حديث: تزويج النجاشي ام حبيبة للنبي صلى الله عليه وسلم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

زواج النبي ﷺ من أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان بن حرب

عن أم حبيبة أنها كانت تحت عبيد الله بن جحش، فمات بأرض الحبشة، فزوَّجَها النجاشيُّ النبيَّ ﷺ، وأمهرها عنه أربعة آلاف، وبعث بها إلى رسول الله ﷺ مع شرحبيل بن حسنة، ولم يبعث إليها رسول الله ﷺ بشيء، وكان مهر نسائه أربع مائة درهم.
قال أبو داود: حسنة هي أمه.

صحيح: رواه أبو داود (٢١٠٧) والنسائي (٣٣٥٠) وأحمد (٢٧٤٠٨) والحاكم (٢/ ١٨١) والبيهقي (٧/ ٢٣٢) كلهم من حديث معمر، عن الزهري، عن عروة، عن أم حبيجة فذكرته.

عن أم حبيبة أنها كانت تحت عبيد الله بن جحش، فمات بأرض الحبشة، فزوَّجَها النجاشيُّ النبيَّ ﷺ، وأمهرها عنه أربعة آلاف، وبعث بها إلى رسول الله ﷺ مع شرحبيل بن حسنة، ولم يبعث إليها رسول الله ﷺ بشيء، وكان مهر نسائه أربع مائة درهم.
قال أبو داود: حسنة هي أمه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقرأ. هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام أبو داود في سننه، وهو حديث صحيح، وفيه قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من أم المؤمنين أم حبيبة رضي الله عنها، وهي رملة بنت أبي سفيان.

أولاً. شرح المفردات:


● أم حبيبة: هي رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب، من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وأخت الخليفة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما.
● تحت عبيد الله بن جحش: أي كانت زوجة له. وكان عبيد الله بن جحش من المسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة.
● فمات بأرض الحبشة: توفي زوجها عبيد الله هناك، وقد ارتد عن الإسلام وتنصر قبل موته، فصبرت أم حبيبة وثبتت على دينها.
● النجاشي: هو ملك الحبشة، وكان ملكاً عادلاً، وقد أسلم ولم يُعلِمْ أحداً، ونصره الله تعالى.
● زوَّجَها النجاشيُّ النبيَّ ﷺ: قام النجاشي بدور ولي الأمر في تزويجها من النبي صلى الله عليه وسلم وهي في الحبشة.
● أمهرها عنه أربعة آلاف: أي جعل صداقها من قبل النبي صلى الله عليه وسلم أربعة آلاف درهم من ماله الخاص، تكريماً لها ولرسول الله.
● شرحبيل بن حسنة: هو صحابي جليل، كان عاملاً للنبى صلى الله عليه وسلم على بعض المناطق.
● لم يبعث إليها رسول الله ﷺ بشيء: لم يرسل النبي صلى الله عليه وسلم صداقاً آخر، فصداقها الذي دفعه النجاشي كان كافياً.
● كان مهر نسائه أربع مائة درهم: هذا هو المهر المعتاد والمتوسط الذي كان يدفعه النبي صلى الله عليه وسلم لزوجاته الطاهرات.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا هذا الحديث عن قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من أم حبيبة رضي الله عنها، والتي كانت في وضع صعب بعد وفاة زوجها المرتد في أرض الغربة (الحبشة). فقام النجاشي الملك الصالح، وهو في مقام وليها في تلك الأرض، بتزويجها من النبي صلى الله عليه وسلم، وتكفل بدفع المهر نيابة عنه، وهو مبلغ كبير (أربعة آلاف درهم) يدل على تكريمه للنبي صلى الله عليه وسلم وعلى مكانة أم حبيبة. ثم كلف شرحبيل بن حسنة بمرافقتها وإيصالها بأمان إلى رسول الله في المدينة. وقبلها النبي صلى الله عليه وسلم بهذا المهر، ولم يزد عليه، وكان هذا المهر أعلى من المعتاد لمكانتها وصبرها، بينما كان مهر باقي أمهات المؤمنين أربعمائة درهم.

ثالثاً. الدروس المستفادة منه:


1- جواز تزويج الولي المرأة غيابياً: إذا كان الزوج كفؤاً، كما فعل النجاشي.
2- جواز أن يدفع المهر شخص غير الزوج: إذا كان برضا الزوج، كما دفع النجاشي المهر نيابة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
3- التيسير في شأن المهور وعدم المغالاة فيها: فمهور أمهات المؤمنين كانت معتدلة، وقصة أم حبيبة حالة خاصة.
4- مكانة الصبر على الدين: فثبات أم حبيبة على الإسلام في محنتها كان سبباً في تكريمها بهذا الزواج والمهر.
5- الإسلام يرفع شأن المرأة ويصونها: حيث لم تترك أم حبيبة وحيدة في الغربة، بل كُفِلَ لها الزوج الكريم والحماية.
6- عدل النجاشي وحسن خلقه: حيث قام بدور الملك المسلم العادل الذي يرعى رعيته ويحفظ حقوقهم.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- شرحبيل بن حسنة: هو من الصحابة الأجلاء، قيل اسمه شرحبيل بن عبد الله، و"حسنة" هي أمه، فنُسب إليها تمييزاً له. كان من أمراء الصحابة وولاة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
- هذا الزواج كان له أثر سياسي إيجابي، حيث كان بمثابة مصاهرة بين النبي صلى الله عليه وسلم وأبي سفيان (والد أم حبيبة) الذي كان لا يزال على الشرك آنذاك، مما ساهم لاحقاً في دخوله الإسلام وتخفيف العداء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢١٠٧) والنسائي (٣٣٥٠) وأحمد (٢٧٤٠٨) والحاكم (٢/ ١٨١) والبيهقي (٧/ ٢٣٢) كلهم من حديث معمر، عن الزهري، عن عروة، عن أم حبيجة فذكرته. قال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين».
وتوفيت ﵂ في خلافة معاوية سنة أربع وأربعين، وقيل: سنة اثنتين وأربعين.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 902 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تزويج النجاشي ام حبيبة للنبي صلى الله عليه وسلم

  • 📜 حديث: تزويج النجاشي ام حبيبة للنبي صلى الله عليه وسلم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تزويج النجاشي ام حبيبة للنبي صلى الله عليه وسلم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تزويج النجاشي ام حبيبة للنبي صلى الله عليه وسلم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تزويج النجاشي ام حبيبة للنبي صلى الله عليه وسلم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب