لما تُوفي النبي ﷺ كان بالمدينة رجل يلحد وآخر يضرح

حديث: لما تُوفي النبي ﷺ كان بالمدينة رجل يلحد وآخر يضرح

عن أنس بن مالك قال: لما تُوفي النبي ﷺ كان بالمدينة رجل يَلْحَدُ، وآخر يُضَرِّحُ، فقالوا: نستخير ربَّنا ونبعث إليهما، فأيهما سبق تركناه، فأُرسل إليهما، فسبق صاحبُ اللحدِ، فلحدوا للنبي ﷺ.

حسن: رواه ابن ماجه (١٥٥٧) عن محمود بن غيلان قال: حدثنا هاشم بن القاسم قال: حدثنا مبارك بن فَضالة، قال: حدثني حُميد الطويل، عن أنس فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه:
الحديث:
عن أنس بن مالك قال: لما تُوفي النبي ﷺ كان بالمدينة رجل يَلْحَدُ، وآخر يُضَرِّحُ، فقالوا: نستخير ربَّنا ونبعث إليهما، فأيهما سبق تركناه، فأُرسل إليهما، فسبق صاحبُ اللحدِ، فلحدوا للنبي ﷺ.
شرح المفردات:
● يَلْحَدُ: يحفر القبور بشكل اللحد، وهو الشق في جانب القبر الذي يوضع فيه الميت.
● يُضَرِّحُ: يحفر القبور بشكل الضريح، وهو الحفر في وسط القبر بعمق ثم يُهيأ مكان للميت في قاعه.
● نستخير ربنا: نطلب من الله تعالى أن يختار لنا الأفضل والأصلح.
● سبق: وصل أولاً.
شرح الحديث:
بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، احتار الصحابة رضي الله عنهم في كيفية تجهيز قبره، إذ كان في المدينة رجلان متخصصان في حفر القبور:
- أحدهما متخصص في حفر اللحد (وهو النوع المعروف في الإسلام، حيث يحفر في جانب القبر تجويف يوضع فيه الميت).
- والآخر متخصص في حفر الضريح (وهو حفرة في وسط القبر، ثم يُجعل للميت مكان في أسفلها، وكان معروفًا عند بعض الأمم).
فاجتمع الصحابة وتشاوروا، وقرروا أن يستخيروا الله تعالى في هذا الأمر، فأرسلوا إلى الرجلين، وأيهما يصل أولاً يكون ذلك دليلاً على اختيار الله تعالى لهذا النوع من القبر.
فسبق صاحب اللحد، فحفروا للنبي صلى الله عليه وسلم قبرًا باللحد، وهو السنة في قبور المسلمين.
الدروس المستفادة من الحديث:
1- حرص الصحابة على الخيرية والتوفيق من الله: لم يقدموا على أمر دون استخارة الله والاستعانة به، مما يدل على تعلق قلوبهم بالله تعالى حتى في أدق الأمور.
2- التشاور في الأمور المهمة: فإن الصحابة تشاوروا في كيفية دفن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا من هديه صلى الله عليه وسلم وأمره لأمته.
3- اتباع السنة في دفن الموتى: فإن اللحد هو السنة في الإسلام، كما جاء في أحاديث أخرى، ومنها هذا الحديث.
4- التسليم لله تعالى وقضائه: فإنهم قبلوا بما اختاره الله لهم عن طريق سبق صاحب اللحد.
5- التخصص والعمل بإتقان: فإن كل من الرجلين كان متخصصًا في عمله، مما يدل على أهمية إتقان العمل والتخصص في المجالات المختلفة.
معلومات إضافية:
- اللحد هو السنة في قبور المسلمين، كما جاء في حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اللحد لنا، والشق لغيرنا".
- قبر النبي صلى الله عليه وسلم حُفر في حجرته التي توفى فيها، بجوار مسجده صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة.
- هذا الحديث يدل على أن استخارة الله لا تكون بالصلاة فقط، بل قد تكون بالدعاء والتوكل عليه، كما فعل الصحابة هنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (١٥٥٧) عن محمود بن غيلان قال: حدثنا هاشم بن القاسم قال: حدثنا مبارك بن فَضالة، قال: حدثني حُميد الطويل، عن أنس فذكره.
وهاشم بن القاسم هو أبو النضر شيخ الإمام أحمد، وعنه رواه في مسنده (١٢٤١٥) مثله.
وإسناده حسن من أجل مبارك بن فَضالة فإنه «صدوق يدلس ويُسوى»، قال أبو زرعة: يُدَلِّس كثيرًا فإذا قال حدثنا فهو ثقة. وقد صرَّح هنا بالتحديث، وبقية رجاله ثقات، وقد حسنه الحافظ في «التلخيص» (٢/ ١٢٨).
وقال البوصيري: «إسناده صحيح ورجاله ثقات» والصواب كما قلت.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 866 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لما تُوفي النبي ﷺ كان بالمدينة رجل يلحد وآخر يضرح

📜 حديث: لما تُوفي النبي ﷺ كان بالمدينة رجل يلحد وآخر يضرح

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لما تُوفي النبي ﷺ كان بالمدينة رجل يلحد وآخر يضرح

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لما تُوفي النبي ﷺ كان بالمدينة رجل يلحد وآخر يضرح

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لما تُوفي النبي ﷺ كان بالمدينة رجل يلحد وآخر يضرح

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية