حديث: ما يسرني أن أحدا يحول لآل محمد ذهبًا أنفقه في سبيل الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب لم يترك النبي ﷺ ميراثا من دينارٍ ودرهمٍ

عن ابن عباس، أن النبي ﷺ التفت إلى أحد فقال: «والذي نفس محمد بيده، ما يسرني أن أحدا يحول لآل محمد ذهبًا أنفقه في سبيل الله، أموت يوم أموت أدع منه دينارين، إلا دينارين أعدهما لدين إن كان» فمات وما ترك دينارًا ولا درهمًا ولا عبدًا ولا وليدةً، وترك درعَه مرهونة عند يهودي على ثلاثين صاعا من شعير.

حسن: رواه أحمد (٢٧٢٤) وأبو يعلى (٢٦٨٤) والبزار - كشف الأستار (٣٦٨٢) وعبد بن حميد (٥٩٨) كلهم من حديث هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس، أن النبي ﷺ التفت إلى أحد فقال: «والذي نفس محمد بيده، ما يسرني أن أحدا يحول لآل محمد ذهبًا أنفقه في سبيل الله، أموت يوم أموت أدع منه دينارين، إلا دينارين أعدهما لدين إن كان» فمات وما ترك دينارًا ولا درهمًا ولا عبدًا ولا وليدةً، وترك درعَه مرهونة عند يهودي على ثلاثين صاعا من شعير.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي ﷺ الذي يصور لنا جانبًا من زهده وتقشفه وورعه الشديد، وحرصه على عدم ترك أي مال وراءه مخافة أن يكون ذلك شبهة أو ثقلًا عليه في الآخرة.

الحديث بلفظه:


عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي ﷺ التفت إلى أحد فقال: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا يُسِرُّنِي أَنَّ أَحَدًا يَحُولُ لِآلِ مُحَمَّدٍ ذَهَبًا أُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَمُوتُ يَوْمَ أَمُوتُ وَأَدَعُ مِنْهُ دِينَارَيْنِ، إِلَّا دِينَارَيْنِ أُعِدُّهُمَا لِدَيْنٍ إِنْ كَانَ». فَمَاتَ وَمَا تَرَكَ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا وَلَا عَبْدًا وَلَا وَلِيدَةً، وَتَرَكَ دِرْعَهُ مَرْهُونَةً عِنْدَ يَهُودِيٍّ عَلَى ثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ.


شرح المفردات:


● يُسِرُّنِي: يفرحني أو يسرني.
● يَحُولُ: يُعطى أو يهب.
● آلِ مُحَمَّدٍ: أي أهل بيته وعياله.
● أَدَعُ مِنْهُ: أترك منه.
● دِينَارَيْنِ: الدينار هو عملة ذهبية، والديناران مبلغ صغير.
● أُعِدُّهُمَا: أهيئهما أو أحضرهما.
● لِدَيْنٍ: لدين أو دَين، أي مال مستحق عليه.
● وَلِيدَةً: جارية أو أمة.
● مَرْهُونَةً: شيء وضع رهناً لضمان دين.
● صَاعًا: مكيال يساوي حوالي 2.5 كيلوغرام تقريبًا.


شرح الحديث:


يخبرنا ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ﷺ أقسم بالله -وهو أشد الأيمان- أنه لا يسرّه أن يُعطى له أو لأهله مالاً كثيرًا من ذهب لينفقه في سبيل الله، ثم يموت ويترك منه حتى دينارين (أي مبلغاً صغيراً)، إلا إذا كان هذا المبلغ معدًا لسداد دين عليه؛ لأنه يخاف أن يموت وعليه دين فيثقل عليه.
ثم يختم ابن عباس رضي الله عنهما بأن النبي ﷺ مات ولم يترك أي مال: لا دينارًا ولا درهمًا ولا عبدًا ولا أمة، بل ترك درعه مرهونة عند يهودي مقابل ثلاثين صاعًا من الشعير (أي طعامًا لأهله)، مما يدل على أنه مات وليس عنده مال فائض، بل كان عليه دين بسيط.


الدروس المستفادة منه:


1- الزهد في الدنيا: النبي ﷺ كان يرفض أن يترك وراءه أي مال زائد عن حاجته، مع أنه كان بإمكانه أن يجمع الأموال كزعيم وقائد، لكنه فضل الزهد والتقشف.
2- الخوف من المسؤولية: كان يخاف أن يموت وعليه دين فيُثقل عليه، أو أن يترك مالاً قد يكون شبهة أو مصدرًا للنزاع بين الورثة.
3- الصدق والوفاء: حتى وهو على فراش الموت، كان مهتمًا بسداد ديونه، ولهذا أعد دينارين لدين إن كان عليه.
4- التوكل على الله: مع أنه كان قائد الأمة، إلا أنه لم يكدّس الأموال، بل عاش حياة بسيطة متوكلًا على رزق الله.
5- قدوة في القناعة: ترك النبي ﷺ لأهله حياة التوكل على الله، وعدم الاهتمام بجمع الدنيا، بل الاهتمام بالآخرة.
6- الاهتمام بالذمة المالية: حتى النبي ﷺ كان حريصًا على سداد ديونه، وهذا درس في الأمانة والمسؤولية المالية.


معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وقوته.
- الدرع التي رهنها النبي ﷺ كانت لتأمين قوت يومه وعياله، مما يدل على أنه لم يكن يملك مالاً فائضًا.
- هذا الحديث يرد على من يتهم النبي ﷺ بأنه كان يجمّع الأموال أو يعيش في رفاهية؛ بل العكس هو الصحيح.
- كان النبي ﷺ يوزع ما يأتيه من مال فورًا على الفقراء والمحتاجين، ولا يدخره لنفسه.
- هذا من أخلاق الأنبياء جميعًا؛ كانوا زاهدين في الدنيا، مقبلين على الآخرة.

فالحمد لله الذي جعلنا من أمة هذا النبي الزاهد الكريم، وصلى الله عليه وسلم تسليمًا كثيرًا.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٧٢٤) وأبو يعلى (٢٦٨٤) والبزار - كشف الأستار (٣٦٨٢) وعبد بن حميد (٥٩٨) كلهم من حديث هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل هلال بن خباب، فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 876 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما يسرني أن أحدا يحول لآل محمد ذهبًا أنفقه في سبيل الله

  • 📜 حديث: ما يسرني أن أحدا يحول لآل محمد ذهبًا أنفقه في سبيل الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما يسرني أن أحدا يحول لآل محمد ذهبًا أنفقه في سبيل الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما يسرني أن أحدا يحول لآل محمد ذهبًا أنفقه في سبيل الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما يسرني أن أحدا يحول لآل محمد ذهبًا أنفقه في سبيل الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب