ما ترك رسول الله ﷺ عند موته درهمًا ولا دينارًا

حديث: ما ترك رسول الله ﷺ عند موته درهمًا ولا دينارًا

عن عمرو بن الحارث - ختن رسول الله ﷺ أخي جويرية بنت الحارث - قال: ما ترك رسول الله ﷺ عند موته درهمًا ولا دينارًا ولا عبدًا ولا أمةً ولا شيئا إلا بغلته البيضاء، وسلاحه، وأرضا جعلها صدقة.

صحيح: رواه البخاري في الوصايا (٢٧٣٩) عن إبراهيم بن الحارث، حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا زهير بن معاوية الجعفي، حدثنا أبو إسحاق، عن عمرو بن الحارث، قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن الحديث الذي ذكر هو حديث عظيم يُظهر جانبًا من أخلاق النبي ﷺ وزهدَه في الدنيا، وتجردَه لله تعالى. وسأشرحه لك جزءًا جزءًا إن شاء الله.

أولاً. شرح المفردات:

● ختن رسول الله ﷺ: أي صهره، وكان متزوجًا من أخت جويرية بنت الحارث.
● ما ترك: لم يخلف وراءه.
● درهمًا ولا دينارًا: هما عملتان معروفتان، والمراد بهما المال بشكل عام.
● عبدًا ولا أمةً: أي لم يخلف عبيدًا ولا إماءً كانوا مملوكين له.
● بغلته البيضاء: البغلة هي ولد الحمار من الفرس، وكانت وسيلة تنقله.
● سلاحه: ما كان عنده من أدوات الحرب مثل السيف والدرع.
● أرضًا جعلها صدقة: أرضًا أوقفها لله تعالى يتصدق بريعها على الفقراء.

ثانيًا. شرح الحديث:

يخبر عمرو بن الحارث رضي الله عنه أن النبي ﷺ حين توفي لم يترك وراءه أي أموال أو ممتلكات دنيوية تذكر، بل كان ما تركه قليلاً جدًا، وهو:
● بغلته البيضاء: التي كان يركبها في أسفاره وغزواته.
● سلاحه: الذي كان يدافع به عن نفسه والدعوة.
● أرضًا: قد جعلها وقفًا خيريًا للفقراء والمساكين، فلا هي ملك له ولا ملك لورثته، بل هي صدقة جارية.

ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:

1- الزهد في الدنيا: فقد كان النبي ﷺ أعظم الناس زهدًا، يعيش حياة البساطة والتقشف، رغم أنه كان بإمكانه أن يكون أغنى الناس.
2- التجرد للدعوة: لم يجمع النبي ﷺ مالاً ولا عقارًا، بل كان همه الأول والأخير هو الدعوة إلى الله ونشر الإسلام.
3- القدوة العملية: بموته ﷺ دون أن يترك ثروة دنيوية، يكون قدوة لأمته في عدم التعلق بالمال والزهد في الدنيا.
4- الإنفاق في سبيل الله: الأرض التي جعلها صدقة تدل على حرصه على العمل الخيري المستمر حتى بعد مماته.
5- عدم التكالب على الدنيا: فلم يشغل نفسه بجمع الأموال أو المتاع، بل كان همه الآخرة.

رابعًا. فوائد إضافية:

- هذا الحديث رواه البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بصفة النبي ﷺ وأخلاقه.
- كان النبي ﷺ يعيش على الكفاف، ويوزع ما يأتيه من أموالٍ في سبيل الله أو على المحتاجين.
- هذا من أعظم الأدلة على نبوته وصدقه، فلو كان طالبًا للدنيا لجمع الأموال والكنوز.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يقتدي بنبيه ﷺ في زهده وورعه وتجرده لله.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الوصايا (٢٧٣٩) عن إبراهيم بن الحارث، حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا زهير بن معاوية الجعفي، حدثنا أبو إسحاق، عن عمرو بن الحارث، قال: فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 874 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما ترك رسول الله ﷺ عند موته درهمًا ولا دينارًا

📜 حديث: ما ترك رسول الله ﷺ عند موته درهمًا ولا دينارًا

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ما ترك رسول الله ﷺ عند موته درهمًا ولا دينارًا

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ما ترك رسول الله ﷺ عند موته درهمًا ولا دينارًا

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ما ترك رسول الله ﷺ عند موته درهمًا ولا دينارًا

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية