً، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني (١٢/ ٧٢) عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا منجاب بن الحارث، حدثنا إبراهيم بن يوسف، حدثنا زياد بن عبد الله، عن ليث، عن عبد الملك بن سعيد بن جبير، عن أبيه، عن ابن عباس .. فذكره.
فيه: ليث بن أبي سليم وفيه كلام معروف.
وفيه أيضا: زياد البكائي وهو صدوق ثبت في المغازي في روايته عن ابن إسحاق، مضعّف في غيره.
وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة: ذكرت ليحيى بن معين رواية منجاب عن إبراهيم بن يوسف، عن زياد فقال: «كان زياد ضعيفا».
وقد روي من وجه آخر عن ابن عباس موقوفا عليه. رواه الحاكم (٢/ ٤٧٤) وقال: «صحيح الإسناد». وتعقبه الذهبي فقال: «أبو حمزة اسمه ثابت وهو واهٍ بمرة».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 17 من أصل 93 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خلق الله لوحا محفوظا من درة بيضاء

📜 حديث: خلق الله لوحا محفوظا من درة بيضاء

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: خلق الله لوحا محفوظا من درة بيضاء

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: خلق الله لوحا محفوظا من درة بيضاء

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: خلق الله لوحا محفوظا من درة بيضاء

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية