حديث: اكسنيها ما أحسن هذه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب التبرك بآثار النبي ﷺ -

عن سهل بن سعد قال: جاءت امرأة إلى النبي ﷺ ببردة - فقال سهل للقوم: أتدرون ما البردة؟ فقال القوم: هي شملة. فقال سهل: هي شملة منسوجة فيها حاشيتها - فقالت: يا رسول الله، أكسوك هذه، فأخذها النبي ﷺ محتاجا إليها فلبسها، فرآها عليه رجل من الصحابة فقال: يا رسول الله، ما أحسن هذه! فاكسنيها. فقال: «نعم». فلما قام النبي ﷺ لامه أصحابه فقالوا: ما أحسنت حين رأيت النبي ﷺ أخذها محتاجا إليها ثم سألته إياها، وقد عرفت أنه لا يسأل شيئا فيمنعه. فقال: رجوت بركتها حين لبسها النبي ﷺ لعلي أكفن فيها.

صحيح: رواه البخاري في الأدب (٦٠٣٦) عن سعيد بن أبي مريم، قال: حدثنا أبو غسان، قال: حدثني أبو حازم، عن سهل بن سعد، فذكره.

عن سهل بن سعد قال: جاءت امرأة إلى النبي ﷺ ببردة - فقال سهل للقوم: أتدرون ما البردة؟ فقال القوم: هي شملة. فقال سهل: هي شملة منسوجة فيها حاشيتها - فقالت: يا رسول الله، أكسوك هذه، فأخذها النبي ﷺ محتاجا إليها فلبسها، فرآها عليه رجل من الصحابة فقال: يا رسول الله، ما أحسن هذه! فاكسنيها. فقال: «نعم». فلما قام النبي ﷺ لامه أصحابه فقالوا: ما أحسنت حين رأيت النبي ﷺ أخذها محتاجا إليها ثم سألته إياها، وقد عرفت أنه لا يسأل شيئا فيمنعه. فقال: رجوت بركتها حين لبسها النبي ﷺ لعلي أكفن فيها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس من حديث نبيه الكريم.

الحديث الشريف:


عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ بِبُرْدَةٍ - فَقَالَ سَهْلٌ لِلْقَوْمِ: أَتَدْرُونَ مَا البُرْدَةُ؟ فَقَالَ القَوْمُ: هِيَ شَمْلَةٌ. فَقَالَ سَهْلٌ: هِيَ شَمْلَةٌ مَنْسُوجَةٌ فِيهَا حَاشِيَتُهَا - فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَكْسُوكَ هَذِهِ، فَأَخَذَهَا النَّبِيُّ ﷺ مُحْتَاجًا إِلَيْهَا فَلَبِسَهَا، فَرَآهَا عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الصَّحَابَةِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَحْسَنَ هَذِهِ! فَاكْسُنِيهَا. فَقَالَ: «نَعَمْ». فَلَمَا قَامَ النَّبِيُّ ﷺ لَامَهُ أَصْحَابُهُ فَقَالُوا: مَا أَحْسَنْتَ حِينَ رَأَيْتَ النَّبِيَّ ﷺ أَخَذَهَا مُحْتَاجًا إِلَيْهَا ثُمَّ سَأَلْتَهُ إِيَّاهَا، وَقَدْ عَرَفْتَ أَنَّهُ لَا يَسْأَلُ شَيْئًا فَيَمْنَعُهُ. فَقَالَ: رَجَوْتُ بَرَكَتَهَا حِينَ لَبِسَهَا النَّبِيُّ ﷺ لَعَلِّي أُكَفَّنُ فِيهَا.
رواه البخاري.

شرح المفردات:


● بُرْدَة: ثوب يُتَّزر به أو يُشتمل به، وهو نوع من الثياب المعروفة.
● شَمْلَة: كساء من الصوف يُلتحف به.
● مَنْسُوجَةٌ فِيهَا حَاشِيَتُهَا: أي أن حاشيتها (هَدْمُها أو أطرافها) منسوجة في نفس القماش، مما يدل على جودتها.
● لَامَهُ: عاتبه ووبخه على فعله.
● أُكَفَّنُ فِيهَا: أي أُدفن بها عندما أموت، طمعاً في بركتها.

شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل سهل بن سعد رضي الله عنه عن موقف مؤثر يدل على تواضع النبي ﷺ وحسن خلقه، وعلى إيمان الصحابة العميق وحرصهم على الخير.
فقد جاءت امرأة إلى النبي ﷺ وقدَّمت له هدية متواضعة، هي "بُردة" (ثوب من الصوف). فقبلها النبي ﷺ رغم حاجته إليها ولبسها، مما يدل على تواضعه وقبوله للهدية وإن كانت بسيطة، وتكريمه للمسلمين.
ثم نظر إليها أحد الصحابة وأعجبته، فطلبها من النبي ﷺ مباشرة، فلم يتردد النبي ﷺ في إعطائها له، تصديقاً لوصفه تعالى: {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: 39].
فلما انصرف النبي ﷺ، لامه بقية الصحابة على طلبه هذا، قائلين: كيف تطلب منه ثوباً وهو محتاج إليه، وأنت تعلم أنه لا يرد سائلاً؟ أي أن طلبك منه فيه نوع من الاستغلال لشدة كرمه ﷺ.
فبرر الصحابي طلبه بنية صالحة، وهي طلب البركة بملامسة الثوب لجسد النبي ﷺ، ورجاء أن يكون هذا الثوب كفنه يوم يموت، طمعاً في أن يشفع له هذا الثوب أو يكون سبباً في رحمة الله.

الدروس المستفادة والعبر:


1- تواضع النبي ﷺ وكرمه: فقد قبل الهدية المحتاجة إليها، ثم أعطاها لمن سأله إياها دون تردد.
2- قبول الهدايا والتجاوب مع المحسنين: مما يزيد في الألفة والمحبة بين المسلمين.
3- حرص الصحابة على أدب التعامل مع النبي ﷺ: فقد أنكر الصحابة على رجلهم طلبه الثوب من النبي وهو محتاج إليه، حرصاً على عدم إثقال كاهله بالسؤال.
4- الإيمان بالبركة: البركة هي الزيادة والنماء في الخير، وكان الصحابة يطلبون البركة من آثار النبي ﷺ كريقه أو شعره أو ثيابه، وهذا من كمال محبتهم له وإيمانهم بأن الله يجعل البركة في كل ما يتصل به.
5- استحضار نية صالحة في الأمور الدنيوية: فالصحابي لم يطلب الثوب للزينة أو التفاخر، بل طلبه ليكون كفناً له، فحوَّل أمراً دنيوياً إلى قربة وطاعة.
6- بيان أن النبي ﷺ كان لا يرد سائلاً: وهذا من كمال خلقه وجوده، حتى مع حاجته.

معلومات إضافية:


- هذا الحديث من أعلام جواز التبرك بآثار الصالحين إذا كان ذلك على الوجه المشروع، وهو توقع حصول الخير والبركة من شيء لامسهم بإذن الله، دون اعتقاد أن ذلك الشيء يضر أو ينفع بذاته.
- فيه دليل على أن طلب الدنيا بنية صالحة يكون عبادة، كمن يطلب المال ليكف به نفسه عن السؤال أو لينفق في سبيل الله.
- استدل بعض العلماء بهذا الحديث على **جواز كفن الرجل في ث
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأدب (٦٠٣٦) عن سعيد بن أبي مريم، قال: حدثنا أبو غسان، قال: حدثني أبو حازم، عن سهل بن سعد، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 890 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اكسنيها ما أحسن هذه

  • 📜 حديث: اكسنيها ما أحسن هذه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اكسنيها ما أحسن هذه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اكسنيها ما أحسن هذه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اكسنيها ما أحسن هذه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب