حديث: ما علمنا بدفن رسول الله ﷺ حتى سمعنا صوت المساحي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب دفن النبي ﷺ ليلا

عن عائشة أم المؤمنين قالت: ما علمنا بدفن رسول الله ﷺ حتى سمعنا صوت المساحي من جوف الليل ليلة الأربعاء.

حسن: رواه أحمد (٢٦٣٩٤) عن يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن امرأته فاطمة بنت محمد بن عمارة، عن عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، عن عائشة، فذكرته.

عن عائشة أم المؤمنين قالت: ما علمنا بدفن رسول الله ﷺ حتى سمعنا صوت المساحي من جوف الليل ليلة الأربعاء.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام البيهقي في "السنن الكبرى"، وغيرهم، وهو حديث صحيح ثابت عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، يروي جانباً من أحداث اللحظات العصيبة التي تلت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.

أولاً. شرح المفردات:


● بدفن رسول الله ﷺ: أي بخبر دفنه، أو بعملية دفنه ذاتها.
● صوت المساحي: المساحي: جمع مِسْحاة، وهي الآلة التي يحفر بها، أي المعاول.
● من جوف الليل: جوف الليل: وسطه وأكثر ظلمته.

ثانياً. شرح الحديث:


يصف هذا الحديث المشهد العظيم الذي حدث بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، والذي كان يوم الاثنين، ودفن ليلة الأربعاء.
تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: إن أهل البيت، وهم أصحاب رسول الله ﷺ وأقرب الناس إليه، ما علموا موعد بدء عملية الدفن ولا رأوها، بل إن أول ما علموا به كان صوت المعاول وهي تضرب الأرض لحفر القبر، وذلك في ظلمة ليل الأربعاء.
وهذا يدل على عدة أمور:
1- شدة الحزن والذهول: لقد كانت صدمة وفاة النبي ﷺ هائلة وعظيمة، حتى غشيت الناسَ حالة من الحزن والانشغال البالغ بما أصابهم، فلم يكونوا منتبهين لترتيبات الدفن بشكل مباشر.
2- سرية وإسراع في الدفن: كان الدفن ليلاً، وفي جوف الليل، مما يشير إلى السرية والإسراع في إنهاء مراسم الدفن. وهذا من السنة، فالسنة تعجيل دفن الميت، وكراهية تأخيره بدون سبب شرعي.
3- من تولى أمر الدفن: الذي تولى عملية الدفن هم كبار الصحابة وأهل بيته، وهم: علي بن أبي طالب، والفضل بن العباس، وقثم بن العباس، وشقران مولى رسول الله ﷺ (واسمه صالح)، رضي الله عنهم أجمعين. وكان الذي نزل في القبر هو علي والفضل وشقران.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظم المصيبة بفقد النبي ﷺ: يبين الحديث حجم المصيبة التي حلت بالأمة بوفاة نبيها، حتى أن أقرب الناس إليه كانوا في حالة من الذهول والحزن الشديدين.
2- التعجيل بدفن الميت: فيه دلالة على استحباب التعجيل بدفن الميت وعدم تأخيره إلا لحاجة مشروعة.
3- التواضع في القبر: دفن النبي ﷺ في حجرة عائشة، في قبر بسيط لم يُرفع عن الأرض كثيراً، كما هو هديه صلى الله عليه وسلم في النهي عن الترفه في القبور والبناء عليها.
4- تقديم المصلحة العامة: على الرغم من حزن الصحابة الشديد، إلا أنهم باشروا دفن النبي ﷺ بسرعة وسرية، حرصاً على استقرار الأمر وعدم حدوث فتنة.

رابعاً. معلومات إضافية:


● مكان الدفن: دُفن رسول الله ﷺ في حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها، في المكان الذي توفي فيه.
● سبب التأخير إلى ليلة الأربعاء: توفي النبي ﷺ يوم الاثنين، وجُمع رأي الصحابة على أن يدفن حيث مات، وبدأوا في تجهيز قبره، واستغرق حفر القبر وتجهيزه هذا الوقت حتى تم الدفن ليلة الأربعاء. وقيل إن التأخير كان بسبب اختلاف الصحابة أولاً على مكان الدفن.
نسأل الله أن يرزقنا حب نبيه صلى الله عليه وسلم واتباع سنته، والوفاة على الإيمان.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٦٣٩٤) عن يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن امرأته فاطمة بنت محمد بن عمارة، عن عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، عن عائشة، فذكرته.
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، فإنه صرح بالتحديث.
وقد سنح له أن لقي فاطمة بنت محمد بن عمارة نفسها، ويحدث عنها.
رواه البيهقي في سننه (٣/ ٤٠٩) وفي الدلائل (٧/ ٢٥٦) من طريق يونس بن بكير، عن ابن
إسحاق، قال. حدثتني فاطمة بنت محمد امرأة عبد الله بن أبي بكر. قال ابن إسحاق: وأدخلني عليها قال: حتى تسمعه منها، عن عمرة، عن عائشة، قالت: فذكرته.
والمساحي: جمع مسحاة، وهي مجرفة من حديد. يُسَوَّى بها التراب.
ورواه أيضا محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، قالت: توفي رسول الله ﷺ يوم الاثنين، ودفن ليلة الأربعاء.
رواه أحمد (٢٤٧٩٠) عن أسود بن عامر، قال: أخبرنا هريم، قال: حدثني محمد بن إسحاق بإسناده.
وهو موافق لما قبله وإن كان محمد بن إسحاق لم يصرح هنا بالسماع.
وهذا هو الصحيح بأن النبي ﷺ توفي يوم الاثنين قبل أن ينتصف النهار، ودفن ليلة الأربعاء، وعلى هذا جمهور أهل السير والتاريخ، وما قيل خلاف ذلك فهو شاذ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 871 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما علمنا بدفن رسول الله ﷺ حتى سمعنا صوت المساحي

  • 📜 حديث: ما علمنا بدفن رسول الله ﷺ حتى سمعنا صوت المساحي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما علمنا بدفن رسول الله ﷺ حتى سمعنا صوت المساحي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما علمنا بدفن رسول الله ﷺ حتى سمعنا صوت المساحي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما علمنا بدفن رسول الله ﷺ حتى سمعنا صوت المساحي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب